الإيبروفين يرتبط بانخفاض الخصوبة لدى الرجال

علوم وصحة
نشر
3 دقائق قراءة
الإيبروفين يرتبط بانخفاض الخصوبة لدى الرجال
Credit: Libby Weloh/Getty

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعد حبوب الإيبوبروفين المسكّنة للألم من الأدوية التي تتوفر في كل منزل. ولكن، تحذر دراسة نشرت يوم الإثنين في المجلة العملية للأكاديمية الوطنية للعلوم "NAS" من التأثيرات السلبية لمادة إيبوبروفين على الجهاز التناسلي لدى الذكور.  

ويُباع الإيبوبروفين، الذي يُعتبر مسكناً للألم بدون وصفةٍ طبية تحت اسمين تجاريين "أدفيل" و"موترين".

وتواصلت "CNN" مع منتجي العقار، "فايزر" و"جونسون آند جونسون"، من أجل تعليقٍ حول الموضوع. 

وقال المتحدث باسم جمعية منتجات الرعاية الصحية للمستهلكين، مايك ترينجايل، إن الجمعية "تساند وتشجّع الأبحاث المستمرة التي تزيد من وعي المستهلك، وتضمن الاستعمال الآمن للأدوية المتاحة بدون وصفة طبية."

وأشار بيرنارد جيجو، مدير معهد البحوث في الصحة البيئية والمهنية في فرنسا، إلى أن "هذه الدراسة الجديدة تعدّ تكملةً لبحثٍ سابق استكشف تأثيرات مسكنات الألم الأكثر استخداماً عالمياً، مثل الأسبيرين والأسيتامينوفين (باراسيتامول) والإيبوبروفين، على النساء الحوامل. وكشفت التجارب أن العقاقير الثلاث تؤثر على الخصيتين عند الأطفال الذكور.

وشرح عالمٌ من قسم علم الأعصاب في مستشفى جامعة كوبنهاجن، دايفيد م. كريستنسن، أن أهمية الخصيتين لا تكمن في إنتاج السائل المنوي فقط، فهما تُفرزان أيضاً هرمون التستوستيرون المسؤول عن الخصائص الذكورية. وأضاف كريستنسن أن المواد الثلاث تعتبر من "مضادات الأندروجين"، أي معطلة لوظائف الهرمونات الذكورية، وتؤدي إلى زيادة احتمال ولادة الأطفال الذكور بعيوبٍ خلقية.

وبهذه النتائج، قرر فريق البحث التابع لكريستنسن استكشاف تأثير هذه العقاقير على الذكور البالغين، والتركيز على تأثير الإيبوبروفين الأقوى.

وتضمنت التجربة إعطاء 600 مليغرام من الإيبوبروفين لذكورٍ تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً لمدة 14 يوماً. ولاحظ العلماء أن نسبة التستوستيرون انخفضت إلى هرمونات الجسم الأصفر، ما يدل على خلل في الخصيتين.

وأشارت دراسة أخرى في 2010 إلى أن نسبة 15 بالمئة من الأزواج حول العالم يعانون من العقم. فيما بينت دراسة ٌمختلفة مسؤولية الذكور عن نسبة 30 بالمئة من حالات العقم.

وأظهرت نتائج دراسة حديثة نشرت في المجلة العلمية "Human Reproduction" تراجع عدد الحيوانات المنوية للرجال في أمريكا الشمالية، وأوروبا، وأستراليا، ونيوزيلندا. وسجّل باحثون تراجعاً بنسبة 59 بالمئة خلال أربعين عاماً انتهت في 2011.

وتشدّد الأستاذة المساعدة للطب الإنجابي في جامعة ميسوري في كولومبيا إرما ز. دروبنيس، على أهمية هذه الدراسات قائلةً: "نادراً ما يذكر الموزعون الآثار غير المرغوب بها عند وصفهم لهذه الأدوية." 

وفي السياق ذاته، أوضح جيجو:  "لقد نجحنا في زيادة الوعي الآن. وسيكون من الجيد لو أدى ذلك إلى تذكير الناس بأننا نتعامل مع عقاقيرٍ طبية، وهي ليست بأشياء غير خطيرة."