هذا المقال بقلم سامية عايش، صحفية مستقلة تكتب عن السينما العربية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
صباح اليوم، وجدت رسالة من صديقة لي، أرسلت فيها مقطع فيديو لمقدمة مسلسل مارفل الجديد "فارس القمر" أو Moon Kinght. شخصيا، بدأت بالاهتمام بأفلام شركة مارفل منذ عام تقريبا، فهي محط اهتمام أولادي، وحتى أكون قادرة على متابعة أفلام أو مسلسلات يحبونها، وجدت نفسي أدخل في هذا العام الواسع والإبداعي.
شاهدت المقدمة التي يظهر فيها أبطال سلسلة مارفل على مدى السنوات الماضية، مثل الرجل الحديدي، وكابتن أمريكا، وكابتن مارفل، وهلك، وغيرهم، ولكن شعرت بقشعريرة قوية تسري في جسدي لحظتها.. والسبب؟
برفقة هذه المقدمة، لم أسمع الموسيقى المعتادة، وإنما أغنية للفنانة الراحلة وردة، "بتونس بيك"، تمت إعادة توزيعها بشكل جديد.
فكرت لوهلة وقلت: "ربما هذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها عملا أمريكيا يتحدث عن موضوع مرتبط بمصر بالتحديد، ويظهر بشكل أصيل بعيد عن الدعاية والصور النمطية المعتادة".
ولمن لا يعرف قصة هذا المسلسل، فهو يتحدث عن شخصية ستيفن غرانت الذي يكتشف أن لديه قوة خارقة تعود لإله قمري مصري، ويكتشف مع توالي الأحداث أن هذه القوى ربما تكون خيّرة أو شريرة.
لنعد إلى الفكرة الأساسية.. لطالما عانت هوليوود والأفلام الغربية بشكل عام من أزمة في طريقة عرض الشخصيات العربية أو تلك المرتبطة بمنطقتنا، فالتصقت بها دائما صور نمطية ذات علاقة بالارهاب، والشر، والتخلف وغيرها، من دون حتى بذل أقصى مجهود في إجراء بحث مطول من أجل التعرف إلى تفاصيل حقيقة هذه المنطقة.
أغنية وردة المستخدمة في الفيلم بالتأكيد لا علاقة لها بشكل مباشر بالقصة أو الشخصية أو غيرها، ولكنها تضع المشاهد في أجواء القصة ومنبعها، وتقدم بعدا آخر للشركة المنتجة لهذه الأعمال، فهي بالنهاية تطمح إلى أن تكون عالمية وتتحدث بلغات مختلفة وتصل إلى أكبر عدد من الجمهور، ولكن هذه المرة بالطريقة الصحيحة، والتي تسير وفقا للمثل القائل: "أعط الخبر للخباز"، أي تسليم المسؤولية للأقدر على القيام بها، وهم أهل البيت وأصحاب المكان.
ومن هنا كانت فكرة الاستعانة بالمخرج محمد دياب لإخراج هذا العمل في محلها، وإلى جانبه مجموعة من المبدعين في الموسيقى والمونتاج والتمثيل وغير ذلك، أي أن الطاقات المصرية فعلا شقت طريقها ووصلت إلى الموقع الذي تستحق، ولكن هذه المرة لتستلم زمام الأمور في تقديم قصة تاريخها وحضارتها بالشكل الأفضل والأصح.
حينما شاهدنا أنا وأولادي الحلقة الأولى من المسلسل، سمعت تعليقا من ابني يقول فيه: "كم جميل أن أرى اسما عربيا على الشاشة مع مارفل"، وهذا بالضبط ما نحن بحاجة إليه، لأن وجود هذه الأسماء العربية عالميا يصنع القدوة والمثال الأفضل أمام الجيل الشاب ليصنع هو الأثر أيضا مستقبلا، ويجعل تقديم قصص حضارتنا والموضوعات المرتبطة بقضايانا ومنطقتنا حقيقية أكثر.
وسر صغير في النهاية؟ أصبحت أشاهد الحلقات أكثر من مرة حتى أتسابق مع أبنائي في الكشف عن الدلالات المخفية التي عادة ما يبحث عنها أولادي عندما يشاهدون أي عمل لمارفل.