دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – هل تعلم أن تنوع مجموعة الميكروبات في الأمعاء يقلل من خطر الإصابة بالأمراض؟ إذ تشير دراسات عديدة إلى أن التنوع هو مفتاح الحفاظ على نظام غذائي صحي.
قد يعجبك أيضا.. بوظة
ونقانق وبسكويت مملح.. في حمية "الجيش" التي ستنقص وزنك!
ميكروبيوم الأمعاء هو مجموعة كبيرة تتكون من مليارات البكتيريا التي
تؤثر بشكل كبير على عملية التمثيل الغذائي، ونظام المناعة، والمزاج.
وتعيش هذه البكتيريا والفطريات في الجهاز الهضمي، وخصوصاً في
القولون.
وغالباً، ما نرى تحولات ترتبط بالنظام الغذائي في ميكروبات الأشخاص الذين يعتمدون على حميات غير صحية ويعانون من ميكروبيوم غير مستقر وغير متنوع. ولكن، يحاول العديد من الباحثين اكتشاف ما إذا كان بإمكان الفرد تحسين ميكروبيوم أمعائه وتحويله إلى آخر مستقر وصحي في غضون أيام قليلة.
وقام أستاذ علم الوبائيات الوراثية في كلية كينغز بلندن، تيم سبيكتر، بالبحث عن إجابة لذلك السؤال خلال رحلة ميدانية إلى تنزانيا، للعيش بين شعب هادزا، الذي يعتبر من بين مجتمعات الصيد القليلة المتبقية في أفريقيا، ما يجعل النظام الغذائي لأفراده من بين الأكثر تنوعاً في العالم.
قد يهمك أيضا.. هل يبلغ الإنسان عمر الـ 125 عاماً بحلول العام 2070؟
وأمضى سبيكتر ثلاثة أيام مكثفة بين شعب هادزا، لاتباع حميتهم الغذائية التي ترتكز كلها على الأطعمة الطبيعية أو لحوم الحيوانات التي يتم اصطيادها.
وتناول سبيكتر في اليوم الأول فاكهة الباوباب، التي كانت قد جُمعت في الصباح الباكر، لتكون وجبة فطور أفراد القبيلة. وتعتبر فاكهة الباوباب العنصر الرئيسي لنظام شعب هادزا الغذائي، كما أنها تحوي على نسب عالية من الفيتامينات والدهون في بذورها، وكميات كبيرة من الألياف، وتوفر مستويات عالية جداً من الفيتامين سي.
ويمزج شعب هادزا لب الفاكهة وبذورها مع الماء، وتحُرك حتى تسمك، ومن ثم تصفى قليلاً وتُشرب. ويقول سبيكتر إن الشراب الطبيعي هذا كان من بين الأكثر إنعاشاً ولذة، حتى أنه تناول في اليوم الأول كوبين منه، ما دفعه للشعور بالشبع لفترة طويلة بعد ذلك.
وأيضا.. 7 وجبات خفيفة وصحية يمكن لمرضى السكري تناولها
كما تضمنت حمية سبيكتر الغذائية أيضاً، التوت البري الذي يتميز باحتوائه على كميات هائلة من الألياف، أي أكثر بحوالي 20 مرة مقارنة بالتوت المزروع، بالإضافة إلى نبات الدرنة الذي يستخرج من تحت الأرض ويُشوى على النار، ولحم حيوان النيص الأفريقي، الذي طهيت أعضائه الداخلية واستخدم فروه وعظامه للحاجات اليومية. كما تناول سبيكتر أيضاً أنواعاً أخرى من لحوم الصيد، منها الوبريات والطيور.
ويتذكر سبيكتر أن الوجبة الأكثر تميزاً في حميته الغذائية كانت الحلوى التي تتكون من عسل البرتقال الذهبي الذي جمّع من أعلى شجر الباوباب، والذي يشتهر بنسب الدهون والبروتين العالية والطعم الحلو القوي.
ويشرح سبيكتر أن شعب هادزا لا يهدرون شيء مما يتوفر لهم ولا يصطادون أي حيوان ليسوا بحاجة إليه، ولكنهم يأكلون أيضاً مجموعة كبيرة من أنواع النباتات والحيوانات المختلفة، مقارنة بما اعتادت عليه باقي شعوب العالم. ويقول سبيكتر: "شعرت بالدهشة من الوقت القليل الذي يقضيه هؤلاء بحثاً عن الطعام. بضع ساعات فقط، وكأنهم يتسوقون في المتجر لشراء بعض الحاجيات. الطعام متوفر في كل مكان، في السماء، وتحت الأرض، وعلى الأشجار!"
وأيضا.. ثمانية أطعمة تقوي جهاز المناعة
وأظهرت نتائج تحاليل الفحوصات التي أجراها سبيكتر بعد اتباع هذه الحمية، ارتفاع نسبة التنوع الميكروبي في أمعائه بـ20 بالمائة.
ويعتبر سبيكتر أن هذه التجربة ساعدته على اكتشاف نوع الحميات الأكثر صحة لأجسادنا، مؤكداً أنه مهما كنت تعتبر نفسك صحياً نسبياً في حميتك الغذائية، فهي بلا شك أسوأ بكثير من الحميات الغذائية التي اتبعها أجدادنا والتي اعتمدت على الطبيعة بشكل كبير.
وينصح سبيكتر بضرورة أن تبذل المجتمعات المدنية جهوداً كبيرة لتحسين صحة الأمعاء عن طريق إعادة أنظمتها الغذائية ونمط الحياة إلى البرية والطبيعة، والحرص على المغامرة في وصفات الطعام، باستخدام المواد الجديدة والمتنوعة والطبيعية للتوصل إلى حياة "ميكروبية" صحية.