أجرى الحوار: وليد الحسيني
القاهرة، مصر(CNN)-- أثار فيلم "مولانا"، الذي عُرض موخرا بدور العرض في مصر، حالة من الجدل الواسع في المجتمع المصري، لدرجة أن أحد أعضاء مجلس النواب، طالب بضرورة إيقاف عرضه، إلا أن بطل الفيلم، عمرو سعد، يرى أن "مولانا" هو أحد أهم أدواره الفنية على الإطلاق، وتقابل مع حلمه في التمثيل، وقدم ما كان يتصوره عن فهم الدين، بحسب ما قاله لـ CNN بالعربية.
وفجر عمرو سعد مفاجأة عن فيلم مولانا قائلا إنه عتذر عن تقديمه في البداية، وأن السيناريو طرأت عليه تعديلات كبيرة، لأنه في البداية كان يشبه قصة "مولانا" التي كتبها إبراهيم عيسى.
وأشاد سعد بموقف الرقابة على المصنفات الفنية، ووصفها بالشجاعة على موافقتها دون حذف أي مشهد منه، ولو أن هذا الفيلم كُتب في توقيت آخر لكان سيمنع من الظهور، وأن المجتمع المصري يحتاج لهذه النوعية من الأفلام، بدليل الإقبال الكبير عليه.
وكان هذا نص الحوار:
كيف رأيت استقبال فيلم "مولانا" بعد عرضه في مصر؟
إستقبال الجمهور للفيلم مرضي جدا بالنسبة لي، وكنت أطمح لما حدث، وهو أمر أسعدني للغاية.
ماذا قال لك الفنان عادل إمام بعد العرض الخاص؟
قال لي كلاما كبيرا بالنسبة لي كممثل أخجل منه، ووصفني بأني ممثل عبقري، وإني كنت سببا رئيسيا في جلوسه لمتابعة فيلم طويل دون ملل، وإني كنت مدهشا وكبيرا.
وماذا عن مشاركة الفيلم في مهرجان دبي السينمائي؟
المشاركة في مهرجان دبي، كانت له ميزاته وعيوبه، الميزة أن مهرجان دبي أصبح من المهرجانات الكبيرة والمهمة، ويكون له حضور كبير من نقاد ونجوم ويشهد تغطية إعلامية واسعة، فتم تناول الفيلم على نطاق واسع، والعرض كان جيدا، لدرجة إنه كان من المقرر أن يُعرض لثلاث مرات، ولكن تم عرضه لمرة رابعة بناء على رغبة إدارة المهرجان، لدرجة أن العرض الأول نُقل لقاعة كبيرة بسبب كثرة عدد الحضور، والتذاكر نفذت في كل مرة، ولكن العيب كان في خروج الفيلم من المهرجان بلا جوائز، وكان أمرا غريبا وسلبيا لا أجد له تفسيرا حتى الآن، وشعرت أن هناك شيئا غير مفهوم، وكل من حضر المهرجان توقع أن يحصد جوائز، ولكن لم يحدث.
هل هناك حاتم الشناوي في مصر؟
لم أقابل أحدا مثل حاتم الشناوي، ولكن أرى أن أمثاله لا يتصدرون المشهد الإعلامي، وشيوخ الجنة والنار هم من يتصدرون المشهد وحلوا محل الحب، هؤلاء الشيوخ هم من يدعمون الاحترام والخوف، ولكن لا يدعمون فكرة الحب في الدين، وبالتالي يحدث العنف الذي نشاهده.
بعيدا عن تفاصيل الفيلم .. ما هو أهم شيء في فيلم "مولانا"؟
أهم ما فيه هو رسالته في هذا التوقيت، لأن المجتمع الآن يحتاج لهذه النوعية من الأفلام، ولو تمت صناعة الفيلم في توقيت آخر كان سيُمنع.
ماذا يمثل لك حاتم الشناوي؟
متقابل مع حلمي في التمثيل، وحقق كل ما أطمح فيه بشكل شخصي، تجمع فيه مجموعة أحلام في شخصية واحدة، لأنه قدم ما كنت أتصوره عن فهم الدين، بالإضافة الى الشخصية المسلية مختلفة الجوانب التي تضحك وتبكي، والشخصية فيها تحدي كبير ومغرية لي كممثل، هذا بالإضافة الى احتمالية تأثيرها لفترات كبيرة مستقبلا.
كيف تم ترشيحك للفيلم؟
الشركة المنتجة كانت البداية، وقالوا لي إن المخرج مجدي أحمد علي، يسأل ما إذا كنت أوفق على تقديم شخصية الشيخ حاتم الشناوي، ثم عقدت جلسة مع المؤلف إبراهيم عيسى مع المخرج، وبدأت المناقشات.
هل كانت لديك تحفظات على السيناريو؟
نعم كانت لي بعض التحفظات، والفيلم الذي شاهده الجمهور مختلف عن ما عرض علي في البداية، حتى أنني اعتذرت عن تقديم الشخصية، وكنت متخوفا من الموضوع لأنه ليس سهلا، ولا أستطيع أن أصدم المجتمع صدمات كبيرة، وإلا سيهرب الجمهور، وأنا لا أريد ذلك، والفيلم يحمل عدة رسائل يجب أن تصل للجمهور بسهولة بدلا من أن يخاف، والسيناريو كان طويلا وكان متطابقا مع الرواية وهو أمر لا أحبذه، بالإضافة الى أن الشخصية كانت سلبية، ووافقني إبراهيم عيسى على رأيي.
ألم تتخوف من أن الفيلم يدخلك في مناطق شائكة؟
في البداية كان لدي قلق، ولكن الدافع عندي كان أقوى لتحمل مسؤولية الفيلم، لأني أرفض الخضوع للأمر السائد وهو أمر كان دافعا لي.
ماذا كان موقف الرقابة من الفيلم؟
موقفها كان جريئا، ومن يشاهد الفيلم سيضعف أمامه حتى لو كان مختلفا معه ويهاجمه، والرقابة ضعفت تجاهه، وقالت إنها ستتحمل مسؤوليته، وخسارة أن يحجب، ولم تحذف الرقابة أي مشهد من الفيلم على الإطلاق، ولكن حدث جدل كبير حتى يأخذوا قرار الموافقة عليه لأنه قرار صعب.
بعد تقديمك "مولانا" هل ستتوقف عن مشروع مسلسل "بشر مثلكم"؟
مسلسل "بشر مثلكم" ساعدني في عمل "مولانا"، لأني كنت قد بدأت الإعداد له، ولكنه توقف بعض الوقت، ولكن فيلم مولانا سيجعلني أكثر حرصا على تقديم "بشر مثلكم"، لأنني بعد الفيلم أصبحت على قناعة أن المجتمع يحتاج مثل هذه النوعية، والفيلم وحده لا يكفي، وتربة المجتمع متعطشة لهذا النوع، وهو ما لاحظته من إقبال الجمهور من مختلف الأعمار على الفيلم.
هل استعنت بمشايخ حقيقيين قبل العمل؟
قبل دخولي العمل حفظت أجزاء كبيرة من القرآن والأحاديث النبوية، بالإضافة الى التلاوة والتجويد، كما جلست بالفعل مع عدد من الشيوخ، واستمر تحضيري للفيلم ثمانية شهور من العمل اليومي.
هل ترى أن الفيلم بمثابة حجر في مياة راكدة؟
أتصور أن المياة ليست راكدة الآن، لأن هناك كلاما منذ عدة سنوات عن موضوع الدين في المجتمع، ولكنه كلام جديد في الدراما.
هل دخولك للشخصية وخروجك منها يكون سهلا؟
على العكس، أظل لفترة متقمص الشخصية دون إرادة مني، والشخصيات التي أجسدها تظل لفترة تهاجمني.