هل يرتبط الزواج بمخاطر أقل للخرف؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة
هل يرتبط الزواج بمخاطر أقل للخرف؟
Credit: Christopher Furlong/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُعرف مرض الخرف، بأنه فقدان وظيفة الدماغ، وعادة ما يُصيب الأشخاص في سن الشيخوخة، فيما النوع الأكثر شيوعاً هو مرض الزهايمر.

وكشفت دراسة نُشرت الثلاثاء، في مجلة علم الأعصاب وجراحة الدماغ والأعصاب والطب النفسي، عن أن الأشخاص الذين كانوا بلا شريك كل حياتهم، قد يعانوا بنسبة 42 في المائة من مرض الخرف، بالمقارنة مع الأشخاص المتزوجين.

وأوضح البحث أن الأشخاص الأرامل قد يتعرضون لخطر أكبر بنسبة 20 في المائة.

وقال أندرو سومرلاد، وهو باحث وطبيب نفسي في كلية لندن الجامعية في إنجلترا، والمؤلف الرئيسي للبحث، إن ارتفاع المخاطر بالنسبة للأشخاص غير المتزوجين بقي على حاله، بعدما درس الباحثون الصحة البدنية للأشخاص.

ومع ذلك، فإن العلاقة بين الخرف والزواج ليست سببية إذ أوضح سومرلاد: "نحن لا نعتقد أن الزواج نفسه أو ارتداء خاتم الزواج قد يقلل من خطر إصابة الناس بالخرف،" مضيفاً: "بدلاً من ذلك، تشير أبحاثنا إلى أن التأثير الوقائي المحتمل يرتبط بعوامل أنماط الحياة المختلفة التي تعرف بانها ترافق الزواج، مثل العيش بأسلوب حياة صحي بشكل أكبر، والتمتع بالمزيد من التحفيز الاجتماعي نتيجة العيش مع زوج أو شريك" .

وعلى الصعيد العالمي، يعاني حوالي 47 مليون شخص من الخرف، وهناك حوالي 10 ملايين حالة جديدة سنوياً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي تعتبر الخرف هو السبب الرئيسي السابع للوفاة في جميع أنحاء العالم، فيما مرض الزهايمر قد يساهم بحوالي 70 في المائة من تلك الحالات.

ويؤثر مرض الزهايمر على حوالي 5.4 ملايين أمريكي، ما يجعله السبب الرئيسي السادس للوفاة بين الأشخاص البالغين، وخامس سبب رئيسي للوفاة، للأشخاص الذين يبلغون سن الـ65 عاماً وما فوق، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وقام الباحثون بشكل منهجي بدراسة قواعد بيانات الدراسات السابقة حول الحالة الزوجية والخرف. وفي بعض الدراسات، صُنف الأشخاص المتساكنين على أنهم متزوجين.

وقام الباحثون بمراجعة وتحليل 15 دراسة نُشرت بين فترتي إنشاء قواعد البيانات والخامس من ديسمبر/كانون الأول العام 2016.

وشملت الدراسات 812 ألف شخص و47 شخصاً، واُجريت بعض هذه الدراسات في بلدان أوروبية، وآسيوية، والولايات المتحدة، وإحداها في البرازيل.  

وبعد تحليل الدراسات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا بلا شريك كل حياتهم، وأولئك الذين كانوا أرامل كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف، مقارنة بالأشخاص الذين كانوا متزوجين خلال فترة إجراء الدراسات، بغض النظر عن السن والجنس.

وقال سومرلاد إن هذه المخاطر المتزايدة تبدو متشابهة لمخاطر الخرف المعروفة الأخرى، مثل الإصابة بمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم.

ولم يجد الباحثون أي دليل على أن خطر الإصابة بمرض الخرف لدى الأشخاص المطلقين، يختلف عن أولئك المتزوجين، ولم يتمكنوا من دراسة ما إذا كانت مدة بقاء هؤلاء الأشخاص أرامل أو مطلقين تؤثر على النتائج.

وباستخدام البيانات التي جُمعت من دراسات متعددة، كان للبحث الجديد القدرة الكافية لاختبار فرضية أن الزواج يمكن أن يؤثر على خطر لاإصابة بالخرف، كما كتب الدكتور بريان وودروف، طبيب الأعصاب في مايو كلينيك في فينيكس، في رسالة بالبريد الالكتروني.

ووجد الباحثون أيضاً أن خطر الإصابة بالخرف للأشخاص الذين ليس لديهم أي شريك مدى الحياة قد يكون انخفض في السنوات الأخيرة، لأن "الناس الذين ولدوا خلال الربع الأول من القرن 20، لديهم نسبة خطر أعلى تساوي 40 في المائة، بالمقارنة مع الأشخاص المتزوجين، فيما وجدت دراسات أخرى زيادة المخاطر بنسبة 24 في المائة فقط."

ولفت سومرلاد إلى أن "الزواج عندما يُصبح بمثابة معيار اجتماعي، فمن المرجح أن الاختلافات تتضاءل في نمط الحياة بين المتزوجين وغير المتزوجين".

وأشار العلماء في البحث إلى أن النتائج التي توصلوا إليها بشكل عام، من عدد كبير من السكان، عبر العديد من البلدان والفترات الزمنية، هي أقوى دليل حتى الآن على أن الأشخاص المتزوجين هم أقل عرضة لتطور الخرف.

ومع ذلك، يُوجد بعض القيود على الدراسة، إذ قال سومرلاد: "في هذا النوع من الدراسة، لا يمكننا أن نتأكد من التفسيرات التي تستند إليها هذه النتائج، لذا يجب إجراء المزيد من الأبحاث لدراسة مساهمة التواصل الاجتماعي، والسلوكيات الصحية، والنظر في فترة الترّمل لمعرفة مدى تزايد خطر الإصابة بالخرف."

ورغم أن الدراسة وجدت علاقة بين الزواج والحد من خطر الإصابة بالخرف، فإن النتائج لا يمكن أن تثبت أن الزواج يقلل بشكل مباشر من خطر الإصابة بالخرف.

وأوضح كيث فارغو، مدير جمعية الزهايمر للبرامج العلمية والتوعية أنه "بينما تشير هذه الدراسة إلى أن الأشخاص المتزوجين أو المتساكنين، هم أقل عرضة للإصابة بالخرف، فليس بالضرورة أن الزواج أو المساكنة قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص،" مؤكداً أن "هناك عوامل أخرى ترتبط بالزواج أو عدم الزواج، وتؤدي دوراً أيضاَ."