أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تحاول شركة "آر ام اس" الأمريكية، صاحبة امتياز إنقاذ القطع الأثرية في سفينة تيتانيك الغارقة، الحصول على إذن لاستخراج جهاز الراديو بها، الذي اُستخدم لإطلاق نداءات الاستغاثة.
من جانبه، قال محامي الشركة ديفيد كونكانون، إن القاضية في محكمة فيدرالية بولاية فيرجينيا الأمريكية قالت في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لتقرر إذا ما كان بمقدور شركة الإنقاذ إزالة الراديو.
ويتطلب استخراج الراديو إزالة جزء من سطح السفينة التاريخي للوصول إلى الغرفة التي يوجد فيها الجهاز، وتعرف باسم "غرفة صامتة"، حيث كان لها جدران عازلة للصوت وتضم جهاز إرسال تلغراف لاسلكي، الذي طورته شركة ماركوني.
ومحتويات السفينة الشهيرة، التي غرقت في صباح 15 أبريل/نيسان 1912، تعد محمية بموجب اتفاقية تيتانيك الدولية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتقع السفينة على بعد حوالي 12000 قدم تحت سطح المحيط الأطلسي، على بعد 370 ميلاً (600 كيلومتر) قبالة ساحل مقاطعة نيوفاوندلاند بكندا.
وتقول الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات في وثائق المحكمة، إن شركة "آر ام اس" قد استردت ما لا يقل عن 5000 قطعة أثرية من حقل حطام السفينة، وأن الحكومة تريد حماية المصلحة العامة للجمهور وتيتانيك، وذلك قبل أن تتمكن الشركة من الحصول على قطع أثرية إضافية، وتحديد إذا ما كانت أهداف الشركة مُبررة.
وفي وثيقة أخرى قدمتها شركة للمحكمة في العام الماضي، قالت "آر ام اس" إن القليل يعلمون عن أكثر إذاعة شهرة في التاريخ، وأن الشركة أرادت استعادة الجهاز قبل أن تتدهور أوضاعه أكثر وتفقد قطعة تاريخية مهمة.
واستشهدت الشركة بتقرير أجراه خبير تيتانيك باركس ستيفنسون، الذي زار حطام السفينة في 2005 و 2010 و2019، وقال إن قطاعات كبيرة من سطح السفينة انهارت منذ 2005.
وكان جهاز الراديو يوجد في ما كان يعرف باسم "جناح ماركوني". يتكون الجناح، المصنوع من الفولاذ، من ثلاثة قطاعات: أماكن النوم، وغرفة المُشغل، وغرفة صامتة تضم الراديو. وتقول الوثائق إن كل منطقة كانت مفصولة بجدران خشبية يعتقد المسؤولون أنها حُلت.
ووفقًا لتقرير مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن غرق تيتانيك، بدأت المكالمات الأخيرة من جهاز راديو ماركوني حوالي الساعة 10:25 مساءً بالتوقيت الشرقي في 14 أبريل/نيسان 1912، في محاولة لإطلاق نداء استغاثة.
وقال التقرير إن السفينة اصطدمت بجبل جليدي. وبعد نصف ساعة، قالت رسالة أخرى من جهاز الراديو إن السفينة كانت تغرق من منطقة الرأس، وأن النساء والأطفال كانوا يوضعون في قوارب النجاة.
أما الرسالة الأخيرة فقالت: "غرفة المحرك تغمرها المياه". كانت الإشارات غير واضحة وانتهت فجأة.
ورُغم أن أكثر من 1500 راكب، وطاقم السفينة لقوا حتفهم في الكارثة، إلا أن نداءات الاستغاثة جلبت سفنًا أنقذت حوالي 700 شخص.