"سمسرة وتفريغ للشعائر".. دار الإفتاء المصرية على خط الجدل حول "عمرة البدل"

منوعات
نشر
3 دقائق قراءة
"سمسرة وتفريغ للشعائر".. دار الإفتاء المصرية على خط الجدل حول "عمرة البدل"
Credit: ABDEL GHANI BASHIR/AFP via Getty Images)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دخلت دار الإفتاء المصرية على خط الجدل الدائر حول تطبيق يسمى "عمرة البدل"، يعرض خدماته للقيام بأداء العمرة نيابة عن مستخدميه مقابل مبلغ مالي. وقالت دار الإفتاء أنه "تفريغ للشعائر الدينية من مضمونها".

وأثار التطبيق عاصفة من الجدل على مدار الأيام الماضية، لاسيما بعد ظهور منتج المحتوى الديني المصري أمير منير، في فيديو دعائي يقول: "تخيل تعمل عمرة لأحبابك (متوفي- مريض - عاجز) بأقل من 4000 جنيه (129 دولارًا)".

تأسس التطبيق عبر شركة سعودية في عام 2019، تقول إنه "يعمل وسيطًا بين الراغبين في العمرة عن العاجزين - المرضى - المتوفين وبين الأشخاص المؤهلين شرعاً من سكان مكة المكرمة لأداء عمرة البدل عنهم".

يطرح التطبيق باقات مختلفة لأداء العمرة، تختلف أسعارها من حيث إذا كانت عمرة في رمضان أو في الأيام العادية، فيما تعد العمرة المستعجلة الأعلى من حيث السعر. وهناك تطبيقات سعودية مماثلة تقدم نفس الخدمة.

في بيان لها، قالت دار الإفتاء المصرية، التي لم تشر بصورة مباشرة إلى التطبيق، إن "سماسرة الدين باب لتفريغ الشعائر الدينية من مضمونها".

وقال بيان دار الإفتاء "من المقرَّر أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد شرع العبادات من فرائض ونوافل لمقاصد كبرى، منها تقريبُ العباد إليه سبحانه وتعالى، وتهذيب النفس البشرية. ولابدَّ للإنسان أن يستحضر تلك المقاصد والمعاني أثناء عبادته وتوجُّهه إلى ربه - جل وعلا - ومن باب التيسير على الأفراد، وبخاصة المرضى وأصحاب الأعذار، نجد أنَّ الشريعة قد أجازت الإنابة في أداء بعض العبادات بشروطٍ معينة".

وأضاف البيان: "إذا كنَّا نجد في بعض المذاهب الفقهية جواز الاستئجار على أداء بعض العبادات كالحج والعمرة، فإنَّ الفقهاء كانوا يتكلمون عن حالات فردية لم تتحول إلى ظاهرة، وكذلك لم تتحول إلى وظيفة أو تجارة للبعض يتربَّحون منها، ولم نجد على طول السنين الماضية من تفرَّغ لأداء هذه العبادات مقابل أجر، فضلًا عن أن يصبح وسيطًا (سمسارًا) بين الراغب في العمرة - مثلًا - وبين من سيؤديها عنه، فإن من الأمور اللازمة في الإنابة أن يختار الشخص الصالح الموثوق بأمانته، ولا يتساهل فيجعل عبادته بِيَد من لا يعرف حاله، وهذا لا يحصل بالطبع إذا كان التعامل عبر تطبيقات أو وسطاء كل شغلهم واهتمامهم تحقيق الربح، فهذا مما لا يليق مع شعائر الدين".

وتابع البيان: "ما حدث من استهجان واستنكار من عموم الناس لمثل هذه الأفكار المستحدثة لهو دليل على وعي الجمهور ورفضهم لتحويل الشعائر والعبادات إلى وظيفة أو مهنة تؤدَّى بلا روح أو استحضار خشوع، هذا الوعي الجماهيري هو جدار الوقاية الأول للمجتمعات في مواجهة كل ما هو مُستنكَر وخارج عن المألوف".