جنوب السودان لديها 4 فقط..العالم يتدافع للحصول على أجهزة تنفس صناعي خلال جائحة فيروس كورونا

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تجاوزت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، الذي بات يعرف بـ"كوفيد-19"، 2.2 مليون حالة على مستوى العالم، وتسعى البلدان في جميع أنحاء العالم لشراء المعدات المنقذة للحياة، حيث تفرض جائحة فيروس كورونا طلباً غير مسبوقاً على المستشفيات.

ومع انحسار أنظمة الرعاية الصحية تحت ضغط الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 155 ألف شخص، يحذر الخبراء من أن "كوفيد-19" يمكنه أن يفتك بالبلدان التي تفتقر إلى معدات الرعاية الصحية والبنية التحتية.

وعلى سبيل المثال، لا يوجد في جنوب السودان سوى 4 أجهزة تنفس اصطناعي، و يتوفر 24 سريراً بوحدة العناية المركزة لسكان يبلغ عددهم 12 مليون نسمة، وفقاً لبيانات من لجنة الإنقاذ الدولية، ما يعني أن هناك جهاز تنفس واحد لكل 3 ملايين شخص.

وبحسب المنظمة غير الحكومية، فإن بوركينا فاسو لديها 11 جهازاً للتنفس الصناعي، وسيراليون لديها 13 جهازاً، وجمهورية إفريقيا الوسطى لديها 3 أجهزة، بينما تمتلك فنزويلا 84 سريراً بوحدة العناية المركزة لسكان يبلغ عددهم 32 مليون نسمة، كما تواجه 90% من المستشفيات نقصاً في الأدوية والإمدادات الحيوية.

وقالت نائبة الرئيس ومديرة برنامج توصيل الإغاثة في لجنة الإنقاذ الدولية، إلينور رايكس، لـ CNN: "لقد رأينا بالفعل كيف أرهقت الجائحة الأنظمة الصحية بسرعة البلدان ذات الأنظمة الصحية المتقدمة نسبياً وهناك بالفعل سبب فوري للقلق بشأن الكيفية التي ستتأثر بها البلدان بسرعة بسبب أنظمة صحية أضعف".

تدافع في جميع أنحاء العالم

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يحتاج حوالي واحد من كل خمسة مصابين بـ"كوفيد-19" إلى رعاية في المستشفى.

وتحاول البلدان الأكثر تضرراً من الوباء العالمي الحصول على أجهزة التنفس الصناعي، والتي تساعد أو تستبدل التنفس للمصابين بشدة، وتضخ الأكسجين في الدم للحفاظ على عمل أعضاء الجسم.

وقد تحتاج المستشفيات الأمريكية إلى ما يصل إلى نصف مليون من أجهزة التنفس الصناعي الإضافية خلال الجائحة، وفقاً لمركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، وقد ارتفع الطلب عليها في وحدات العناية المركزة الأمريكية مع تدفق مصابي فيروس كورونا المستجد.

وتسعى المملكة المتحدة، مع أكثر من 110 ألف حالة إصابة بـ"كوفيد-19"، للحصول على 18 ألف جهاز تنفس صناعي.

ووزعت إيطاليا، وهي إحدى الدول الأكثر تضرراً في أوروبا، أكثر من ألفين و700 جهاز تنفس على المناطق المتأثرة حتى الآن، في حين تهدف فرنسا إلى إنتاج 10 آلاف جهاز تنفس إضافي ولديها 10 آلاف سرير يعمل بوحدة العناية المركزة.

وأرسلت ألمانيا، التي لديها المزيد من الأسرّة الاحتياطية بوحدات العناية المركزة أكثر من مجموع الأسرّة في إيطاليا، 50 جهازاً للتنفس الصناعي إلى إسبانيا و 60 جهازاً إلى المملكة المتحدة في شهر أبريل/نيسان الجاري.

وأوضحت عميدة كلية العناية المركزة، الدكتورة أليسون بيتارد، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، أن العناية المركزة لا تقدم علاجاً لفيروس كورونا، بل تقدم الدعم حتى يتمكن الجسم من التعافي من أي مرض كامن.

 وأضافت بيتارد: "نحتاج إلى الأكسجين للتنفس، فإذا لم تتمكن من إدخال الأكسجين إلى جسمك بكميات كافية لأي سبب من الأسباب، فإنك تموت".

وأشارت بيتارد إلى أنه ما بين 15 إلى 20% من الأشخاص الذين يُعالجون من "كوفيد-19" يحتاجون إلى جهاز التنفس، بينما يحتاج 70% من المرضى الذين يدخلون العناية المركزة إلى جهاز التنفس.


المجهولون في أفريقيا

جنوب السودان لديها 4 فقط..العالم يتدافع للحصول على أجهزة تنفس اصطناعي خلال جائحة فيروس كورونا
يجتمع فنيو المختبر أثناء تحليل عينات "كوفيد-19" بمختبر في عاصمة جنوب السودان، جوبا في 6 من أبريل/نيسانCredit: alex mcbride/afp/getty images

وأفادت منظمة الصحة العالمية أن إحدى المناطق التي تخضع للمراقبة الدقيقة هي أفريقيا، التي سجلت أكثر من 12 ألف و400 حالة إصابة منذ تسجيل أول حالة مؤكدة لفيروس كورونا في مصر في 14 فبراير/شباط الماضي.

وقال المدير الإقليمي لأفريقيا لدى منظمة الصحة العالمية، ماتشيديسو مويتي، إن الفيروس "ليس لديه القدرة على التسبب في وفاة الآلاف فحسب، بل في إطلاق العنان للدمار الاقتصادي والاجتماعي أيضاً".

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك أقل من ألفي جهاز تنفس اصطناعي فعّال في 41 دولة أفريقية، في حين أن إجمالي عدد أسرّة وحدة العناية المركزة المتاحة في 43 دولة في القارة أقل من 5 آلاف سرير.

وأفادت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أن هذا يعني توفر حوالي 5 أسرّة لكل مليون شخص، مقارنةً بتوفر 4 آلاف سرير لكل مليون شخص في أوروبا.

وفي حين أن الفيروس كان بطيئاً في الوصول إلى القارة الأفريقية مقارنةً بأجزاء أخرى من العالم، فقد ازداد عدد الإصابات بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة ولا يزال ينتشر، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ومع ذلك، لا يزال الخبراء يترددون في تنبؤ ما إذا كان سيستقر الفيروس في القارة بالطريقة التي ينتشر بها في أوروبا.

وقالت المسؤولة الفنية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، ماري ستيفن، لـ CNN، إن "جميع البلدان في أفريقيا تستجيب لهذا التفشي بقوة"، مضيفةً أن الكثير من البلدان تبحث بنشاط عن حالات في المناطق الساخنة.

وأشارت ستيفن إلى أن معظم الدول في أفريقيا تلقت مؤخراً إمدادات معدات الوقاية الشخصية، وأجهزة تنفس اصطناعي، وأقنعة طبية وقفازات من مؤسسة الملياردير الصيني، جاك ما.

وأضافت ستيفن: "علينا أن نخطط لأسوأ السيناريوهات، لأننا لا نريد الوصول إلى موقف حيث تتولى حالات كوفيد- 19 النظام الصحي بأكمله".