دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اعتبر المنتج محمد حفظي أنّ ما حدث من تداعيات بعد انسحاب فنّانين مصريين من عرض فيلم "ريش" في مهرجان الجونة السينمائي، واتهام صناعه بالإساءة لسمعة مصر؛ "مشكلة مفتعلة من قبل بعض الصحافيين، والجدل ضخّم الموضوع بلا داع" على حد وصفه.
وقال حفظي إن ما حدث "مجرد اختلاف بالرأي، وحالة صحيّة"، مؤكداً أنهّ لا يمكن أن يقدم على إنتاج أي فيلم يسيء لمصر"، فضلاً عن كون الرقابة أجازت سيناريو "ريش"، وشاهدته قبل العرض في مهرجان "كان"، وبالتالي لا يتوقع أن يواجه أي مشكلة في عرضه التجاري المقرر خلال شهر ديسمبر/ كانون الأوّل المقبل.
وأوضح المنتج المصري في مداخلةٍ إعلامية لبرنامج " الحكاية" أنّ الفيلم الذي ولد من خيال المخرج عمر الزهيري بأحداثه وشخوصه وممثليه "مجرد من الزمان والمكان، ويتناول قضية إنسانية لسيدة تعاني القهر."
وأضاف محمد حفظي: "عمر عبَر عن نفسه من خلال الفيلم، والموضوع ليس سياسيًا بالنسبة له، بل فني وإنساني"، وأعرب عن انزعاجه بشأن الإحساس الذي واجهه المخرج بعد هذا الجدل، وكأنه ارتكب جريمة، ولم ينجز فيلمًا سينمائيًا، فاز بأكبر جائزة من مهرجان "كان" في تاريخ السينما المصرية، وحاز مؤخرًا على جائزة مهرجان سينمائي مهم في الصين، بحسب تعبيره.
وحدث الجدل الذي واكب عرض فيلم "ريش" في مهرجان الجونة السينمائي، بعد انسحاب فنّانين مصريين من العرض، ومنهم: شريف منير، أشرف عبد الباقي وأحمد رزق احتجاجًا على ما وجدوا فيه من "إساءة لسمعة مصر، عبر تقديم البلاد بصورة غير حقيقية"، بحسب ما نقلت وسائل إعلامية.
وهذا ما أكد عليه الفنّان شريف منير خلال مداخلته الإعلامية في برنامج "الحكاية"، مبررًا أسباب انسحابه من العرض بأن "الفيلم مخلي شكلنا مش حلو... أسرة عايشة في عذاب غير طبيعي، وشكل مؤذي، عايشين في قذارة مش طبيعية... أنا اتخنقت من الفيلم، والعشوائيات الموجودة سابقًا لم تكن بهذا السوء."
وأعرب منير عن غضبه من كون الفيلم حاز على جائزة مهرجان "كان"، بهذه الصورة السلبية التي رصدها عن مصر، وأضاف: "الصور التي كانت تراها الناس من وقت فيلم (حين ميسرة)، ينبغي أن تبتعد عن العين حاليًا"، منوهًا بجهود الدولة المصرية مؤخراً في حل مشكلة تجمعات السكن العشوائي.
وأشار إلى أنّ اعتراضه مجرد اختلاف في الرأي، وأنه لا يهاجم صنّاع الفيلم، بدلالة تبادله الحديث بعد خروجه من العرض مع صديقه المنتج محمد حفظي، وإبلاغه باعتراضه، واتفق معه على أنّ الفيلم "خانق ومتعب".
ومن الناحية الفنية لم يرَ الفنّان شريف منير إبداعًا في فيلم "ريش" باستثناء كون أبطاله غير ممثلين، ورغم جمالية الفكرة إلا أنّ طريقة تقديمها "الخانقة" حالت دون انتظاره لاستكمالها كمشاهد، بحسب تعبيره، لكنّه أكدّ أنه ضد منع الفيلم.
وأثار اعتراض الفنّانين المنسحبين من فيلم ريش، ردود أفعال متبانية، بين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من أشاد بموقفهم الذي اعتبروه "وطنيًا"، بينما استغرب عدد من النقاد هذا الموقف، خاصّة أن شريف منير كان بطلًا لإحدى الأفلام التي رصدت واقعًا مماثلًا مثل "الكيت كات"، الأمر الذي ردّ عليه الفنّان المصري بأنّ الواقع الذي نقله الفيلم المشار إليه لم يكن بهذا السوء.
واعتبرت الكاتبة والناقدة ماجدة خير الله، أنّ ما حدث في عرض فيلم "ريش" بمهرجان الجونة، أشعل حريقًا ثانيًا، بعد الحريق الفعلي الذي تم تداركه عشية الافتتاح، وتساءلت من يطفئ هذا الحريق، بعد قيام بعض الفنّانين بإلقاء "تهم الخيانة" على صناع الفيلم.
وسخر المخرج أمير رمسيس المدير الفني لمهرجان الجونة مما حدث خلال عرض فيلم "ريش"، في تدوينتين نشرهما عبر حسابه الشخصي على فيسبوك.
أما مؤلف ومخرج الفيلم عمر الزهيري فعلقّ على انسحاب الفنّانين في الندوة التي أعقبت عرض "ريش" قائلاً: "أنا لم أقصد الإساءة إلى مصر، وعبّرت عن الأمر بمنتهى الصدق، وكل مخرج يقدم العمل برؤيته، ومن الطبيعي أن يحدث صدام." واعتبر أنّ ردود الأفعال المختلفة "طبيعي، ودليل اهتمام بالفيلم."
وتدور أحداث فيلم "ريش" المتخلية، عن اختفاء أب بعد أنّ حوله الساحر في عيد ميلاد ابنه إلى دجاجة، وفشل في إعادته كإنسانٍ طبيعي، لتدخل الأم في معاناةٍ قاسية، خلال محاولاتها البائسة في إعالة عائلتها، وسط ظروفٍ بغاية القسوة.
وحاز الفيلم الجائزة الكبرى في منافسات أسبوع النقاد لمهرجان "كان" السينمائي، بدورته الـ 74، منتصف يوليو/ تموز الماضي، كما فاز مؤخرًا بالجائزة الكبرى لمهرجان "بينجياو" في الصين.