دراسة صينية تكتشف أن فيروس كورونا الجديد أكثر عدوى من "سارس" أو "ميرس"

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
دراسة صينية تكتشف أن فيروس كورونا الجديد أكثر عدوى من "سارس" أو "ميرس"
Credit: JUNG YEON-JE/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة شاملة لأكثر من 72 ألف حالة مؤكدة ومشتبه فيها لفيروس كورونا الجديد من قبل علماء صينيين عن معلومات جديدة حول العدوى القاتلة التي أدت إلى توقف جزء كبير من البلاد.

وتُعد هذه الدراسة، التي أجراها فريق من الخبراء في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ونُشرت في المجلة الصينية لعلم الأوبئة، أكبر وأشمل فحص لحالات فيروس كورونا.

وقد وجدت أن فيروس كورونا الجديد أكثر انتشاراً من الفيروسات ذات الصلة التي تسبب فيروسي "سارس" ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس". ورغم أن فيروس "Covid-19" ليس قاتلاً على أساس كل حالة على حدة، إلا أن انتشاره الكبير أدى بالفعل إلى وفيات أكثر من فيروسات كورونا المرتبطة به.

وفحصت الدراسة الجديدة بيانات من 72314 مريضاً، وتم تأكيد 44،672 حالة من حالات الإصابة بالفيروس (61.8٪)، بالإضافة إلى 10567 حالة تم تشخيصها سريريًا (14.6٪) و 16،186 حالة مشتبه فيها (22.4٪). وهناك 889 حالة إضافية، تم فحصها لم تظهر أي أعراض.

أما "الحالات المشخصة سريريًا"، فهي لمرضى يظهرون جميع أعراض "Covid-19"، لكنهم أما لم يتمكنوا من إجراء اختبار، أو يُعتقد أنه ظهرت لديهم نتائج سلبية عن طريق الخطأ.

ومن أصل 44672 حالة مؤكدة، قال مركز السيطرة على الأمراض الصيني إن هناك 1023 حالة وفاة، بمعدل وفيات قدره 2.3 ٪، وهو ما يتماشى مع الدراسات والتوقعات الأخرى. وبالمقارنة، كان معدل وفيات "سارس" 9.6 ٪ خلال تفشي عام 2003، بينما أن "ميرس"لديه حالات وفاة بلغت 35 ٪. ويبلغ معدل وفيات الإنفلونزا الموسمية، وهي معدية للغاية وتؤثر على عشرات الملايين من الناس، حوالي 0.1٪، وفقاً لأحدث التقديرات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض.

وحذر خبراء من أن الأرقام المبكرة قد لا تروي القصة كاملة. وقد تنخفض معدلات الوفيات عندما يكتشف المسؤولون الحالات الأكثر اعتدالاً، والتي لا تتطلب الرعاية الطبية.

وقال دكتور أنتوني فوشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، لـCNN: "إحساسي وشعور العديد من زملائي، هو أن معدل الوفيات في نهاية المطاف ... أقل من 2 ٪". وأضاف أن "ما لا يحسب على الأرجح هو وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض أو لديهم أعراض بسيطة، لذلك من المرجح أن يكون قاسم المعادلة أكبر بكثير".

وأضاف: "لذلك أعتقد أن النسبة القصوى تبلغ 2٪، ومن المرجح أن تنخفض عندما يتم إجراء جميع عمليات العد إلى 1٪ أو أقل"، مشيراً إلى أن "هذا لا يزال كبيراً إذا نظرت إلى احتمال أن تتعامل مع وباء عالمي".

ونظراً لأن فيروس "Covid-19" قد أصاب أشخاصاً أكثر بكثير من الفيروسات التي تسببت في الإصابة بمرض "سارس" و"ميرس"، فقد تجاوز عدد الأشخاص الذين توفيوا بسببه، عدد حالات الوفيات التي تسبب بها "ميرس" و"سارس".

وأودى تفشي "سارس" بحياة 774 شخصاً، بينما تسبب "ميرس" بوفاة 828 شخصاً على الأقل منذ عام 2012.

ومع ذلك، فقد أدت الإنفلونزا إلى وفاة عدد أكبر بكثير من جميع هذه الفيروسات مجتمعة، وقتل عشرات الآلاف من الناس في الولايات المتحدة سنوياً.

كما أن الطبيعة المعدية للفيروس قد عرّضت العاملين الطبيين للخطر. وحتى 11 فبراير/شباط، تم الإبلاغ عن إصابة أكثر من 3000 من العاملين بالمستشفيات أو المسعفين الطبيين الآخرين بالفيروس، من بينهم 1716 حالة تم تأكيدها من خلال اختبارات الحمض النووي. ومن الحالات المؤكدة، تسبب عدد صغير فقط بالوفاة أي حوالي 0.3٪، وفقاً للمؤلفين.

ويأتي نشر الدراسة في الوقت الذي أشاد المسؤولون في الصين بما بدا أنه تحول في مكافحة الفيروس. وخارج مقاطعة هوبي، مركز اندلاع المرض، انخفض عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها خلال الـ14 يوماً الماضية.

ومع ذلك، حذر العلماء سابقاً من أوبئة قائمة بذاتها في المدن الصينية، ولا تزال كل من بكين، وشنغهاي، تتقيدان بإجراءات مشددة للحماية من انتشار الفيروس.

وبينما انخفض عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها في الصين وبعض البلدان الأخرى، حذرّت منظمة الصحة العالمية (WHO) من ضرورة تحليل البيانات الجديدة "بحذر".

نشر