"الحجرة هي مثل غرفة الفئران التي كنا نسمع عنها في صغرنا.. ولربما الكثير من المشاكل النفسية تكونت نتيجة لما كان من الممكن أن يحصل داخل هذه الغرفة".
هذا كان ما قاله لي منتج مسلسل "الحجرة" رائد سنان عندما سألته عن الهدف من استخدام كلمة "الحجرة" عنوانا للمسلسل الجديد، وهو من إخراج فادي وفائي، وكتابة زهير الملا، وبطولة محمد الأحمد، ووسام فارس، وعمار شلق، ونور علي، ويعرض على منصة ستارزبلاي.
يحكي المسلسل قصة طبيب الاسنان مراد الذي يعاني من مرض تعدد الشخصيات إثر ضغوطات عاشها بالماضي. يعود إلى بيروت لبناء مستقبله فيتزوج وينجب طفلا، لكن حياته تنقلب عندما يفقد ابنه بطريقة مؤلمة، فيقرر الانتقام على طريقته ليحقق العدل من منظوره الخاص.
المسلسل من نوع الدراما النفسية، وهي دراما لمعت عالميا، ولكن هناك القليل من المسلسلات العربية التي قدمت قصصها بطريقة هذه الدراما، حيث أن تقديمها بالشكل الذي يجذب المشاهد يحتاج إلى سرد قصصي مشوق، وبعيد عن الملل، إضافة إلى أن بناء الشخصيات وتطورها مع الوقت بحاجة إلى كاتب ومخرج متمرسين وقادرين على خوض مثل هذه التجربة.
ومن إحدى النقاط التي تحسب لهذا المسلسل هو قصته الأصلية، أي تلك التي كتبت بقلم كاتب عربي، أخذ بعين الاعتبار الظروف التي يعيشها المواطن العربي والتي تؤثر على نفسيته وتعاطيه مع تفاصيل الحياة من حوله، وباعتقادي أن الممثل محمد الأحمد قدم هذا الدور بشكل متميز، ربما لأنه واحد من الممثلين القلائل القادرين على التعبير من دون الحديث والكلام، وإنما فقط من خلال ملامح الوجه ونظرات العيون.
تفاصيل المدينة تظهر في هذا المسلسل، فنرى بيروت من دون الإشارة لها بشكل مباشر، ولربما بعض أحداث المسلسل التي تحتمل الكثير من الترقب والضبابية هي انعكاس لواقع هذه المدينة.
الحلقات المقبلة ستكشف الآن تطور الأحداث، والتي نتمنى ألا تقع في خانة البطء أو التكرار، وأن تستلهم تفاصيل ومشاعر جديدة من أبطالها وبطلاتها.