دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جدّد شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الحديث عن تعدد الزوجات في الإسلام، مؤكدًا أنه رخصة مشروطة بقدرة الزوج على الإنفاق والعدل بين زوجتيه، وهو أمر من الصعب تحقيقه، حسب قوله، مستدلًا بالقضايا المنظورة في المحاكم، فيما طالبت نائب برلمانية بمنع التعدد في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وجاء حديث شيخ الأزهر عن تعدد الزوجات، ضمن برنامجه "الإمام الطيب" الذي تناول فيه موضوعات عن فوضى الزواج والطلاق، شرح خلالها حقوق المرأة في الإسلام، وحقيقة ضرب المرأة، وقيود الزواج من النساء اليتامى، كما تحدث عن المغالاة في تكاليف الزواج، وتأثيرها على ارتفاع العنوسة.
قالت فريدة الشوباشي، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب المصري :"أتمنى أن يتم منع تعدد الزوجات"، مستدلة بالآية القرآنية في سورة النساء "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، وفي آية أخرى بنفس السورة "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"، مما يؤكد صعوبة العدل بين الزوجتين، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية الحالية مما يصعب القدرة على الإنفاق.
وفي حديثه ببرنامجه، أكد شيخ الأزهر، أنه لا يستطيع الدعوة أو حتى التفكير في إلغاء حق التعدد، لكنه يدعو إلى التفكير في ميراث الفقه وآراء العلماء، والاجتهاد للخروج بفقه آخر أو فتاوى أخرى أقرب إلى القرآن والسنة.
دعت "الشوباشي"، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، لمراجعة كتب الفقه والتراث المتعلقة بتعدد الزوجات، ومواجهة الدعوات والأفكار التي ظهرت في مصر خلال فترة السبعينيات عن بعض الأمور الشرعية لتوضيح حقيقتها وفقًا لما جاء بالقرآن الكريم، محذرة من خطورة تعدد الزوجات على زيادة أعداد السكان بسبب تنافس الزوجات في الإنجاب مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الانفجار السكاني التي تعاني منها مصر.
وصل عدد سكان مصر إلى 104 ملايين و750 ألف نسمة، مطلع الشهر الجاري، بزيادة 750 ألف نسمة خلال 180 يومًا، وتحاول الدولة الحد من الزيادة السكانية عبر البرنامج القومي لتنمية الأسرة، الذي يتضمن حافزًا ماليًا متمثل في ادخار 1000 جنيه (32.64 دولار) سنويًا لكل سيدة متزوجة لديها طفلان بجد أقصى، على أن تستحق الصرف عند بلوغ عمر 45 سنة.
من جانبه، أيد عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بدار الإفتاء الأسبق، حديث شيخ الأزهر عن ضرورة الالتزام بشروط تعدد الزوجات قبل تطبيقه، مستدلًا على حديثه بواقعة رفض الرسول محمد زواج الإمام علي ابن أبي طالب على ابنته فاطمة، مؤكدًا أن ما ذكره شيخ الأزهر لا خلاف فيه، ويذكر القرآن بآية "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة".
وذكر شيخ الأزهر، في حديثه أن مجرد خوف الزوج من عدم الوفاء بالإنفاق على زوجتين أو تطبيق العدل المطلق بينهما يجعل من الزواج الثاني ظلمًا يحرم ارتكابه.
وأشار "الأطرش"، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إلى أن اتجاه الزوج للتعدد يشترط وجود ضرورة لذلك، وعدم وجود سبب للتعدد يعتبر بمثابة عبث، مقترحًا أن يتم مضاعفة رسوم الزواج الثاني للتشديد على ضرورة قدرة الزوج على الإنفاق قبل الاتجاه إلى التعدد، وهذا المقترح تم تطبيقه في الأردن.