نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- من المقرر أن يدخل أكثر من 11000 عضو في نقابة الكتاب الأمريكية (WGA) في إضراب، صباح الثلاثاء، للمرة الأولى منذ عام 2007، في خطوة قد تؤدي إلى وقف فوري لإنتاج العديد من البرامج التلفزيونية، وربما تؤخر بدء مواسم جديدة لبرامج أخرى إلى وقت لاحق.
وقال بيان صادر عن قيادة النقابة: "رغم أننا تفاوضنا بنية التوصل إلى صفقة عادلة... فإن ردود الأستوديوهات على مقترحاتنا كانت غير كافية على الإطلاق، نظرا للأزمة الوجودية التي يواجهها الكتاب".
وأضاف البيان: "لقد أغلقوا الباب على القوى العاملة لديهم، وفتحوا الباب أمام الكتابة كمهنة مستقلة تماما. لا يمكن أبدًا التفكير في مثل هذه الصفقة في إطار هذه العضوية".
وبينما سيكون أعضاء النقابة في إضراب اعتبارًا من الساعة 3 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، الثلاثاء، غردت WGA بأنها لن تنشئ خطوط اعتصام، حتى بعد ظهر الثلاثاء.
وردت الاستوديوهات، التي كشفت أن المحادثات انتهت في وقت متأخر من يوم الاثنين، قبل ساعات فقط من الموعد النهائي للإضراب دون اتفاق، بالقول إنها مستعدة لتحسين عرضها لكنها ليست على استعداد لتلبية بعض مطالب النقابة.
وقال بيان صادر عن لجنة التفاوض الإدارية: "(النقاط الشائكة الأساسية هي) التوظيف الإلزامي و(مدة التوظيف)، ومقترحات النقابة التي تتطلب من الشركة تعيين عدد معين من الكتاب في عرض لفترة زمنية محددة، سواء كانت ضرورية أم لا".
وأضاف: "تظل الشركات الأعضاء متحدة في رغبتها في التوصل إلى صفقة تعود بالفائدة المتبادلة على الكُتاب والحفاظ على الكتابة واستمراريتها، وتجنب المشقة لآلاف الموظفين الذين يعتمدون على الكتابة في معيشتهم".
ويُشير بُعد المسافة بين الجانبين إلى أن هذا قد يكون بداية لإضراب طويل. وامتد الإضراب الأخير الذي بدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2007 لمدة 100 يوم حتى فبراير/شباط عام 2008.
وقامت العديد من العروض القائمة على شبكات البث بتصوير حلقاتها الأخيرة للموسم الحالي بالفعل، لكن يمكن للمشاهدين رؤية تأثيرا من خلال العروض الليلية المتأخرة والمسلسلات النهارية، وعروض مثل "Saturday Night Live"، والتي يمكن أن تنتهي مواسمها مبكرا.
ويأتي الإضراب في وقت يقول فيه الجانبان إنهما يشعران بعبء مالي.
وشهدت العديد من وسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا المنتجة للعروض التي تستخدم الكتاب انخفاضًا في أسعار أسهمها، مما أدى إلى خفض كبير في التكاليف، بما في ذلك تسريح العمال.
ولكن الكتاب، الذين لا يستطيع العديد منهم إعالة أنفسهم بالكتابة بمفردهم، يعانون من انخفاض فرص العمل وفقدان بعض مصادر الدخل بسبب تحول الصناعة من البث التقليدي وبرامج الكابل إلى خدمات البث الرقيمة.
وقد يؤدي الإضراب في وقت قريب، إلى إعاقة آلاف العمال الآخرين في مجموعات العروض والأفلام. ويمكن أن يكون للإضراب تداعيات واسعة النطاق على الصناعة، وعلى اقتصادات جنوب كاليفورنيا وبعض المواقع الأخرى، مثل مدينة نيويورك.
كما يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 20000 شخص يعملون على حوالي 600 إنتاج أن عاطلين عن العمل إذا أغلق الكتاب الإنتاج، بحسب تقديرات لائتلاف الصور المتحركة ومنتجي التلفزيون (AMPTP).
وتسبب إضراب عام 2007 في أضرار اقتصادية تقدر بنحو ملياري دولار، معظمها في جنوب كاليفورنيا. وبعد تعديل التضخم، يصل هذا الرقم إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار اليوم. ولقد تغيرت الصناعة بشكل جذري في السنوات الـ15 الأخيرة منذ انتهاء الإضراب الأخير.
ولقد حصل الكتاب تقليديا على بقايا عندما تم بيع عرض كتبوه للتشغيل مرة أخرى، وكان ذلك مصدرًا مهمًا للدخل للعديد من الكتاب على مر السنين. لكن من غير المحتمل أن يحصلوا على بقايا ذات مغزى على الإطلاق، حتى إن وُجدت، عندما يقدمون محتوى أصليا لخدمات البث كما هو الحال اليوم.