دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – انتقد مؤرخ تركي مسلسل "ممالك النار" الدرامي التاريخي، مُعتبرًا أنه حلقة أخيرة من محاولات تشويه التاريخ العثماني.
وقال المؤرخ محمد مقصود أوغلو، في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية، إن إنتاج أعمال درامية مثل مسلسل "ممالك النار" أو نبش مزاعم إبادة الأرمن أو غيرها من حملات الاستهداف، لم تكن سوى آخر حلقات تاريخ طويل من محاولات تحريف وتشويه الحضارة العثمانية.
ورأى أوغلو أن "المحاولات عادت إلى المشهد وزادت في الآونة الأخيرة، بعد أن رأوا أن تركيا بدأت تنهض وتعود إلى رشدها وتقوى تدريجيًا، وهذا ما خوّفهم وأقضّ مضجعهم".
وأشار أوغلو إلى أنه "لم يشاهد المسلسل ولن يفعل"، مُعتبرًا أنه "إذا كان المقصود من الاسم بأن السلاطين حكموا بالنار أقول نعم إن حكمهم كان نارًا لكن على أعداء الإسلام".
ويرصد "ممالك النار" الحقبة الأخيرة لدولة المماليك إبان حكم السلطان طومان باي، الذي هُزم أمام حملة السلطان العثماني سليم الأول على مصر في 1517، بعد خيانة أمرائه له.
وجسد الفنان المصري خالد النبوي شخصية طومان باي، فيما أثار المسلسل، الذي أنتجته شركة إماراتية وعُرض في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، جدلا واسعًا، وانتقادات في تركيا.
وقال المؤرخ التركي إن "الغرب كانوا يدركون أن القضاء على الدولة العثمانية وحضارتها لا يكون إلا بالغزو الفكري وزرع الفتنة بين مختلف الأعراق التي كانت تعيش تحت راية (الدولة العلية العثمانية)، سواء من ترك أو عرب أو كرد أو شركس أو غيرهم".
وذكر أوغلو أن "الغربيين اختلقوا مفهوم Nation أو أمة لتوحيد إمارات الغرب وتقسيم العالم الإسلامي"، مُضيفا أنهم "شوهوا حقائق تاريخنا عندما علمونا أن العرب طعنوا الأتراك من الخلف أو أن العثمانيين استعمروا العرب.. هذه مزاعم باطلة لزرع الفتن بين الطرفين".
ووصف المؤرخ التركي تعريف الغرب لـ"الأمة" بأنها مجموعة من الناس يعيشون معًا منذ قرون وتجمعهم ثقافة ولغة واحدة بأنه "خرافة"، مُوضحًا: "الولايات المتحدة كيف تكون أمة وفيها أكثر من 90 شعبًا من أعراق مختلفة؟... إنها أشبه بشركة تجارية تجمعهم المصلحة والمنفعة".
ومن ناحية أخرى، اعتبر أوغلو أن مزاعم تورط تركيا في إبادة الأرمن "الغرض منها سياسي".