5 علامات تدّل أن القلق من فيروس كورونا أصبح جدياً ويهدد صحتك العقلية

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة
5 علامات تدّل أن القلق من فيروس كورونا أصبح جدياً ويهدد صحتك العقلية
Credit: ANDREW CABALLERO-REYNOLDS

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الإغلاق القسري، والحزن، والخسارة، والعزلة عن الأصدقاء والأحباء، وفقدان الوظيفة والدخل والإستقرار الاقتصادي. 

ازدادت الأوقات العصيبة سوءًا بسبب الخوف من عدو غير مرئي وقاتل يضرب من خلال الهواء الذي نتنفسه.

وهذا هو واقع العديد من الناس حول العالم المليء بالقلق بظل العيش في زمن فيروس كورونا. وبينما أن البعض منا قد يتأقلم بشكل جيد حالياً، إلا أن الخبراء يشعرون بالقلق من أن المرونة العاطفية ستبدأ بالتلاشي مع استمرار تهديد الفيروس.

وقالت جين ويبر، أستاذة في تعليم الإرشاد النفسي في جامعة كين في نيوجيرسي: "نحن نعيش باستمرار بمستوى من الخوف، وحالة من الإثارة الشديدة".

وأضافت ويبر، والتي قدمت المشورة للناجين والعائلات خلال أحداث 11 سبتمبر المأساوية: "قد يبقى نظامنا العصبي العاطفي في تلك الحالة المرهقة لفترة طويلة قبل أن نتحطم".

وقالت أخصائية علم النفس شاونا سبرينغر، التي أمضت عقداً في العمل مع قدامى المحاربين الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة: "تعتبر الإستجابة للتهديدات المزمنة تصعيداً للعديد من الأعراض نفسها المرتبطة بالإجهاد اللاحق للصدمة مثل مشاكل النوم، والقلق، وحدة الطباع وصعوبات التركيز".

ولكن، ما هي بعض العلامات التي تدل على أن مهاراتنا في التأقلم تضعف وأن مخاوفنا قد تصبح مظلمة وأكثر خطورة؟

قلة النوم

وأوضحت سبرينغر، مؤلفة كتاب "المحارب: كيف ندعم أولئك الذين يحموننا"، "عندما تصبح الكوابيس شيئاً عادياً وتكون جودة نومنا سيئة باستمرار، غالباً ما تكون هذه العلامة الأولى على أننا قد نحتاج إلى اتخاذ إجراءات لتحسين صحتنا العقلية".

وقلة النوم سيف بحدين: لا يؤدي القلق فقط إلى قلة النوم. فقلة النوم الجيد يمكن أن تؤدي إلى القلق والتوتر والاكتئاب. والخبر السار هو أن ممارسة الرياضة وجودة النوم يمكن أن تساعدنا في كثير من الأحيان على العودة إلى المسار الصحيح.

التركيز على الأخبار السيئة

ووفقاً لسبرينغر إن التركيز على مشاهدة تقارير إعلامية مقلقة حول نمو الفيروس وتأثيره على الإقتصاد هو علامة تحذير أخرى.

وقالت: "إذا كنا نقضي أيامنا منغمسين في هذا القلق العام والخوف مما قد يحدث، بانتظار أخبار سيئة، فهذه علامة أخرى على أن الأمور تدخل إلى نطاق سريري أكثر."

فقدان الإهتمام والمتعة

وأوضحت سبرينغر أن العلامة الأكثر خطورة هي عندما نفقد الإتصال بالآخرين ونتوقف عن التواصل مع الأصدقاء والعائلة.

وتابعت: "عندما لا نجد متعة في أي شيء ونبدأ بالشعور بالخدر، بدلاً من التواصل مع الآخرين والقيام بأشياء نقدرها أو نرغب في القيام بها في حياتنا، فهذه علامة على أننا قد نحتاج إلى المساعدة والدعم".

العجز أو القلق المعيق

وإذا كان التهديد الحالي لكورونا قد أيقظ مشاعر العجز، مثل العنف في المنزل، أو فقدان الهوية والهدف بعد فقدان العمل، فقد يكون ذلك أيضاً علامة رئيسية على الخطر كما قال الخبراء.

وقالت سبرينغر: "الشعور بالعجز هو الذي يؤدي غالباً إلى أعراض الصدمة. وقد يشعر أولئك الذين تركوا وظائفهم كما لو أنهم فقدوا هوياتهم، بسبب غياب الأدوار والعلاقات التي تعطي حياتهم معنى، وبالتالي الشعور بالعجز".

ويمكن أن يتحول العجز إلى قلق مظلم، وهو علامة أخرى على أننا بحاجة إلى المساعدة.

التفكير بالإنتحار

وقال الخبراء إن كشعورنا باليأس لدرجة أننا بدأنا نفكر في إنهاء حياتنا هو بالطبع علامة على الحاجة إلى مساعدة فورية.

وقالت سبرينغر: "لقد قال المحاربون القدامى أن هذا هو الوقت الذي تبدأ فيه "همسات شياطيننا بالسيطرة" حين نبدأ بكتابة قصة في رؤوسنا حول كيف أننا نشكل عبئاً على من نحبهم، فهذه علامة حاسمة على أننا بحاجة إلى الحصول على المساعدة على الفور".

ماذا تفعل لمساعدة نفسك

التواصل: أول شيء يجب فعله هو البقاء على تواصل اجتماعي مع الأصدقاء والأحباء على الرغم من التباعد الجسدي. والتكنولوجيا طريقة رائعة للقيام بذلك.

وقالت سبرينغر: "إن التواصل مع الناس، وخاصة أولئك المعزولين، وإعطائهم مساحة للتحدث عن قلقهم خلال هذا الوقت غير المسبوق من القلق ومن ثم مشاركة تجربتنا الخاصة سيساعدنا بالتغلب على ذلك".

وقالت ويبر إنه في جلسات العلاج، "أكثر شيء نعلمه هو التنفس العميق".

وهكذا يمكنك القيام به: تنفس من خلال الأنف، أمسك نفسك ثم أخرجه ببطء من الفم.

وأضافت: "عندما تتنفس ببطء، تقلل من توترك".

وأظهر العلم أن الأشخاص الذين يمارسون الإمتنان أكثر سعادة وأكثر تفاؤلاً.

وقالت ويبر: "شيء واحد أوصي به الجميع في الأوقات المخيفة هو كتابة شيئين أو ثلاثة كل يوم لما أنت ممتن له. فذلك يغير رؤيتك للعالم".

واقترح الخبراء محاربة القلق من خلال التحكم في طريقة تفكيرك.

وقالت سبرينغر إن إحدى طرق القيام بذلك يكون عبر إخراج ورقة، ورسم خط في المنتصف، وتدوين الأشياء التي لا يمكننا التحكم بها في جانب، وكتابة ما يمكننا السيطرة عليه في الجانب الآخر. ومن ثم نضع خطة عمل تسمح لنا بالمضي قدماً في تلك الأشياء التي يمكننا السيطرة عليها.

وأضافت أن "فقدان الوظيفة من أكثر الأشياء التي يمكن أن تسبب لك ضغوطاً. ولكن يمكنك الجلوس والتفكير في موقفك السلبي أو يمكنك استخدام الوقت لتعلم شيء جديد أو اكتساب بعض المهارات".

ويجب الإلتزام بوضع جدول زمني، وتتمثل إحدى الطرق بوضع جدول زمني يفصل بين العمل أو البحث عن العمل ووقت اللعب، وممارسة الرياضة، المهمة لتعزيز مزاجنا العقلي.

وقالت ويبر: "علينا أن نبتكر إجراءات روتينية من أجل اجتياز ذلك، مثل إعداد الغداء بطريقة خاصة، والحياكة، والتأمل، واليوغا، والمشي أو الجري لمساعدتنا بالوصول إلى حالة نفسية أكثر هدوءًا".

وقال الخبراء منذ فترة طويلة أن "الضحك هو أفضل دواء"، وهذا ينطبق على القلق في عصرنا.

وأوضحت ويبر: "تذكر، لا يمكنك أن تكون قلقاً ومبتسماً في نفس الوقت. هذا شيء فسيولوجي".

لذا، شاهد أفلاماً مضحكة، واطلب من كل شخص تتحدث إليه عبر الهاتف أن يخبرك بأمر مضحك.