أجرى الحوار: وليد الحسيني
القاهرة، مصر(CNN)-- عاد النجم المصري أحمد آدم، بشخصية القرموطي من جديد بعد غياب 12 عاما، من خلال فيلمه الجديد "القرموطي في أرض النار"، بعد أن رأى أنه لا بد وأن يكون للقرموطي رأي فيما يحدث في مصر والوطن العربي، خاصة بعد ظهور داعش في تلك المنطقة من العالم، بعد أن تنبأ بما سيحدث من فيلمه "معلش احنا بنتبهدل" بحسب ما قاله لـ CNN بالعربية.
آدم قدم تاريخا طويلا في السينما والمسرح والدراما، فكان بطلا لـ 18 مسرحية، و28 فيلما، ويؤكد أنه رفض تقديم شخصية القرموطي عدة مرات لعدم قناعته بالموضوعات التي عرضت عليه، ويرى أن المسرح المصري يعاني بشدة في السنوات الماضية، ولابد من تكاتف الجميع حتى يعود مرة أخرى.
وكان هذا نص الحوار:
لماذا قررت إعادة القرموطي بعد 12 عاما؟
دائما ما كانت تطالبني بضرورة عودة القرموطي، كما أنه لا يصح أن أكون قد قدمت القرموطي في العراق وتنبأ بكل ما سيحدث في الوطن العربي، فقد قلت في القرموطي عام 2005 "معلش إحنا بنتبهدل"، إن أمريكا لو أثبتت أن كوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية ستضرب سوريا، والناس استغربت هذا الكلام وقتها، فشعرت أنه لابد وأن أكون جزءا من الأحداث الحالية بعد أن تنبأت بما حدث قبل عدة سنوات، ورفضت تقديم القرموطي في موضوعات عديدة لم تعجبني، ورفضت كل العروض لأن هذه الشخصية قدمت موضوعات مؤثرة ومهمة.
هل "القرموطي في أرض النار" فيلم سياسي.. أم توصيف لحالة المجتمع العربي؟
أراه محاولة لتوثيق ما يمر به الوطن العربي في الفترة الحالية، ومحاولة لكي يفهم الجيل الجديد ماذا يعني مخطط، وما معنى الإسلام الصحيح والحقيقي، وأن الدين لدى من يتحدثون باسمه ما هي إلا مصلحة و"سبوبة" وهم مجموعة من المرتزقة، حتى وصلنا الى مرحلة علاجهم في إسرائيل ويعودون للحرب في سوريا، وأن إسرائيل تضرب سوريا ونحن صامتون، كنا في أوقات سابقة نتحدث عن الوحدة العربية، الآن ندعو الله أن يتوحد كل بلد داخليا، أقول في الفيلم أن الأمريكان هم من اخترعوا داعش، وأتصور أن الناس انتبهت وصدقت.
ما رأيك في مطالبة البعض بوقف عرض الفيلم لإساءته لأهالي مرسى مطروح؟
عندما أقول إن داعش موجودة في مرسى مطروح، على الدولة أن تغضب، ولكن الدولة لم تغضب، فلماذا غضب عضو مجلس النواب، وبعد أن شاهد الفيلم تراجع عن طلبه واتهامه للفيلم، وطالبناه بتقديم اعتذار عما قاله علنا وليس في الغرف المغلقة، وبالفعل اعتذر، ولو لم يقدم الاعتذار سأقاضيه.
لماذا تغيبت عن السينما أكثر من 8 سنوات؟
لأن مصر كانت تمر بمرحلة صعبة، الناس كانت متخبطة، وانشغالي ببرنامج "ابني آدم شو". كنت أشعر أن البرنامج بصراحة أهم لي من السينما في تلك المرحلة، كما أني كنت في حيرة من أمري بالنسبة للسينما، بسبب حالة "اللخبطة" التي يعيشها المجتمع المصري ككل طوال السنوات الماضية، حتى جاءت فكرة القرموطي وموقفه من داعش، فقررت تقديمها في الفيلم.
هل تأثرت السينما بثورة يناير؟
لاشك أنها تأثرت على كل المستويات، فقبل أحداث يناير 2011، كنت أجهز لفيلم جديد، إلا أن الأحداث التي وقعت جعلتني أتراجع عن تقديم الفيلم، لأنه كان يتحدث عن فترة ما وإفيهات معينة، وقتها شعرت باللخبطة، وأن الضحك في السينما سيختلف شكله، وتساءلت ما هي الموضوعات التي يمكن تقديمها؟ لأن موضوعات السينما اختلفت عن ما قبل 25 يناير، وما هي الفكرة التي سأقدمها؟ ومررت بفترة من عدم الاستقرار، ثم جاء برنامج "بني آدم شو" فشغلني، ولكن كان لابد من تغيير شكله بعد 25 يناير، واستغليت البرنامج ليكون قياسا لشكل الضحك في هذه الفترة، لأرى ماذا يُضحك هذا الجيل، وشعرت بالاطمئنان بعد نجاح البرنامج.
تتوقع انتعاش السينما في الفترة المقبلة؟
بالفعل السينما استعادت رونقها من جديد، وستنتعش أكثر في الفترة المقبلة لأنه في أوقات الأزمات الناس لا تجد أمامها سوى الفن، والسينما فن من الفنون المؤثرة.
لماذا استمر برنامج "بني آدم شو" بعد 7 مواسم؟
برنامج "بني آدم شو" هو أول برنامج "ستاند كوميدي" في العالم العربي وليس في مصر فقط، وقبلها لم يكن أحد يعرف معنى "ستاند كوميدي سياسي"، ومع كل موسم كنت أقول إنه سيكون الموسم الأخير بداية من أول موسم، ولكن كنت أفاجأ بأن المسؤولين في قناة "الحياة" والجماهير يطالبونني بالاستمرار، فكنت أضطر للاستمرار.
توقعت نجاح البرنامج عندما بدأته؟
لم أتوقع نجاح البرنامج بالشكل الذي حدث، وكنت خائفا للغاية، إلا أن رئيس القناة في ذلك الوقت، شجعني جدا وطلب مني أن اسجل حلقتين، لو لم يعجبني الأمر فلن نستمر وسينتهي كل شيء، تخوفي كان نابعا من أن إضحاك جمهور على موضوعات سياسية واجتماعية من خلال برنامج لم أكن أتخيلها، وكنت أريد تقديم الفكرة على المسرح، بعد تسجيل الحلقة الأولى أعجبني الموضوع وقررت الاستمرار.
ألم يوقعك البرنامج في مشاكل؟
مؤكد أني تعرضت لمشاكل أكبرها عندما لفقوا لي موضوع حلب واتهامي بسب شهدائهم، بعد أن كشفت كذب بعض القنوات، وقلت إنهم يقدمون تقارير ملفقة، فادعوا أني أسب شهداء حلب، ما دفعني لمقاضاتها وكسبت القضية، لتثبت هذه المحطات أنها محطات للخراب ولم يعد لهم تأثير، وهو ما أفقدهم رصانتهم وعقلانيتهم، وهددوني بالقتل لدرجة أن وزارة الداخلية المصرية عينت لي حراسة خاصة.
ماذا استفدت من تقديم البرنامج؟
الالتقاء بالجمهور أهم ما استفدته من البرنامج وهذا عوضني عن المسرح، بعد أن أغلقت المسارح بسبب القلق في البلد، لأن المسرح كان يشعرني بنبض الناس، وعرفت فكر الأجيال التي ولدت في السنوات الأخيرة لأن تفكيرها مختلف، فلم أشعر أني ابتعدت عن الناس.
هل فقدت أصدقاء في السنوات الأخيرة بسبب السياسة؟
فقدت بعض الأصدقاء، ولكن كنت أشكك فيهم منذ زمن، فقد كانوا يرددون الكلام بدون فهم ولديهم إصرار على عدم الفهم، وخسارتي لهم لم تكن من خلال مناقشة، لأن لا أحد منهم يستطيع أن يقنعني، ففضلوا الانسحاب، وأنا لا أخسر أحدا بسبب رأي سياسي، ولكن بعد وصول الإخوان المسلمين لحكم مصر انتقلنا لمرحلة لم يعد فيها مكان للسياسة، لأن الخيانة ليست وجهة نظر، وهناك فارق بين الخائن وصاحب وجهة النظر، فالإخوان جاءوا لحكم مصر وهم لا يعترفون بالوطن الذي لا يمثل لهم سوى حفنة تراب، وثبت كذبهم وتلفيق التهم لمعارضيهم، وكل المساوىء التي انتقدوا فيها الأنظمة السابقة عنهم كانت فيهم وأسوأ، فهم من حاصروا مدينة الإنتاج السينمائي وهددوا الإعلاميين، والمحكمة الدستورية ورغبوا في هدم مؤسسات الدولة تنفيذا لفكر الجيل الرابع من الحروب، وأنا سعيد بخسارة الخونة، وكان لدي شعور بضرب الهوية المصرية من قبل 25 يناير بـ 15 عاما، والجيل الجديد من بعد تسعينيات القرن الماضي لم يكن يعرف شيئا عن تاريخ بلده.
ما رأيك في فرقة "مسرح مصر"؟
أشرف عبد الباقي اعترف بأنه يقدم مجموعة "إسكتشات" في فرقة "مسرح مصر"، وأنا لا أستطيع أن أقدم هذه النوعية، ونجح بمجموعة الشباب الذين قدمهم وأصبح لهم جمهور، ولكن فكرة تقديم مسرحية كل أسبوع ثم تُصور وتُعرض في التلفزيون ستحرق المسرح المصري خلال السنوات القليلة المقبلة، لأنها ستعطي انطباعا للجيل الجديد بأن المسرح عبارة عن "ساعة لقلبك"، والمسرح المصري له نموذج وطعم مختلف عن بقية مسارح العالم.
كيف يعود المسرح المصري؟
من مساندة الإعلام المصري كله لعودة المسرح في مصر، لأن الأمر صعب جدا الآن، ولابد من إيجاد وسيلة جديدة للدعاية عن المسرحيات، ونجاح فرقة "مسرح مصر" راجع الى أن الناس تعلم أنها تعرض كل أسبوع، وإعلاناتها موجودة في المحطات الفضائية، نحن في مشكلة بسبب الإعلانات ولابد من حلها، والمسرح ليس مثل السمنة والزيت والسكر.