3 مليارات من سكان العالم قد يعيشون في مناخ شديد الحرارة بحلول عام 2070

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصلت دراسة جديدة إلى أنه إذا استمر ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض عند المستويات الحالية على مدى الـ50 عاماً المقبلة، فقد يعيش حوالي 3 مليارات شخص في مناطق شديدة الحرارة تفوق تحمل البشر.

ولآلاف السنين، عاش البشر في "بيئة مناخية" محدودة حيث توجد ​​درجات الحرارة المثالية لإزدهار المجتمع، والظروف المناسبة للزراعة والحفاظ على الماشية.

ومن خلال نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم يوم الإثنين، قال فريق دولي من علماء الآثار، والمناخ، والبيئة إنه إذا استمرت انبعاثات الغازات المسببة للإحتباس الحراري في مستوياتها الحالية، فإنه بحلول عام 2070، سيعيش مليارات الأشخاص في ظروف أكثر سخونة من تلك التي سمحت للحياة بالإزدهار طوال الـ 6 آلاف عام الماضية.

ووجدت الدراسة أنه مقابل كل درجة مئوية من الإحترار، سيتعين على مليار شخص إما الهجرة إلى مناطق أكثر برودة أو التكيف مع ظروف الحرارة الشديدة.

وأوضح عالم الآثار في جامعة واشنطن والمؤلف المشارك للدراسة، تيم كوهلر، أن هذه النتائج يمكن اعتبارها أسوأ احتمال لما يمكن أن يحدث إذا لم نغير أساليبنا.

ومن خلال الإستعانة بالبيانات المتعلقة بدرجات الحرارة العالمية التاريخية وتوزيع السكان، وجد الباحثون أنه تماماً مثل الأنواع الأخرى من الحيوانات، يزدهر البشر بشكل أفضل في "غلاف مناخي" ضيق حول العالم.

ويعيش معظم سكان العالم في مناطق يتراوح متوسط درجة حرارتها السنوية بين 11 و 15 درجة مئوية. ويشمل نطاق أصغر، يتراوح بين 20 إلى 25 درجة مئوية، في مناطق بجنوب آسيا متأثرة بالرياح الموسمية الهندية والأمطار السنوية التي تروي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية الحيوية لإنتاج الغذاء.

ويرى العلماء أن الأمر المثير للدهشة هو أن البشر فضلوا العيش في هذه الظروف على مدى الـ6 آلاف عام الماضية، وذلك على الرغم من التطورات التكنولوجية الحديثة، مثل أجهزة تكييف الهواء الذي سمح لنا بدفع هذه الحدود.

وتسير الأرض حالياً على مسار ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية بحلول عام 2100. وتشير الدراسة إلى أنه نظراً لإرتفاع درجة حرارة مناطق الأرض بشكل أسرع من المحيطات، فمن المرجح أن ترتفع درجات الحرارة بنحو 7.5 درجة مئوية بحلول عام 2070.

ووجدت الدراسة أنه مع ارتفاع حرارة كوكبنا بسرعة بسبب ارتفاع نسبة الإنبعاثات، من المتوقع أن تتغير درجة الحرارة التي يمر بها الشخص العادي في العقود القادمة أكثر مما تغيرت على مدى الـ6 آلاف عام الماضية.

ويمكن أن يكون لهذا المناخ الشديد عواقب وخيمة على إنتاج الغذاء، والوصول إلى مصادر المياه، و قد يؤدي الأمر إلى الصراعات واختلال النظم الناجم عن الهجرة.


توسع مناطق الحرارة الشديدة

ومن بين الأماكن الأكثر سخونة على وجه الأرض منطقة الصحراء الأفريقية، التي تشهد متوسط ​​درجات حرارة سنوية فوق 29 درجة مئوية، وتغطي هذه الظروف القاسية نسبة 0.8%من مساحة الأرض.

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أنه من المتوقع أن تنتشر مناطق الحرارة الشديدة إلى نسبة 19% من سطح الأرض، لتؤثر على 3.5 مليار شخص بحلول عام 2070.

وتشمل المناطق التي من المحتمل أن تتأثر، أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء، وأمريكا الجنوبية، والهند، وجنوب شرق آسيا، وشبه الجزيرة العربية، وأستراليا، وهي مناطق ذات تعداد سكاني سريع النمو، وفقاً لما ذكره تشي شو، من كلية علوم الحياة في جامعة نانجينغ، ومؤلف مشارك للتقرير.

كما أشار تشي إلى أن هذه المناطق يقع أغلبها في جنوب العالم، وتملك أسرع معدل نمو سكاني، مثل الهند ونيجيريا. ومن المتوقع أن يستوعب البلدان أكبر عدد من السكان في ظل درجات الحرارة الشديدة.

ويتجاوز توقع الدراسة لـ 3.5 مليار مهاجر محتمل بسبب المناخ تقديرات البنك الدولي، التي تشير إلى أن 143 مليون شخص في جنوب آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء، وأمريكا اللاتينية قد يتشردوا.

وتُعد هذه الدراسة بمثابة تحذير جدّي لما يمكن أن يحدث إذا تركت أزمة المناخ دون رادع.

ومع ذلك، مازال هناك أمل، إذ يقول العلماء إنه من خلال خفض انبعاثات الكربون العالمية بنمط سريع ومستقر نسبياً، فمن الممكن خفض عدد الأشخاص المعرضين لظروف شديدة الحرارة إلى النصف.

ويوضح المؤلفون أن هناك العديد من الأسئلة المحيرة حول كيفية تأجيج أزمة المناخ للنزوح وإلى أي مدى، وأشاروا إلى إن الدراسة لا يمكن استخدامها كتنبؤ بالهجرة.

وتستند الأرقام أيضاً إلى أسوأ التوقعات، وتوجد أسئلة حول كيفية تأثير إجراءات التخفيف من تغير المناخ، بما في ذلك "التطورات السياسية والتغيرات المؤسسية والظروف الاجتماعية الاقتصادية" على هذه النتائج.

وقال تشي إنه يمكن تجنب أسوأ سيناريو إلى حد كبير إذا تم تحقيق خفض فعال لإنبعاثات الغازات الدفيئة، مضيفاً أن العديد من التدابير الفعالة للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف المحلي، يمكنها أن تساعد في التخفيف من التأثير السلبي لتغير المناخ على المجتمعات البشرية.