رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: رغم ضعف بنية السرد.. "شلبي" فيلم مبهج "لكل العيلة"

منوعات
نشر
4 دقائق قراءة
Shelby movie poster
بوستر الفيلم المصري "شلبي" من تأليف مصطفى حمدي، وإخراج بيتر ميمي.Credit: Conquer Production

هذا المقال بقلم سامية عايش، صحفية مستقلة تكتب عن السينما العربية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

كان عامًا طويلًا، شغلني بمهام صحفية وتدريبية وإدارية، وأعترف أنه أبعدني قليلًا عما أحب.. متابعة الأفلام العربية والسينما العالمية، ونقدها، والتجوال في عوالمها وتحدياتها وما تقدمه من جديد. لذا، أعترف أن واحدًا من أهم أهدافي لهذا العام هو العودة إلى أحضان السينما العربية بالتحديد، وتسليط الضوء على التجارب والمشاريع السينمائية، خصوصًا المستقلة منها.

لكن يبدو أن الهدف لن يكون كاملًا هذا العام، لأن افتتاحيته بدأت بفيلم عربي مصري لكنه ليس مستقلًا. لا بأس. فمهما كان، تبقى السينما بشتى أنواعها وأشكالها مهمة للحديث عنها. بداية هذا العام كانت بعرض الفيلم المصري "شلبي"، الذي يحكي قصة مجموعة من الأصدقاء يتعرفون على بعضهم البعض بطريقة غير مخطط لها، حلمهم واحد، وهو تقديم مسرحية تمزج بين الممثلين والممثلات ودمى العرائس. نسيت أن أذكر أن الفيلم مهدى إلى رائد مسرح العرائس في مصر صلاح السقا.

الفيلم من بطولة كريم محمود عبدالعزيز، وروبي، وبيومي فؤاد، وحاتم صلاح، الذي كان بالنسبة لي مفاجأة كبيرة، فهذا الفنان بعفويته وأدائه الجميل استطاع أن يكون مفاجأة الفيلم.. بالنسبة لي على الأقل.

هذا المزج الجميل ما بين العرائس والتمثيل الواقعي كان أبرز ما يميز الفيلم، خصوصًا وأنه يقدم بعض مشاهده كحوارية بين الدمية، شلبي، وصاحبه، صابر. يبدو أن صابر يعيش أزمة داخلية بعشقه للتمثيل والدمى، ولكنه بطبيعة الحال لم يجد فرصته بعد، فيعمل في مدينة للملاهي كممثل رعب، يخيف الزوار والأطفال، وبالكاد يجني جنيهات قليلة تكفيه أجرة غرفة صغيرة في فندق متواضع جدًا.

في هذا الفندق المتواضع، يلتقي صابر بفؤاد، وهو كاتب لم يجد فرصته بعد في الحياة، وشريف جزرة، وهو ممثل مغمور، ما زال أيضًا يبحث عن تلك الفرصة. كلهم يقيمون في الفندق الذي تديره روبي في الفيلم. يضع الفريق مجموعة من الخطط المختلفة لجمع الأموال، وعمل المسرحية في قالب كوميدي خفيف.

بناء القصة ومنطقية أحداثها كان ضعيفًا في الفيلم، وكان بحاجة إلى بعض "الشدشدة"، إلا أن البهجة التي يضفيها الفيلم على مشاهده وأحداثه خصوصًا عند عرض المسرحية في النهاية يشفع له ذلك، ويجعله فيلمًا يستحق العرض والمشاهدة بداية العام.

لا أعتقد أبدًا أننا يجب أن نستهين بالحديث في مثل هذه الأفلام عن أنماط ترفيهية سابقة، قد لا تكون ذات شعبية اليوم، كعروض الدمى على سبيل المثال، لذا أحيي في صناع الفيلم عرضهم لهذا الجانب، وإدراجه بشكل سلس وسهل ضمن قصة الفيلم.

بالنسبة لي كانت شخصية شريف جزرة هي الأكثر تماسكًا، والأكثر منطقية من ناحية التطور من بداية الفيلم وحتى نهايته، وهذا ما جعل هذه الشخصية تتميز عن غيرها.

الانتقال بين مناطق مختلفة وشخصيات متعددة يلتقي بها صابر كان في بعض الأحيان غير ضروري، خصوصًا في المشاهد التي ذهب فيها لزيارة عائلته في الصعيد للمطالبة بميراثه، فقد شعرت بأن هذا الجزء لم يكن له أي داعٍ على الإطلاق، وفي حال تم محوه فلن يتأثر الفيلم أبدًا.

أسعدني أن أرى في الفيلم جانبًا مختلفًا من مصر التي نحب، النيل، والمزارع، والحارات الضيقة، والقطار القديم، والسيارة التي عفا عليها الزمن، حال الكثيرين ممن يعانون في لقمة عيشهم اليومية.

برغم المآخذ على القصة وشكلها وتقديمها، قدم الفيلم جانبًا يشبهنا أو يشبه جزءًا من حياتنا اليومية، فكم مللنا من حكايات "الآكشن" والغموض والإثارة، التي أصبحت تتعدى علينا ليس فقط في صالات السينما، وإنما أيضًا في منازلنا، وعلى شاشات التلفاز فيها.

نشر