غضب في مصر من فيلم نتفليكس بسبب لون بشرة كليوباترا..وحوّاس: كانت شقراء

منوعات
نشر
6 دقائق قراءة
غضب في مصر من فيلم نتفليكس بسبب لون بشرة كليوباترا..وحوّاس: كانت شقراء
Credit: AMIR MAKAR/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تسبب الإعلان الدعائي للفيلم الوثائقي لمنصة نتفليكس عن الملكة كليوباترا، في غضب كثير من المصريين بسبب تجسيد الفيلم للمصريين القدماء باعتبارهم من أصحاب البشرة السمراء، فيما أكد علماء وأساتذة آثار أن الملكة كليوباترا من أصول مقدونية ولم تكن سمراء، مستدلين بعملات ورسومات هذه الحقبة التاريخية.

وتعددت مظاهر غضب المصريين من الفيلم الوثائقي للملكة كليوباترا، المقرر عرضه في 10 مايو/ أيار المقبل، إذ جمع توقيعات على عريضة تطالب بوقف عرض الفيلم، رافضين ما تردده جماعة المركزية الإفريقية، حول نسب الحضارة الفرعونية إلى الأفارقة السود، كما تراجع تقييم منصة نتفليكس على المتاجر الإلكترونية، وفقًا لما تناقلته وسائل إعلام محلية.

يرى عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وزير الدولة لشؤون الآثار الأسبق، أن الفيلم الوثائقي عن الملكة كليوباترا - المنتج من قبل منصة نتفليكس- تزييف للتاريخ المصري، مفسرًا وجهة نظره بأن الفيلم عرض الملكة ببشرة سمراء، رغم أنها من أصول مقدونية، ومن المعروف أن الملكات والأميرات من هذه الأصول شقراوات.

ودلّل حواس، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، على صحة حديثه بأن العملات التي تم العثور عليها داخل معبد تابوزيريس ماجنا غرب مدينة الإسكندرية، في رحلة البحث عن مقبرة الملكة كليوباترا، لم تتضمن أي سمات سمراء، كما أن الرسم الوحيد لكليوباترا مع نجلها قيصرون على واجهة معبد حتحور بدندرة، لا يوجد فيه أية سمات تثبت أنها من أصحاب البشرة السمراء.

وأشار زاهي حواس إلى أن الاعتراض على فيلم كليوباترا بسبب ظهورها سمراء اللون، لا يعني وجود عنصرية أو رفض لأصحاب هذه البشرة، لكن الأمر متعلق بتزييف الحقائق، مضيفًا أن المصريين القدماء لم يكونوا من أصحاب البشرة السمراء إطلاقًا، بدليل أن الرسومات الموجودة على المعابد، التي تجسد حروب الملوك المصريين القدماء ضد الأعداء من إفريقيا وآسيا، تظهر اختلاف شكل ملوك الحضارة المصرية عن الأفارقة من أصحاب البشرة السمراء.

ولفت عالم المصريات الشهير إلى أن مصر لم يحكمها ملوك من أصحاب البشرة السمراء، إلا في العصور المتأخرة، وبالتحديد عندما أسس ملوك كوش الأسرة الخامسة والعشرين، وحكموا مصر لعدة سنوات، وهذه الأسرة ليست لها أي صلة بالحضارة الفرعونية إطلاقًا، بدليل أن المباني التي بنيت خلال هذه الحقبة كانت عبارة عن تلال وليست الأهرامات المصرية، وهو ما ينفي صلة السود في الولايات المتحدة بالحضارة الفرعونية مثلما يعتقدون.

ورجّح حواس سبب تقديم الفيلم للملكة كليوباترا على أنها من أصحاب البشرة السمراء إلى أن بعض السود في الولايات المتحدة يريدون ربط أنفسهم بالحضارة المصرية القديمة؛ لأنها حضارة صاحبة تاريخ، إلا أن هذا لا يدفعهم للادعاء على الملكة بأنها كانت سمراء، مضيفًا أن بعض التقارير الإعلامية ذكرت أن زوجة الممثل العالمي ويل سميث هي منتجة الفيلم، وأنها تريد الترويج لهذا الادعاء، رُغم أنه سبق أن التقى "سميث" في أعوام 2006 و2017، ولم يتحدث معه في هذا الشأن.

مع اعتراضه الشديد على فيلم كليوباترا، يرفض زاهي حواس، وقف عرضه لإيمانه بأنه لا يجب أن يتم وقف عرض أي عمل فني إطلاقًا، مهما كان يتضمن من أخطاء تاريخية؛ لأن الحرية متاحة للجميع لإبداء رأيه ووجهة نظره، على أن يتم الرد عليه بعمل فني مثله بجودة أفضل تظهر حقيقة الأمر، وتضع أمام المشاهدين ليحكم بنفسه، مشيرًا إلى أنه بصدد إنتاج فيلم قصير يعرض على منصة يوتيوب يكشف للعالم كله تاريخ الملكة كليوباترا، ويرد على أي تزييف للتاريخ.

أشار وزير الآثار الأسبق إلى أبرز الأعمال الفنية التي جسدت الحضارة المصرية، على رأسها فيلم كليوباترا للنجمة العالمية إليزابيث تايلور، التي قامت بتجسيد شخصية الملكة كليوباترا بنجاح منقطع النظير، جعل من الصعب أن ينافسها أحد لتجسيد الشخصية بعدها، كما أنها كانت الأقرب لشكل الملكة كليوباترا، ولذا فيستعين دائمًا مشاهدة فيلم تايلور عند عرض قصة الملكة.

فيما قال الدكتور خالد حسن، الأستاذ المساعد بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن الإعلان الترويجي للفيلم الوثائقي كليوباترا يظهر محاولة صناع الفيلم نسب الحضارة الفرعونية القديمة لأصحاب البشرة السمراء، في مغالطة تاريخية فادحة، وهو أمر متكرر خلال الفترة الماضية، مشددًا على أنه كان يجب على صناع الفيلم الاستعانة بعلماء مصريات لتوضيح الحقائق عن الحضارة الفرعونية القديمة.

ورأى حسن، في تصريحاته الخاصة لـCNN بالعربية، أن الفيلم غرضه تحقيق أرباحًا من خلال إرضاء شريحة معينة من أصحاب البشرة السمراء وترويج العمل الفني بينهم لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، مطالبًا صناع السينما المصرية بإنتاج أعمال فنية تدحض تزيف الحقائق عن الحضارة المصرية، للتأصيل لتاريخ الحضارة المصرية القديمة.