كبار العلماء في الولايات المتحدة لديهم أخبار "سيئة" للبيت الأبيض حول اختبارات الأجسام المضادة لفيروس كورونا..ماذا قالوا؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، أطلع بعض كبار العلماء في الولايات المتحدة مسؤولي البيت الأبيض على مستجدات اختبار الأجسام المضادة، وفقًا لطبيبين كانا على المكالمة. ولكن لم تكن الأخبار جيدة.

وتتحقق اختبارات الأجسام المضادة لمعرفة ما إذا كان الشخص قد أصيب سابقاً بفيروس كورونا "كوفيد-19"، مما يشير إلى أنه كان مصاباً بالفيروس ويمكن أن يكون محصناً ضده الآن.

ووصفت منسقة شؤون التعامل مع فيروس كورونا المستجد بالبيت الأبيض، ديبورا بيركس، هذه الاختبارات بأنها "حرجة". 

ويمكن أن يساعد الاختبار في تحديد ما إذا كان شخص ما محصناً ضد فيروس كورونا المستجد، "وسيكون هذا مهماً عندما تفكر في إعادة الأشخاص إلى مكان العمل"، وفقاً لما ذكره الدكتور أنتوني فاوتشي، عضو فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا المعني بجائحة فيروس كورونا.

وأشار فاوتشي إلى أن "اختبار الأجسام المضادة يطلعك على أنك كنت مصاباً، وإذا كنت تشعر بصحة جيدة، فمن المحتمل جداً أنك تعافيت".

وأضاف فاوتشي أنه بينما نتطلع إلى الأمام، ونحن نصل إلى حد التفكير في فتح البلاد كما كانت في سابق عهدها، من المهم تقدير وفهم مدى اختراق هذا الفيروس للمجتمع".

وقد وعد مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن اختبارات الأجسام المضادة في طريقها.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في 5 من أبريل/نيسان: "لقد حققنا تقدماً كبيراً في اختبار الأجسام المضادة".

وبعد خمسة أيام، أعلن نائب الرئيس، مايك بنس، في مؤتمر صحفي أنه "في القريب العاجل سيتوفر لدينا اختبار الأجسام المضادة وسيكون في إمكان الأمريكيين إجرائه لتحديد ما إذا كانوا قد أصيبوا بفيروس كورونا".

ولكن في المكالمة الهاتفية التي أجريت في 6 من أبريل/نيسان، أطلع أعضاء لجنة الأمراض المعدية الناشئة والتهديدات الصحية للقرن 21 في الأكاديمية الوطنية للعلوم، أعضاء مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا بوجود مشكلات تتعلق بتوافر اختبارات الأجسام المضاد ومدى موثوقيتها في الولايات المتحدة في الوقت الحالي.

وقال عضو لجنة الأكاديمية الوطنية للعلوم، الدكتور ديفيد ريلمان، والذي كان على المكالمة إن "العمل في طور الإنجاز".

وهناك عدة مشكلات في اختبارات الأجسام المضادة.

أولاً، خففت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قواعدها، والآن يمكن للشركات بيع اختبارات الأجسام المضادة دون تقديم بيانات التحقق التي تبين فاعليتها.

وأوضحت الجمعية الأمريكية لمختبر الصحة العامة أن ذلك أدى إلى غمر السوق  بالإختبارات "الفاشلة".

وأشار الرئيس التنفيذي للجمعية، سكوت بيكر، إلى أن نصف الشركات التي تجري هذه الإختبارات على الأقل مقرها في الصين.

وقال بيكر إنه خلال مؤتمر عقد عبر الهاتف، يوم الثلاثاء، أكد مفوض إدارة الغذاء والدواء، الدكتور ستيفين هان، إن اختبارات الأجسام المضادة ستخضع للمراجعة العلمية من قبل المعهد الوطني للسرطان.

وساد شعور بالقلق من أن بعض الإختبارات قد تخلط بين فيروس كورونا المستجد المسبب للجائحة الحالية مع إحدى فيروسات كورونا المسببة لنزلات البرد.

وأوضح الدكتور ديفيد ريلمان أن "العديد من الاختبارات تخلط بين النوعين".

وستؤدي الإختبارات عندئذٍ إلى اعتقاد الأشخاص أن لديهم أجساماً مضادة لفيروس كورونا المستجد والوضع في الحقيقة ليس كذلك، وقد يعتقدون أن لديهم مناعة من "كوفيد-19" وهم في الوقع ليسوا كذلك.

وبعد أيام قليلة من المكالمة الهاتفية، كتب علماء الأكاديمية الوطنية للعلوم رسالة إلى البيت الأبيض لإخبارهم بصراحة عن جودة اختبارات الأجسام المضادة.

ونصت الرسالة على أنه يجب اعتبار نتائج اختبارات الأجسام المضادة "مشبوهة حتى يتم تنفيذ ضوابط صارمة ووصف خصائص الأداء، إذ يمكن أن تختلف طرق الكشف عن الأجسام المضادة بشكل كبير، ومعظمها حتى الآن لم تصف ضوابط موحدة".

وثانياً، هناك اختبارات جيدة وسط الإختبارات السيئة، ولكنها ليست متاحة على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد.

وثالثاً، ليس من الواضح تماماً أن وجود أجسام مضادة لـ"كوفيد-19" يعني أن لديك مناعة حقاً ولن تصاب بالفيروس مرة أخرى.

وقال رئيس اللجنة الأكاديمية الوطنية للعلوم، هارفي فاينبرج، الذي كان أيضاً على المكالمة الهاتفية مع البيت الأبيض إن "هذا هو السؤال الذي تبلغ قيمته 64 دولاراً" ويتمثل في "هل يعدل مستوى الجسم المضاد مقاومة الإصابة مرة أخرى؟" 

ولم يجب مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا لطلبات CNN فيما يتعلق بمكالمة 6 أبريل/نيسان أو كيفية تخطيط المسؤولين لإستخدام المعلومات التي قدمها لهم العلماء.