نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – قالت شبكة يوتيوب، الثلاثاء، إنها أزالت نحو 100 ألف مقطع فيديو وأكثر من 17 ألف قناة، إضافة إلى أكثر من 500 مليون تعليق يحتوى على خطاب الكراهية، في الفترة من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران الماضي.
ورُغم اتباع يوتيوب سياسة أكثر صرامة تجاه هذه النوعية من المحتوى مؤخرًا، فإن الانتقادات تجاه الشركة مازالت قائمة، وسط آراء تعتقد أن ما تفعله قليل جدًا دون أن توفر شفافية كافية.
وفي تدوينة نُشرت الثلاثاء، قالت يوتيوب إن ما أزالته يشكل ما يزيد بمقدار خمسة أضعاف عما أزالته في الأشهر الثلاثة السابقة.
وأرجعت الشركة هذه الزيادة إلى الجهود التي بذلتها مؤخرًا لمكافحة انتشار محتوى الكراهية، مُشيرة إلى أنها قامت في يونيو/حزيران بتحديث سياسة خطاب الكراهية لتشمل فرض حظر على محتوى المتطرفين البيض، وإزالة مقاطع الفيديو التي تنفي وقوع الفظائع المُوثقة، مثل محرقة الهولوكوست، وحادث إطلاق النار الذي وقع في مدرسة ساندي هوك الابتدائية بالولايات المتحدة الأمريكية بالعام 2012.
وذكرت يوتيوب، التي تملكها شركة غوغل، أنها كانت قادرة على إزالة المزيد من المحتوى غير المرغوب فيه قبل أن يتم مشاهدته على نطاق واسع - وهي الجهود التي أدت إلى انخفاض بنسبة 80٪ في عدد مرات مشاهدة المحتوى الذي تم فيما بعد انتهاكه لقواعدها.
وعلى الرغم من سياستها الجديدة، لم تتخذ الشبكة أي إجراء بشأن القنوات التابعة لمثيري خطاب الكراهية البارزين، مثل ريتشارد سبنسر، وديفيد دوك، الزعيم السابق لحركة حركة "KKK"، المعروفة بإيمانها بتفوق الجنس الأبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثوليكية، وكراهية المثلية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت رابطة مكافحة التشهير تقريرًا وجد أن 29 قناة على الأقل على يوتيوب تتبنى محتوى للمتطرفين البيض ومعاد للسامية. وأشار إلى أنه في حين تم إزالة بعض القنوات المذكورة في التقرير، لا يزال الكثير منها على المنصة.
وفي الأسبوع الماضي، تراجعت يوتيوب أيضًا عن قرارات تتعلق بالمحتوى، فعلى سبيل المثال، قامت بحذف عدة قنوات ذات مشاهد قومية بيضاء، ثم أعادتها للعمل من جديد.
وقال متحدث باسم يويتوب لـ CNN Business: "ندرك أن الكثيرين قد يجدون أن وجهات النظر المُعبر عنها في هذه القنوات مُسيئة للغاية. ولكن بعد إعادة النظر في المحتوى، أعدنا القنوات".
على الرغم من أن الشركة لم تُقدم توضيحًا كافيًا حول ما يتعلق بعملية صنع القرار، قال متحدثها الرسمي إنها تزيل عمومًا القنوات المُخصصة بالكامل لانتهاك سياساته أو تكرار مخالفة إرشاداته.
من ناحية أخرى، قالت يوتيوب إن أنظمة الذكاء الصناعي تتحسن، حيث تم تمييز أكثر من 87٪ من 9 ملايين مقطع فيديو تمت إزالتها خلال الربع الثاني من 2019، للمرة الأولى بواسطة أنظمتها الآلية.
ويمكن إزالة مقاطع الفيديو من الشبكة لعدة أسباب، من بينها خطاب الكراهية، وانتهاك حقوق النشر والعنف والعُري والبريد العشوائي.
وفي الأسبوع الماضي، قالت سوزان ووجيكي، الرئيس التنفيذي ليوتيوب، إن الشركة ملتزمة بأن تكون مُنصة مفتوحة.
وكتبت في خطاب موجه إلى مُنتجي المحتوى على يوتيوب: "الالتزام بالانفتاح ليس بالأمر السهل، إنه يعني أحيانًا ترك محتوى خارج النطاق العام أو مثير للجدل أو حتى مسيء... لكنني أعتقد أن سماع مجموعة واسعة من وجهات النظر يجعلنا في نهاية المطاف مجتمعًا أقوى وأكثر استنارة، حتى لو كنا نختلف مع بعض هذه الآراء".