دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خلال شهر رمضان المقبل، سيكون الجمهور على موعد مع مسلسل خليجي يحمل عنوان "زمن العجاج". من الوهلة الأولى، يوحي الاسم أنه يروي ملحمة تاريخية في إطار قصة درامية بشخصيات يدور بينها صراع هو صراع الخير والشر في العالم. لم أفهم بداية معنى "العجاج"، ولكن عند لقائي بالمنتج عبدالله بوشهري والكاتبة إيمان سلطان، وسؤالهما عن معنى الاسم بالتحديد، قال بوشهري: "العجاج هو الغبار أو الزمن الأغبر، وهو مفردة خليجية، ترتبط بالصحراء والغبار. أما بالنسبة للمضمون، فالعمل فيه انعكاسات من زمننا الحالي، نتذكرها من خلال تفاصيل المسلسل وأحداثه".
المسلسل، كما يقول بوشهري، لا تجري أحداثه في زمان أو مكان محددين، فالمدينة خيالية ولكنها موجودة في الخليج، أما أحداثه فتدور في نهايات 1800.
وحول تفاصيل أحداثه يضيف: "زمن العجاج عمل معاصر، قصصه نسمعها بشكل يومي، فهو يحكي قصص الحب والخيانة والمؤامرات، وهي موضوعات لا يمكن أن تغيب عن حياة الإنسان عامة، كما أن هناك بعض الأحداث التي نراها بكثرة في أخبار اليوم كاللجوء والغرباء والسكان الأصليين وغيرها، إضافة إلى موضوعات أخرى مثل الخيانات من أجل الوصول إلى السلطة".
بطلة العمل، الممثلة منى حسين، تقدم دور وجدان، التي تعكس أيضا اهتمام صناع العمل بالمرأة وقضاياها على حد وصفهم. فيقول بوشهري إن النص الذي أبدعت إيمان سلطان بتقديمه، قدمت شخصية تمكنت فيه امرأة من اختراق مجتمع ذكوري خالص.
ويضيف: "نرى هذه الشخصية بذكائها وصبرها وصفات تميزها عن الشخصيات الأخرى، تجعل الجمهور يتعاطف معها. نراها متشكلة ومتلونة، فهي ككل الشخصيات الأخرى في المسلسل، متعددة الجوانب وعميقة في طرحها، وكل الفضل يعود للسيناريو والقصة المتميزة التي تقدمها الكاتبة إيمان سلطان".
هذا التركيز على الشخصيات دفعني إلى سؤال عبدالله وإيمان عن مصادر استلهام الخطوط الدرامية في المسلسل، وما إذا كانت هناك شخصيات من حولهم ألهمتهم فتقول إيمان: "هناك كثير من الشخصيات حولنا، ولكن كل شخصيات المسلسل خيالية. حاولت من خلال بنائها أن أضع تشكيلا متماسكا لها، ولكن بالتأكيد هناك بعض الجوانب والميزات التي أستلهمها من شخصيات تاريخية أو من التراث الخليجي".
أما عبدالله فيقول: "أثناء تطوير النص، كنت أستند على شخصيات موجودة في تاريخنا وفي عالمنا. إيمان ابتدعت الشخصيات من الخيال، ولكن عندما كنا نُلَمّع الشخصية، كنت أشير لإيمان عن شخصيات من البلد الفلاني، أو في القصة الفلانية كمثال، إضافة إلى شخصيات واجهتها في مواقف معينة في حياتي. الجمهور عندما يشاهد هذه الشخصيات بكل تفاصيلها، قد تذكره ببعض الأحداث، وكل شخص سيتخذ موقفا من الشخصيات بناء على تشابه مع شخصيات عايشها وعاصرها".
وفي مثل هذه المسلسلات، عادة ما أفكر: هل أصبحت المسلسلات التي لا تجري أحداثها في موقع أو زمان غير محددين ملجأ لصناع الدراما لحمايتهم من تجاوز الخطوط الحمراء فيما يمكن مناقشته أو عرضه؟ فكان لبوشهري رأي آخر.
يقول عبدالله: "في هذا المسلسل، لم يكن هناك أي عبث، فبرغم أننا لم نحدد الزمان والمكان، العمل تدور أحداثه في نهايات 1800، في مدينة خليجية ولكن من دون أن يتم تحديدها بالضبط. هل أحمي نفسي من الممنوع؟ برأيي أن هذا النوع من الأعمال يعطينا فسحة لنحكي الحكاية من دون أي قيود، فلا أحد يحاسبني على سياق معين أو فكرة يستحيل أن تحدث عندما نحدد المكان والزمان. هذه القصة خيالية، تأخذ الجمهور إلى عالم خيالي، ويشاهدها الجمهور نفسه من دون أي قيود، فأنا إذا وضعت للجمهور قيود اليوم، معناه أنني سأفرض عليه منطق اليوم".
ويضيف عبدالله: "ركزنا في مسلسل زمن العجاج على أنسنة الأحداث، وأعتقد أن الجمهور سيستمتع بهذا التوجه الذي يشبهه".
ومن خلال الفيديو القصير الترويجي للمسلسل، تظهر الشخصيات بأزياء ومكياج وتصميم مختلف للموقع إذا ما قورن بمسلسلات خليجية أخرى، وهذا يؤكد على اهتمام الفريق بالجانب البصري للعمل، فهي كما يقول بوشهري، دراما تراثية قديمة ولكن بشكل جديد، تبرز الجمال الخليجي والعربي.
ويضيف بوشهري: "استثمرنا في البناء البصري والتدقيق وتفاصيل الصورة، وقمنا بإنتاج وتصنيع كل ما استخدمناه بأنفسنا في الموقع، ابتداء من النوافذ إلى الأبواب والفساتين، وحتى الحلي فصلناها لتناسب الشخصيات وسياقها في العمل".
وبينما نحن في انتظار عرض مسلسل "زمن العجاج" في رمضان، والحكم على سير أحداثه وتطور شخوصه، من المؤكد أن هناك جمهورا كبيرا بانتظار نجماته ونجومه المفضلين المشاركين في العمل ومنهم: "جاسم النبهان، ومنى حسين، وحسين المهدي، وفيصل الأميري، وسعودي بوشهري. المسلسل من إخراج جاسم المهنا، الذي قدم سابقا برفقة المنتج عبدالله بوشهري مسلسل "القفص".