أجرى الحوار: وليد الحسيني
القاهرة، مصر (CNN)-- ظهر الممثل المصري، عمرو واكد، على الساحة الفنية لأول مرة عام 1999 بفيلم " جنة الشياطين "، لينطلق في عام 2005 للعمل في السينما العالمية حينما قدم دور " الشيخ عجيزة " في فيلم " سيريانا " ليبدأ بعده مشوار غير قصير من الأعمال العالمية ويخرج بعيدا عن الساحة المحلية التي قدم فيها أكثر من 50 عملا.
لم يتوقع عمرو واكد، أن يحقق فيلمه الأخير " القرد بيتكلم " نجاحه الكبير، وإنه شارك في الفيلم لرغبته في تقديم عملا خفيفا، لأن هذه النوعية من الأفلام مطلوب تواجدها في الساحة الفنية، بحسب ما قاله لـ CNN.
وكان هذا نص الحوار:
هل توقعت أن يحقق فيلمك الأخير "القرد بيتكلم" أعلى الإيرادات في أول أيام عرضه؟
فوجئت جدا وسعيد للغاية بإيرادات الفيلم، ومبسوط من رد فعل الجمهور، وسعيد أني كنت سببا في إسعاد الجماهير، وهذا إحساس مختلف تماما لأني أعمل من أجل الناس، وأعلم أن فيه ناس مش مبسوطة لأنها كانت تتوقع فيلما ثقيلا مثل آخر أفلامي "الشتا اللي فات"، لأن هناك جمهور فاكر إن السينما لازم تكون سفسطائية ومقعرة، وهذا نوع لابد من تواجده مع النوع المسلي التجاري المبهر.
ماذا شجعك على العمل في "القرد بيتكلم"؟
كنت أريد أن أعمل فيلما خفيفا، بعد فيلمي "الشتا اللي فات" و "القط الأسود"، لأنهما من الأفلام الجادة، فكانت لدي رغبة في النوعية الخفيفة، لأن الأفلام الجادة اليوم بتوجع بحكم ما يحدث فينا، كما أني لم أعمل هذه النوعية منذ فترة طويلة.
ماذا عن فيلمك الجديد "كتابة على الثلج"؟
الفيلم من إنتاج فلسطيني تونسي مصري، يحكي عن حالة الانقسام في فلسطين والوطن العربي ككل، وكيف نحاول أن نتحد لأنه لا يوجد حل آخر لهذه المنطقة في ظل ما يحدث في العالم.
ماذا اكتسبت من العمل في أعمال عالمية؟
أشياء كثيرة منها أن صناعة السينما دم واحد في كل أنحاء العالم وأبجدياتها متشابهة وعاداتها واحدة، وبالتالي لا يوجد سبب حقيقي لعدم وجود أفلام أفضل غير أن هناك خللا في الكتابة.
ما هو الفرق الذي تراه بين العمل في مصر وخارجها؟
في مصر الأمور المادية تتحكم في السوق، ولكن في الخارج يهتمون بالحد الأدني من القيمة الفنية للعمل بحيث يجمع بين الجماهيرية والفن، والفكرة التي يخرج بها المشاهد من الفيلم، ومازال لدينا مساحة لتطوير هذه المنطقة، ولو نجحنا في ذلك أعتقد أن لدينا كل الإمكانيات لعمل أفلام عالمية، فمازلنا نفتخر بمخرج مثل شادي عبد السلام، بعد أن أخرج فيلم "المومياء"، وفشل في عمل فيلم "أخناتون" لأنه لم يجد من يموله، وهذا هو الفارق بين الإنتاج في مصر وخارجها، في الخارج هناك دور للدولة لإنعاش الثقافة، بحيث تحافظ على القيمة الفنية من الانهيار والانحدار.
هل تأثرت السينما بثورة يناير؟
نعم، تأثرت إيجابا، لأن صناعة السينما تزدهر في الشدائد، فالسينما هي طب المجتمع، فعندما يكون في المجتمع مشاكل كثيرة المفروض أن تزدهر الصناعة ولا تنكمش.
هل تعرضت لمضايقات في عملك بسبب مواقفك السياسية؟
هناك أشخاص كثر حاولوا ذلك، فأنا ممثل وشخص متداول ووُضعت في منطقة النقد من قبل بعض الناس، وكانت هناك رغبة شديدة في تشويه صورتي، لكني في وقت الثورة كنت بعيدا عن مصر، وشغلي تأثر بشكل إيجابي، فعملت أكثر من عمل في الساحة الدولية، كما أني نجحت في إنتاج فيلمين سينمائيين بالمشاركة مع آخرين لأول مرة في فترة الثورة وهي الفترة التي تعرضت فيها للهجوم.
لماذا أقبلت على الإنتاج السينمائي؟
في البداية أنتجت فيلم "الشتا اللي فات"، لأني كنت أريد توثيق تلك اللحظة الفريدة التي عشناها في أعقاب ثورة 25 يناير، وبعد أن استمتعنا بهذا الفيلم قررنا إعادة التجربة من جديد بإنتاج فيلم "القط الأسود".
لو عاد بك الزمن هل ستكون أحد المشاركين في ثورة 25 يناير؟
طبعا، أي شعب يريد شيئا لابد وأن نقف جميعا معه.
هل فكرت في الهجرة كما يفكر بعض الشباب؟
لم أفكر في ذلك لأنه قرار يحمل إعلانا بالهزيمة، ونحن لم نُهزم بعد، وآمالنا لم تُهزم بعد، وأحلامنا ما زالت موجودة، ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق تلك الأحلام، وعندما يموت الحلم سنموت نحن.
ما سبب انقسام الشارع المصري حول الثورة بعد 6 سنوات؟
للأسف حدث انقسام حول الثورة، أكثر شيء ممكن أن أنتقده خلال فترة ما بعد الثورة أنه لا توجد منافسة شريفة، ومن حق كل الناس أن تختلف، ولكن يجب أن تواجه وجهة النظر بوجهة نظر أخرى، ولا تُقابل المُختلف معك بالتشويه، كما حدث معي، حتى قيل عني إني لست مصريا، رغم أني مصري أبا عن جد وخدمت في الجيش المصري، ومهما اختلفنا لا يجوز تدمير سمعة المُختلف معك، ويجب أن نقلع عن إهانة ذكاء الناس.
لماذا تعاطفت مع محمد أبوتريكة بعد وضعه ضمن قائمة الإرهاب بمصر؟
خبر مؤسف جدا جدا، بعد أن وصلنا لهذه اللحظة، كيف يعقل أن لاعب كرة قدم مثل أبوتريكة كان بطل مصر في يوم من الأيام وتاريخ عشناه، وتريدون اليوم إقناعنا بأنه إرهابي؟ ألا ترون تأثير هذا القرار عليكم؟ أنتم من تخسرون، الفكرة أن كل المتصارعين في الساحة السياسية هدفهم البقاء للأبد، لو اقتنعنا بأن لكل تجربة عيوبها ومميزاتها، ثم نخوض تجربة أخرى كما يحدث في كل العالم الحديث سنكون أفضل، لأن هذه الطريقة تبني حضارة واعية لا تعتمد على دول أخرى ويكون اقتصادها أقوي بسبب الشفافية والمحاسبة.
هل توافق على المشاركة في أفلام قصيرة؟
مهتم جدا بالأفلام القصيرة وأحب هذه النوعية من الأفلام لأنها تعيش إذا ما صنعت بشكل جيد، فهي أفلام مريحة لأنها تُصنع في أيام قليلة، ولكن يجب أن يكون موضوعها قصير.
ما زلت تحن للعمل بالمسرح؟
طبعا، لأن المسرح أبو الفن، ولابد وأن نوفق بين قيمتي العمل الفني، القيمة الثقافية والتجارية، والمسرح لديه مشكله مع القيمة التجارية، وهذا هو دور الدولة في القوانين.