كيف تحسن صحتك التنفسية في حال إصابتك بفيروس كورونا؟

علوم وصحة
نشر
8 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كوفيد-19 هو مرض تنفسي، ما يعني أنه إذا أصيب شخص ما به، فإن جهازه التنفسي يكون أحد العوامل المحددة لكيفية تعامله مع المرض.

من المهم أولاً أن نفهم كيف يهاجم الفيروس رئتينا. عندما يصاب الناس بالفيروس، ينتقل إلى أغشية المخاط ثم الرئتين. للسيطرة على العدوى، يستجيب الجسم من خلال التهاب في الرئتين. يحد هذا الالتهاب من قدرة الرئتين على تأمين الأكسجين للدم وإزالة ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يدفع المريض إلى اللهاث من أجل الحصول على الهواء ويجعله يعاني من مرض أكثر خطورة.

ولكن وفقاً للدكتور روبرت إيتشز، أخصائي بأمراض الحساسية والمناعة في مركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس، هناك أشياء يمكنك القيام بها لتحسين صحة الجهاز التنفسي، من خلال تغيير بعض عوامل نمط الحياة. وقال إن تعزيز صحتك التنفسية لا يمنعك من الإصابة بالعدوى. ولكن له فوائد قد تقلل من شدة المرض عند الإصابة به.

إليك كيفية تقوية القدرة التنفسية لجسمك بحيث إذا أصبت بالفيروس، تقل فرص الإصابة بمرض خطير.

التوقف عن التدخين

قال إيتشيز إن إحدى أهم الخطوات لتحسين صحة الجهاز التنفسي هي تجنب أي شيء يعيق وظائف الرئة، مثل التدخين وتدخين السجائر الالكترونية.

يسبب التدخين تهيجاً في الشعب الهوائية للرئة مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة على وظائف الرئة عن طريق تدمير أنسجة الرئة حيث يحدث تبادل الهواء. وهنا تبدأ حلقة مفرغة من الضرر الدائم للرئة.

قال إيتشيز: "يتكون الدخان من جزيئات صغيرة، وعندما يتم استنشاقها، تعلق في الرئتين". يمكن لكلا النشاطين أيضاً قمع جهاز المناعة، الذي تحتاجه لتكون قادراً على مكافحة العدوى.

وحذر الدكتور رايان ستيل، أخصائي بأمراض المناعة وأستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة ييل، من تدخين الماريجوانا أيضاً.

وقال: "على الرغم من وجود الكثير من الجدل حول فوائده، إلا أن أي شيء قابل للاشتعال تستنشقه سيزيد بالتأكيد من الضغط على رئتيك ومستوى الالتهاب. حتى لو كان ذلك لأغراض طبية، يجب أن تكون حذراً في أي شيء تشعله وتستنشقه إلى رئتيك في هذه المرحلة."

وقال إيتشيز بأن "هناك سلوكان آخران يحتمل أن يكونا ضارين: الجلوس بجانب المدفأة أو الشموع المضاءة. قد يكون ذلك مؤلماً لأن كلا من هذه الأنشطة تبعث على الاسترخاء. ولكن على غرار التدخين أو تدخين السجائر الالكترونية، فإن المدفأة "تطلق دخانا تستنشقه ويستقر في صدرك."

ممارسة الرياضة

يمكن أن تحسن التمارين من القدرة على التنفس. الحويصلات الهوائية عبارة عن أكياس صغيرة على شكل بالونات، مرتبة في مجموعات في جميع أنحاء الرئتين. كما أنها تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الجهاز التنفسي، حيث تتبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون من وإلى مجرى الدم.

قال ستيل، عندما يكون الشخص جالساً، ينتج عن ذلك ظاهرة تسمى "انخماص الرئة"، أي عندما لا تمتلك أكياس الرئة ما يكفي من الهواء وتصاب بضعف شديد. وأضاف أنه لتحسين قدرة كيس الرئة، يتعين على الناس "التنفس ضد المقاومة".

واقترح أنه "يمكنك التفكير في الأمر وكأنه بالون مفرغ جزئيا". ما هي الطريقة التي تجعلك تحتفظ بالهواء داخله؟ أن تقوم بربط عقدة به لزيادة المقاومة، بحيث يجب أن يعمل الهواء بجدية أكبر للخروج.

وأضاف أنه من خلال القيام بهذه العملية عند ممارسة الرياضة، "فإنك في الواقع تساعد على توسيع الأكياس الهوائية والحفاظ عليها مفتوحة" في رئتيك.

واقترح إيتشيز أنه بالإضافة إلى تمارين القلب واليوغا والتمدد، فإن تمارين التنفس يمكن أن تساعد ويسهل القيام بها. بالإضافة إلى ذلك، قال ستيل، إن التمارين الرياضية تقلل من الالتهاب في الجسم ويمكن أن تقلل من حدوث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وهي مضاعفات خطيرة لدى بعض المرضى الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى مع Covid-19.

الحد من تراكم المخاط الزائد

وقال ستيل إن "المخاط يحدث بشكل طبيعي في أجسادنا، ويوفر وظيفة مهمة للغاية للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي. إنه يساعد على التقاط [المواد المسببة للحساسية والبكتيريا والفيروسات."

وأضاف أننا نبتلع معظم المخاط، ولكن عندما يكون لدينا أشياء تهيج ممراتنا الأنفية، نقوم بانتاج الكثير من المخاط بحيث لا نكون قادرين على إزالته. وهذا يخلق جواً مناسباً للبكتيريا والفيروسات، ويمنع الأكسجين من دخول ومغادرة مسارات الرئتين.

لدينا أيضاً مخاط في رئتينا. قال ستيل إن الأشخاص المصابين بالربو ينتجون الكثير من المخاط، مما قد يعرضهم للانسداد والالتهاب في الشعب الهوائية.

هناك عدة طرق للسيطرة على المخاط الزائد: يمكن تجربة رذاذ أنفي ملحي إذا كان لديك حساسية. يمكن للأشخاص المصابين بالربو استخدام أجهزة الاستنشاق الخاصة بهم لتقليل الالتهاب، مما يقلل المخاط. قد يساعد أيضاً الحمام الساخن أو عمل كمادات ساخنة، حيث يمتزج البخار بالمخاط لتخفيفه.

قال ستيل: "[المخاط] شيء إذا كان لديك القليل جداً منه أمر سيئ لأننا قد نصاب بالعدوى. أما إذا كان لديك الكثير، فيمكن أن يعيق ذلك قدرتك على التنفس وزيادة العدوى أيضاً. لذا فأنت تريد الكمية المناسبة فقط."

قلل التعرض لمسببات الحساسية

إن قضاء المزيد من الوقت داخل المنزل أثناء الوباء يعني أننا نتعرض بشكل متزايد للغبار الداخلي. وحيث اننا في فترة الربيع، حبوب اللقاح منتشرة في كل مكان.

قال إيتشيز إن كلاهما يمكن أن يسببا الحساسية والربو، ونحن بحاجة إلى أنف جيد للحصول على هواء نظيف في الصدر.

وأضاف: "عندما تكون مصاباً بالحساسية، تتورم أنسجة الأنف الداخلية ويحدث إفراط في إنتاج المخاط. عندما تكون غير قادر على التنفس من أنفك، فسوف تتنفس عن طريق الفم. في حين تحتاج الرئتان هواءً نظيفاً ورطباً من الأنف، وهو الهواء الذي لا يمكن الحصول عليه من الفم."

يمكن التقليل من الغبار بالتنظيف وتنقية الهواء، والتحكم بحساسية حبوب اللقاح بالأدوية، مع تجنب الاضطرار لفرك الأنف بيدين غير نظيفتين، حيث أن ذلك قد يزيد من خطر العدوى بالفيروس.

إن اتخاذ خطوات لتحسين صحة الجهاز التنفسي أداة أخرى يمكن إضافتها إلى مجموعة الوقاية، بحيث نتغلب على الوباء مع توقع موجة أخرى محتملة في الخريف.