علي الحجار: لا أجيد الغناء الشعبي ولا أفكر في الاعتزال

منوعات
نشر
8 دقائق قراءة
علي الحجار: لا أجيد الغناء الشعبي ولا أفكر في الاعتزال
Credit: Courtesy of Ali Al Haggar

القاهرة، مصر(CNN)-- اعترف المطرب المصري الكبير، علي الحجار، بأنه لا يمتلك عقلية إدارية تدير موهبته بما تستحقه، وأنه مطرب هاو وغير محترف، ولم يفكر يوما في اعتزال الغناء، لأنه يجد أن الجيل الحالي من الشباب متجاوب مع أغانيه ويطالبونه بغناء أغنيات قديمه له.

وقال علي الحجار إن مصر كانت ومازلت "حلوة الحلوات"، لكن لابد من الاهتمام بالتربية والتعليم والصحة، حتى تظل أم الدنيا، ويرى أن المطربة المصرية، أنغام، هي سيدة الغناء العربي حاليا.

وكان هذا نص الحوار: 

أين علي الحجار من الغناء في الوقت الحالي؟

أنا موجود بقوة من خلال ألبوماتي الغنائية التي تصدر بانتظام، وأيضا من خلال حفلاتي الشهرية في ساقية الصاوي، والتجاوب الذي أراه فيها يرضيني، رغم عمليات تجريف المجتمع كله جراء تراجع التعليم ودرجات الوعي، فلم يظهر في الأغنية خلال السنوات الخمس الأخيرة إلا أصوات ضعيفة من الدرجة الثالثة، لأنهم أغلبهم ليسوا نتاج موسيقى حقيقة.

هل ترى أنك أخذت حظك في عالم الغناء؟

حظي أفضل من جيلي والجيل الذي جاء بعدي، فقد تعاونت مع عدد كبير من الشعراء والملحنين الكبار، وجميعهم وافقوا على العمل معي، فقد غنيت لمحمود درويش، وصلاح جاهين، وفؤاد حداد، وسميح القاسم، وإبراهيم عبد الفتاح، وجمال بخيت، وتعاملت مع ملحنين كبار مثل محمد الموجي، وبليغ حمدي، وسيد مكاوي، وكمال الطويل، وصلاح وفاروق الشرنوبي، ومحمد علي سليمان، وجمال سلامة وغيرهم، لهذا أرى أني أخذت حظي تماما في عالم الغناء.

لماذا يأخذ عليك البعض أنك لا تجيد إدارة موهبتك بشكل صحيح؟

هذا أمر صحيح، فأنا لا أمتلك عقلية إدارية بما يكفي تدير مشروعي، ولا أمتلك ما يسمى بالذكاء الاجتماعي، وكنت أتمنى أن تدعمني مؤسسة كبرى، لأن تعاملي مع الأفراد لم يجن ثماره، لكني راض بنصيبي.

هل توافق على أن جيلك تعرض للظلم؟

كل فرد يحصل على نصيبه من الله، فترى الذي لم يحصل على مال أخذ حب الناس واحترامهم، وهناك من أخذ مجد وشهرة وأموال ولن يذكرهم التاريخ.

من أين تبدأ حكاية علي الحجار؟

تبدأ من الأستاذ حسين الأتربي، ذلك الرجل الذي ترك في نفوسنا أنا وجيلي أثرا كبيرا، رجلا يهتم بالمواهب ويدعمها، ظللنا تحت رعايته أنا وعدد من أبناء جيلي فترة، ثم سأل كل واحد لمن تحب أن تذهب من الملحنين؟ فاخترت محمد الموجي، وأرسلني له بشيك قدره ألف جنيه عام 1975 كعربون، لكن الموجي رفض، وقال لي:" أنا مش كدة.. قول لحسين بيه الحكاية مش فلوس ... الحكاية قناعة ولازم أسمعك الأول وأشوف ينفع ألحن لك ولا لأ"، وأعجب بي وتعامل معي.

ماذا حدث بعد ذلك؟ 

بدأت من عند بليغ حمدي، ووقعت مع بليغ على عقد احتكار، ولأن بليغ موسيقار وفنان حقيقي وافق أن أغني رباعيات صلاح جاهين من ألحان سيد مكاوي رغم عقد الاحتكار، وكان المرحوم سيد مكاوي رافضا بشدة أن يتغنى أحد بالرباعيات غيره، لأنه لحنها لنفسه، لكن بعد إلحاح من صلاح جاهين، حدد لي موعدا وذهبت له، وبدأت أغني أمامه وكل ما يسمع رباعية يقول لي: "إيه ده يا واد.. برافو"، وعندما نزل الشريط السوق لم يحقق ربحا لكنه اشتهر فيما بعد عن طريق شباب الجامعة.

كيف انتقلت من الأغنية العاطفية الى الغناء السياسي؟

لست مطربا سياسيا مثل مارسيل خليفة أو الشيخ إمام، ولم أكن معارضا سياسيا واضحا، وكثير من الأحزاب عرضت علي الدخول فيها ورفضت، أنا أحب بلدي أكتر من أمي وزوجتي وأولادي، وليس معقولا أن أرى أحداثا سياسية ولا أسجل موقفي، أرى أنه على المطرب تسجيل موقفه، وشاركت في جميع الأحداث السياسية بالغناء منذ حرب الخليج وحتى ثورة 30 يونيو ، كما شاركت في احتفالات أكتوبر، وأعترف أن حبي للأغنيات التي تمتاز بالحس السياسي جاء من العندليب عبد الحليم حافظ وأغانيه للرئيس عبد الناصر، عبد الحليم كانت لديه قناعة تامة بثورة 52 وجمال عبد الناصر، وسأظل أغني كل ألوان الغناء باستثناء الشعبي لأني لا أجيده.

هل مُنعت لك أغان؟

فى ليالي حفلات أضواء المدينة كانت تمنع بعض الأغانى التي بها حس سياسي، مثل أغنية "لم الشمل"، و"متغربناش"، وفي أغنية "هنا القاهرة" قاومت لكي تخرج للنور دون حذف حيث تم الاعتراض على كلمات مثل "مساء الغش فى الوش والسمسرة" مع أنني ذكرت أيضا "هنا الحب والرحمة والمغفرة"، وكنت أريد كشف المتناقضات وتم إيجازتها.

 ماذا جرى للأغنية المصرية؟

الدولة تتحمل مسؤولية ما وصلت له الأغنية المصرية حاليا، ففي الماضي كانت الدولة تدرك أهمية الفن، وعندما حدث خلاف بين أم كلثوم وعبد الحليم تدخل الرئيس عبد الناصر شخصيا، لأنه كان يعي بأن الفن صناعة تتكلم عن دول، أم كلثوم وعبد الحليم رفعا رأس مصر في الخارج، والفرق بين ذلك الزمن وزماننا الآن يكمن في عدم الرعاية والعناية من الدولة. 

ما رأيك في أغاني التترات الآن؟

أغاني التتر اختلفت بعد رحيل الملحن الكبير عمار الشريعي عام 2012، فهو من خلق شكل أغاني التتر وملامحها، وجعل منها حالة خاصة لا تقل عن دراما المسلسل نفسه، ولو قارنت بين تترات المسلسلات مثل  "ليالى الحلمية"، أو "بوابة الحلواني"، وتترات مسلسلات هذه الأيام ستجد أن الأخير يصنع التتر لكي يضعه في ألبوم، بمعنى أن عينه على التوزيع وليس الرسالة الغنائية بتوظيف يخدم العمل الدرامي.

هل فكرت يوما في اعتزال الغناء؟

لم أفكر يوما في الاعتزال، لأني أعتبر نفسي مطربا هاويا ولست محترفا، فقد حاولت تغيير شكل الموسيقى التي أقدمها لتتماشى مع موسيقى الشباب، لكن بحدود.

هل تجد أن الشباب الآن متجاوب مع أغانيك؟

أفاجأ بأن جمهوري من الشباب الذين لم يتجاوز سنهم 25 عاما، يطالبونني بغناء أغنية مسلسل "المال والبنون" التي يصل عمرها إلى 20 عاما، وهذا دليل واضح على أن الشباب يتجاوب مع أغنياتي.

كيف تصبح مصر "حلوة الحلوات"؟

مصر ما تزال حتى الآن حلوة الحلوات وستبقى، ولكن ليس بالكلام ولا بالشعارات، لكي تصير "أم الدنيا" لابد أن نرتقى أولا بالفنون، ثم بالتعليم والصحة، لابد أن نبني الإنسان ثم نطور الأغنية.

ما رأيك في محمد الحلو ومدحت صالح وأنغام؟

على المستوى الإنساني شخص مثل محمد الحلو، إنسان صادق وصريح جدا، لو لم يعجب بمطرب سيقول له رأيه في وجهه، عكسي تماما، مدحت صالح مطرب عظيم أحب دائما أغانيه في الأفلام، وكلما استمعت الى أغنية "زي ما هي حبها" من فيلم "مافيا" أبكي. أنغام أعتبرها سيدة الغناء العربي في الوقت الحالي، تجمع بين قوة الإحساس وسلاسة الصوت.

ماذا يميز محمد منير عن بقية جيله؟

منير مطرب كبير صاحب مدرسته في الغناء، حيث يعتمد السلم الخماسي، وهو ليس من مدرستي أنا ومحمد الحلو وهاني شاكر ومدحت صالح، ورغم هذا الاختلاف لا يمكن لمنير أن يخطئ فى نطق حرف أو يمد حرفا لا يستحق المد.