أول دراسة من نوعها.. أنهار العالم ملوثة بالمضادات الحيوية

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تشير دراسة عالمية جديدة، هي الأولى من نوعها، إلى أن أنهار العالم ملوثة على نطاق واسع بمضادات حيوية.

وقام باحثون من جامعة يورك بالمملكة المتحدة بتحليل عينات من الأنهار في 72 بلداً، ووجدوا أن المضادات الحيوية كانت موجودة في 65٪ منها.

وقال الفريق إن مستويات خطيرة للتلوث وجدت في آسيا وإفريقيا، حيث تجاوزت المستويات الآمنة بدرجات عالية في بنغلاديش، وكينيا، وغانا، وباكستان، ونيجيريا.

وعُثر على أسوأ حالة في بنغلاديش، بحيث تجاوزت تركيزات دواء ميترونيدازول، الذي يستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية بما في ذلك التهابات الجلد والفم، المستويات الآمنة بما يصل إلى 300 مرة.

ويمكن أن تتراوح المستويات الآمنة ما بين 20000 إلى 32000 نانوغرام لكل ليتر، اعتماداً على المضادات الحيوية، وفقاً للإرشادات الجديدة التي وضعتها "AMR Industry Alliance".

وكان الباحثون يفتشون عن 14 نوعاً من المضادات الحيوية شائعة الاستخدام في عيناتهم. ووجدوا أن تريميثوبريم، وهو دواء يستخدم في المقام الأول لعلاج التهابات المسالك البولية، موجود في 43٪ من الأنهار التي تم اختبارها، مما يجعله أكثر المضادات الحيوية انتشاراً في الدراسة.

ووفقاً للباحثين، فإن مادة سيبروفلوكساسين التي تقاوم البكتيريا تتخطى في معظم الأحيان المستويات الآمنة، متجاوزة حد الأمان في 51 موقعاً.

وجُمعت البيانات من 711 موقعاً، ومن بعض أنهار العالم المعروفة. وقد وجد الباحثون أن الأنهار عالية الخطورة كانت عادة بجوار محطات معالجة مياه الصرف الصحي، ومخلفات النفايات أو المجاري، وفي بعض مناطق الاضطرابات السياسية.

وبينما تم تجاوز الحدود الآمنة في كثير من الأحيان في العالم النامي، تظهر البيانات من بعض المواقع في أوروبا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، أن تلوث المضادات الحيوية "مشكلة عالمية"، وفقا للباحثين.

وقال جون ويلكنسون، وهو باحث مشارك في مرحلة ما بعد الدكتوراه في قسم البيئة والجغرافيا بجامعة يورك، والذي قام بتنسيق أعمال الرصد، إن "الجزء المهم الحقيقي من العمل هو البدء بالإجابة على سؤال: "هل يشكل هذا التلوث خطراً على صحة البشر أو البيئة؟"

"أزمة عالمية"

وفي مايو/أيار، وصفت الأمم المتحدة مقاومة المضادات الحيوية، ومضادات الفيروسات، ومضادات الفطريات والمضادات الحيوية بأنها "أزمة عالمية."

وتسبب الأمراض المقاومة للعقاقير ما لا يقل عن 700000 حالة وفاة على مستوى العالم سنوياً، بما في ذلك 230,000 حالة بسبب السل المقاوم للأدوية المتعددة، وفقاً لتقرير صادر عن مجموعة التنسيق بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمعنية بمقاومة مضادات الميكروبات.

وبلا إجراء عالمي متضافر، يقدر مؤلفو تقرير الأمم المتحدة بأن ما يصل إلى 10 ملايين شخص سنوياً قد يموتوا، بسبب الأمراض المقاومة للعقاقير بحلول عام 2030.

ووصف أليستير بوكسال، أستاذ العلوم البيئية في يورك، نتائج الدراسة بأنها "مثيرة للانتباه ومقلقة"، قائلاً إنها توضح أن تلوث المضادات الحيوية في الأنهار يمكن أن يكون "مساهماً مهماً"، في مقاومة مضادات الميكروبات.

ولمواجهة ذلك، قال بوكسال إنه سيكون من الضروري الاستثمار في البنية التحتية، وذلك لمعالجة النفايات، ومياه الصرف الصحي، وتشديد القوانين، وتنظيف المواقع الملوثة بالفعل، لافتاً إلى أن "حل المشكلة سيكون تحدياً هائلاً."

نشر