دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من حريق "البلازا" مرورًا بأزمة تجاهل فنانيّن مغربيين شهيرين في حفل الافتتاح، وأزمة فيلم "ريش"، وصولاً إلى إصابة مدير عمليات المهرجان بحادث، واستقالة المدير الفني قبل حفل الختام... خمس أزمات وأكثر، تنمر، وتركيز على إطلالات الفنانات؛ وسَمَت الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي بــ"دورة الأزمات أو الحرائق".
أوّل الحرائق
تنفس القائمون على مهرجان الجونة السينمائي الصعداء حينما تأكدوا من أن المسرح الكبير الذي سيشهد حفل الافتتاح في 14 أكتوبر/ تشرين الأوّل لم يتأثر بالحريق، الذي التهم مساحة واسعة من "البلازا"، صباح اليوم السابق.
وسرعان ما أعرب الأخوان ساويرس عن ثقتهم في أن الأضرار سيتم إصلاحها في غضون 24 ساعة، وأن الافتتاح سيتم في موعده المحدد، وأن المدعوين إلى حفل الافتتاح سيتساءلون عما إذا حدث حريق بالفعل، وهذا ما كان، لتطغى أخبار هذا الإنجاز لقرابة 1300 عامل على مداخلات الضيوف خلال إطلالاتهم على السجادة الحمراء.
"جو البنات"
وكالعادة أخذت إطلالات بعض الفنّانات المثيرة للجدل، بجرأتها وغرابتها، مساحة واسعة من الحديث والتفاعل طيلة الأيام التالية في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، رغم الحرص على إبعاد وصمة "مولد سيدي العريان"، و"مهرجان الفساتين" عن المهرجان السينمائي الذي بذل القائمون عليه جهوداً كبيرة في البرمجة والتنظيم.
وما أن انتهى حفل الافتتاح حتى برزت أزمة جديدة أمام القائمين على الجونة السينمائي، بسبب الأخطاء التي شابته. وكان أكثرها إثارة للجدل تجاهل الفنّانين المغربيين "ريد وان"، ونعمان بلعياشي، وعدم التعريف بهما، أو شكرهما على مشاركة الفنان المصري محمد رمضان بتقديم أغنية الحفل "جو البنات".
ووضعت إدارة المهرجان حدًا لهذا الجدل بتقديم اعتذارٍ إلى الشعب المغربي عمّا وصفته بالـ"خطأ غير المقصود"، وأعربت عن أسفها لوقوع هذا الخطأ، والتأكيد على: "احترامها الكامل لمشاركة الفنانين باعتبارهما قامات فنية عالمية ذات شعبية هائلة في المغرب والعالم العربي، وتقديرها للإنتاج الفني لهؤلاء المطربين".
أزمة "ريش"
لكن هذا الاعتذار تزامن مع تفجير الفنّان المصري شريف منير، أزمة جديدة بوجه إدارة المهرجان، وصنّاع فيلم "ريش"، بعد انسحابه من العرض معترضًا على ما اعتبره "إساءة لصورة مصر". ما أطلق جدلاً لازال قائمًا حول هذه الأزمة التي قد تهدد بوضع عقبات رقابية أمام العرض التجاري للفيلم المقرر في ديسمبر/ كانون الأوّل المقبل.
الأمر الذي دفع إدارة المهرجان لإصدار بيان تؤكد فيه أن اختيار فيلم "ريش" جاء "متسقًا مع معايير اختيار الأفلام، وحصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في مهرجان (كان)..."، وحرص البيان على الإشارة لأن "المهرجان لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيدًا لأنه لا يحمل أية إساءة، أو ضغينة، في أي من عروضه المختلفة، سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية، ويرفض أية إساءة للدولة المصرية في أي حال..".
إصابة واستقالة
وفي الوقت الذي لم تهدأ فيه بعد جدلية عرض فيلم عمر الزهيري خلال فعاليات المهرجان؛ أُصيبت الفنّانة بشرى مدير عمليات المهرجان، في حادث انقلاب مركبة صغيرة، حينما كانت تصور مع الممثل المصري محمد مكاوي، فيديو أريد له أن يكون طريفاً، يحاكي حادثة "حرامي اليوم السابع"، ما أسفر عن إصابتها بكسر في أصابع يدها، وجروح ورضوض، أصيب بها مكاوي أيضًا.
وبينما كانت بشرى تستجمع قواها لاستكمال دورها الإداري في فعاليات المهرجان دون أن تفوت الإطلالة على السجادة الحمراء رغم آلامها الواضحة؛ كان السينمائي أمير رمسيس المدير الفني للمهرجان يعد العدة لمغادرة الجونة، مُعلناً استقالته من منصبه، قبل يومٍ من حفل الختام.
وعززت الاستقالة ما يثار من تكهنات حول وجود "أزمات عميقة" بين القائمين على المهرجان، تداولت الصحافة الحديث عنها قبل انطلاق فعالياته، وتشير تدوينات أمير اللاحقة على فيسبوك أن أزمة فيلم "ريش" قد تكون السبب وراء استقالته.
تنمر انتقادات ودعم
ووسط الأخبار التي واكبت جدلاً لم ينقطع حول إطلالات الفنّانات في مهرجان الجونة، تعرضت الفنّانة المصرية أروى جودة للتنمر، من بعض متابعي مواقع التواصل الاجتماعي حينما كشف فستانها، عن ظهور "السيلوليت" على جسدها، وفوجئت باستخدام إحدى الصيدليات لصورها من أجل الترويج لمنتج علاجي- تجميلي، لكنّها أكدت أن الموضوع تم حلّه باعتذار وتصحيح الخطأ من الصيدلية.
وشددت على أنها متصالحة مع نفسها، وتطلب من المصورين عدم استخدام الفلاتر عند تحرير صورها، لأن هذا من شأنه "عدم واقعية النظرة إلى أنفسنا وغيرنا"، حسبما قالت في مداخلاتٍ إعلامية.
ورصد متابعون على مواقع التواصل أيضًا، ما جدوا فيه "تنمرًا وتعاليًا" من الإعلامية المصرية بوسي شلبي، على دميانة نصار بطلة فيلم "ريش"، وهي غير ممثلة بالأساس، وأدت أول أدوارها في الفيلم؛ ما عرّض بوسي لانتقاداتٍ كبيرة، استغربتها في تصريحٍ إعلامي نافية اتهامها بـ"العنصرية والغرور".
وفي المقابل أعرب العديد من المتابعين، والنقاد، والفنّانين كالفنان المصري خالد النبوي عن دعمهم لدميانة.