المخرج يسري نصر الله: منع عرض فيلم "١٨ يوم" محاولة لمحو الذاكرة ومحاصرة الفنانين

منوعات
نشر
8 دقائق قراءة
المخرج يسري نصر الله: منع عرض فيلم "١٨ يوم" محاولة لمحو الذاكرة ومحاصرة الفنانين
Credit: ANNE-CHRISTINE POUJOULAT/AFP/GettyImages

أجرى الحوار: وليد الحسيني

القاهرة، مصر (CNN)-- قال المخرج المصري الكبير، يسري نصر الله، إن فيلم "18 يوم" ممنوع من العرض تجاريا في مصر بعد مرور 6 سنوات على تصويره، رغم أنه عُرض تجاريا في فرنسا بعد مشاركته في مهرجان "كان"، لأن هناك من يحاول محو ذكرى ثورة يناير 2011 من ذاكرة الناس.

وقال يسري نصر الله إن الرقابة على المصنفات المصرية لم تقرر رسميا منعه من العرض التجاري، إذ يؤكدون أن الفيلم غير ممنوع، لكنها تضع العراقيل أمام عرضه.   

وفيما يلي نص الحوار:

لماذا لم يُعرض فيلم "18 يوم" بعد مرور 6 سنوات على تصويره؟

لا أعرف على وجه التحديد ما هي المشكلة، وكلما سألت عنه في الرقابة على المصنفات الفنية يقولون "مفيش مشكلة"، وإنه غير ممنوع من العرض، والحقيقة أن الرقابة تكذب ويعلمون إنهم يكذبون وأني أعلم أنهم يكذبون، إلا أنهم لن يقولوا بشكل رسمي أن الفيلم ممنوع من العرض تجاريا ، لأنهم لو قالوا ذلك سيضعون أنفسهم في موضع مساءلة قانونية.

ما هي مشكلة الفيلم من وجهة نظرك؟

أظن أن مشكلته ببساطة شديدة إننا في أجواء تحاول إزالة كل شيء له علاقة بثورة 25 يناير 2011، هذا تحليلي لمشكلة الفيلم، الناس ممكن تختلف أو تتفق على ثورة 25 يناير، وهذا أمر طبيعي، ولكن ماذا حدث في تلك الفترة وما هي الثورة؟ الكثيرون يسعون لمحو تلك الذاكرة لدى الجماهير.

كيف تقول إن الفيلم ممنوع وقد عُرض في مهرجان الإسماعيلية عام 2013؟

وقت عرض الفيلم في مهرجان الإسماعيلية، كان الزمن غير الزمن والأجواء كانت مختلفة، ولم يكن أحد في تلك الفترة قادر على أن يقول إنه فيلم ممنوع من العرض، كما أنه عُرض في مهرجان محلي ولم يُعرض تجاريا وبالتالي تأثيره محدود وليس بنفس مستوى التأثير لو عُرض في دور السينما.

لماذا لم يعرض تجاريا في ذلك الوقت طالما كان مسموحا بعرضه؟

عندما قررنا صناعة فيلم "18 يوم" كان التفكير أن يعرض على اليوتيوب، ولم يكن هناك كلام عن عرضه تجاريا، لكن بعد عرضه في مهرجان "كان"، أصبح هناك تفكير في توزيعه وعرضه تجاريا، وأنه من الممكن أن يحقق أرباحا، وقررنا وقتها أن نتبرع بإيرادات الفيلم لصالح إحدى الجمعية الخيرية المهتمة بالسينما. 

ما حقيقة أن الفيلم لديه مشكلة في عرضه بسبب عدم وجود جهة إنتاجية أمام الدولة؟

الرقابة لديها قانون بأنه يجب أن يكون هناك منتج لأي فيلم، وهذا الفيلم ليس له منتج، لأنه صنع بالجهود الذاتية وبلا مقابل للعاملين فيه سواء الممثلين، حتى النجوم منهم، ولا أي مخرج من المخرجين الذين شاركوا فيه، ولكن الرقابة تُصر على ضرورة وجود منتج محدد، فقررنا عمل تنازل لصالح إحدى شركات الإنتاج، لكن لم نصل لشيء وتاه الجميع في دهاليز البيروقراطية.

قيل إن منع الفيلم من العرض بسبب كثرة الألفاظ الخارجة به؟

نعم هناك ألفاظ خارجة في الفيلم، لأن الفيلم يتحدث عن تعذيب أثناء التحقيق في بعض الأحداث، وهذه التحقيقات لا تتم بطريقة لطيفة، لكن هذه الحجة ليست السبب وراء عدم عرض الفيلم حتى الآن، لأنه يمكن كتم الصوت على تلك الألفاظ ولن يختل سياق الفيلم.

هل ترى أن هناك أسباب سياسية وراء منع عرض الفيلم؟

قلت لك إن هناك من يحاول محو ثورة يناير من ذاكرة الناس، والمؤكد أن صاحب هذا الفكر له أسباب سياسية بالدرجة الأولى.

ما تصورك لمستقبل الفيلم؟

أظن أن التفكير الأقرب الآن هو عرضه على الإنترنت، وسيحدث اجتماعا بين صناع الفيلم للاتفاق على عرضه "أون لاين"، لن نظل منتظرين طول العمر الحصول على الموافقات الرسمية لعرضه تجاريا.

هل تتوقع أن عرض الفيلم على الانترنت سيمر دون مشاكل؟

لا أعرف ما إذا كان سيحدث ذلك دون مشاكل كبرى أم لا، لأن البعض يشكك في إمكانية عرضه على الإنترنت دون مشاكل.

هل الفيلم توثيق لثورة يناير 2011؟

لا أستطيع القول إنه توثيق للثورة، فالفيلم عبارة عن 10 أفلام مختلفة جدا، وأعتقد أن الأقرب للصحة أن كل واحد ممن شاركوا في الفيلم وثق حالته، لأن كل واحد منهم كانت لديه حكاية شعر بها ولافتة للنظر من وجهة نظره.

كيف شارك الفيلم في مهرجان "كان"؟

أثناء تصوير أجزاء من الفيلم بميدان التحرير، كان هناك سيدة اسمها كلود دي بال، كانت مراسلة راديو فرنسا، وسألتني ماذا يفعل هؤلاء السينمائيون، فقلت لها إنهم يصورون فيلما عن الثورة، فأذاعت الخبر في راديو فرنسا، بعدها اتصل بي المدير الفني لمهرجان "كان" وطلب مني مشاهدة الفيلم، لأنه يفكر في تكريم مصر في المهرجان هذ العام بمناسبة الثورة، وبعد مشاهدته قرر دخول الفيلم في المهرجان الرسمي خارج المسابقة، وكانت ردود الفعل عليه جيدة وتم عرضه تجاريا في فرنسا.      

هل ترى أن السينما قدمت شيئا عن الثورة؟

أنا شخصيا عملت فيلم "بعد الموقعة" وأحب هذا الفيلم جدا، رغم أنه ليس فيلما حماسيا، وأزعج البعض لأنه لا يحمل شعارات رنانة، ولكني فخور به، فالبعض يرى أن الأفلام التي ترصد وقائع مثل الثورة يجب ألا تخرج سريعا ويجب الانتظار لعدة سنوات حتى تتضح الصورة تماما، وأنا لست مع تلك النظرية، لأني لست في مشرحة ولا في مجال تحليل سياسي أو تاريخي.

هل ترى أن هناك مجموعة من الفنانين محسوبين على ثورة يناير يتم محاصرتهم؟

متضايق جدا ومنزعج على الفنانة بسمة، لأن لها مسلسل تم تصويره من إخراج خيري بشارة، وقصة بلال فضل، وتم إيقاف عرضه، وهذه النوعية من الفنانين معرضون للتشويه طوال الوقت، وأنا بصفة عامة ضد محاصرة الفنان، سواء ممن يتوافقون معي أو ممن يقفون على المقابل، فبعد ثورة يناير طالب البعض بمقاطعة الفنانين ممن أيدوا الرئيس الأسبق مبارك، وهذا أمر مزعج جدا.   

هل استعادت السينما بريقها في الفترة الأخيرة؟

هناك أفلام جيدة جدا في الفترة الأخيرة، آخرها فيلم "علي معزة وإبراهيم".

لماذا لا تذهب لمنطقة الدراما؟

لأن الدراما صعبة جدا، ولها ناسها وليس لي اعتراض على الفكرة نفسها، لكن عمل الدراما في مصر صعب جدا في طريقة عملها، وأغلب المسلسلات تقدم في شهر رمضان، والقائمين على تلك الأعمال يتأخرون جدا في التحضير، والممثلون ينشغلون في أكثر من عمل، ولكن لو أن هناك سيناريو كامل وتحضير كاف وأضمن أماكن التصوير مثلما أفعل في السينما فليس لدي مشكلة في عمل دراما تلفزيونية، لكن ما يحدث في الدراما هو بمثابة الكابوس بالنسبة لي.

هل العمل في السينما أسهل؟

نعم، لأني أتحكم في العمل أكثر، فأطول فيلم يتم تصويره في 10 أسابيع، لكن بعد تحضير طويل.  

هل لديك أعمال جديدة في تلك الفترة؟

أكتب الآن فيلما جديدا سيعرض في عام 2018.