دراسة: عقار هيدروكسي كلوروكين ربما يعزز بقاء مرضى كوفيد-19 على قيد الحياة

علوم وصحة
نشر
9 دقائق قراءة

دبي، الإمارت العربية المتحدة (CNN) -- وجدت دراسة جديدة مثيرة للدهشة أن عقار هيدروكسي كلوروكين المضاد للملاريا المثير للجدل ساعد مرضى كوفيد-19 على البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل في المستشفى، ولكن نتائج هذه الدراسة كانت محل خلاف.

وقال فريق من نظام هنري فورد الصحي في جنوب شرق ولاية ميشيغان، يوم الخميس، إن دراستهم التي تضمنت آلفين و541 مريضاً في المستشفيات وجدت أن المرضى الذين تناولوا عقار هيدروكسي كلوروكين كانوا أقل عرضة للوفاة.

وأوضح الدكتور ماركوس زيرفوس، رئيس قسم الأمراض المعدية في نظام هنري فورد الصحي، أن نسبة 26% من الحالات التي لم تتلقى عقار  هيدروكسي كلوروكين توفت، مقارنةً بنسبة 13% من المرضى الذين تناولوا العقار. ونظر الفريق في حالات جميع الأشخاص الذين عولجوا في نظام المستشفى منذ استقبال أول مريض في مارس/آذار الماضي.

وكتب الفريق في تقرير نشر في المجلة الدولية للأمراض المعدية: "كانت معدلات الوفيات الإجمالية 18.1% في المجموعة بأكملها، و13.5% بين المجموعة التي تلقت عقار هيدروكسي كلوروكوين وحده، و20.1% بين أولئك الذين تلقوا عقار هيدروكسي كلوروكوين بالإضافة إلى عقار أزيترومايسين، و22.4% بين المجموعة التي تلقت عقار أزيترومايسين وحده، و26.4% لأي من الأدوية".

وتعد هذه النتيجة مدهشة، إذ أن العديد من الدراسات الأخرى لم تجد أي فائدة من عقار  هيدروكسي كلوروكين، الذي تم تطويره في الأصل لعلاج الملاريا والوقاية منها. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدواء بشدة، ولكن الدراسات اللاحقة وجدت أن المرضى ليسوا أفضل حالًا إذا حصلوا على الدواء، بل كانوا أكثر عرضة للمعاناة من آثار جانبية قلبية.

وسحبت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيص استخدام الدواء في الحالات الطارئة في وقت سابق من هذا الشهر، وتوقفت تجارب استخدامه في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك التجارب التي ترعاها منظمة الصحة العالمية والمعاهد الوطنية للصحة.

وأشار باحثون غير مشاركين في دراسة هنري فورد إلى أن الدراسة ليست بذات جودة الدراسات التي تظهر أن عقار هيدروكسي كلوروكين لم يساعد المرضى، وقالوا إن علاجات أخرى، مثل استخدام عقار ديكساميثازون الستيرويد، قد تكون قد أدت إلى بقاء أفضل لبعض المرضى.

وقال زيرفوس في مؤتمر صحفي: "تختلف نتائجنا عن بعض الدراسات الأخرى".

وأضاف زيرفوس أن المهم في نتائج الدراسة هو أن المرضى عولجوا مبكراً، مشيراً إلى أنه من أجل أن يكون لعقار هيدروكسي كلوروكين فائدة، يجب أن يعطى قبل أن يبدأ المرضى في المعاناة من بعض ردود الفعل المناعية الشديدة التي يمكن أن يعاني منها المرضى كوفيد-19.

كما أكد زيرفوس أن فريق هنري فورد راقب المرضى بعناية تحسباً لحدوث مشاكل في القلب.

وكتب الفريق: "أن العلاج بعقار هيدروكسي كلوروكين مع عقار أزيترومايسين كان مخصصاً لمرضى مختارين يعانون من أعراض كوفيد-19 حادة مع حد أدنى من عوامل الخطر القلبية".

ويعتقد فريق هنري فورد أن النتائج التي توصلوا إليها تظهر أن عقار هيدروكسي كلوروكين يمكن أن يكون مفيداً كعلاج لفيروس كورونا.

ومن جانبه، قال الدكتور ستيفن كالكانيس، الرئيس التنفيذي لمجموعة هنري فورد الطبية، في المؤتمر الصحفي إن "من المهم ملاحظة أنه في الإطار الصحيح، قد يكون هذا العقار منقذاً لحياة المرضى".

وأشار كالكانيس إلى أن النتائج التي توصلوا إليها لا تتعارض بالضرورة مع نتائج الدراسات السابقة، مضيفاً أن "مجرد اختلاف نتائجنا عن بعض النتائج الأخرى لا يجعل هذه الدراسات خاطئة، ما يعنيه ببساطة هو أنه بالنظر إلى البيانات الدقيقة التي توضح نوعية المرضى الذين استفادوا منه بالفعل ومتى، قد نتمكن من فك المزيد من الشفرات عن كيفية عمل هذا المرض".

وأضاف كالكانيس: "هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتوضيح ما يجب أن تكون عليه خطة العلاج النهائية لكوفيد-19، ولكننا نشعر أن هذه نتائج مهمة للغاية لإضافتها إلى مزيج الطرق التي نمضي بها قدماً إذا حدثت طفرة ثانية، وفي أجزاء أخرى ذات صلة من العالم. والآن يمكننا مساعدة الناس في مكافحة هذا المرض وتقليل معدل الوفيات". 

وبحسب ما قاله زيرفوس، فإن عقار هيدروكسي كلوروكين يمكن أن يساعد في التدخل المباشر في الفيروس ويقلل أيضاً الالتهاب الذي تسببه العدوى.

وأشار الباحثون غير المشاركين في الدراسة إلى أن فريق هنري فورد لم يعالج المرضى بشكل عشوائي، بل اختارهم لعلاجات مختلفة بناءً على معايير معينة.

وعلّق الدكتور تود لي وزملاؤه من مستشفى رويال فيكتوريا في مونتريال بكندا: "نظراً لأن نظام هنري فورد الصحي أصبح أكثر خبرة في علاج مرضى كوفيد-19، فقد يكون البقاء على قيد الحياة قد تحسن بصرف النظر عن استخدام علاجات محددة".

وكتب فريق هنري فورد أن نسبة 82% من مرضاهم تلقوا عقار هيدروكسي كلوروكين خلال الـ 24 ساعة الأولى من استقبالهم، بينما تلقت نسبة 91% منهم العقار خلال الـ 48 ساعة الأولى من استقبالهم.

وأشار الفريق أنه بالمقارنة، بدأت دراسة لمرضى في 25 مستشفى في نيويورك بتناول الدواء "في أي وقت أثناء دخولهم المستشفى".

ولكن المرضى في دراسة نيويورك تلك، والتي نُشرت في مايو/أيار الماضي في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، بدأوا في تناول عقار هيدروكسي كلوروكوين في المتوسط بعد يوم واحد من دخولهم المستشفى.

وقال إيلي روزنبرغ، المؤلف الرئيسي للدراسة في نيويورك وأستاذ مشارك في علم الأوبئة في الجامعة في كلية ألباني للصحة العامة "ربما يكون هناك اختلاف بسيط، ولكن الأمر ليس كما لو أن المرضى في نيويورك بدأوا علاجهم في اليوم السابع".

وأشار روزنبرغ أيضاً إلى أن دراسة فريق من نظام هنري فورد الصحي في مدينة ديترويت استبعدت 267 مريضاً، أي ما يقارب 10% من المشاركين في الدراسة الذين لم يخرجوا من المستشفى بعد، مضيفاً أن هذا ربما قد شوه النتائج لجعل عقار هيدروكسي كلوروكين يبدو أفضل مما هو عليه بالفعل. وقد يكون هؤلاء المرضى لا يزالون في المستشفى لأنهم كانوا مرضى للغاية، وإذا توفوا، فإن استبعادهم من الدراسة جعل هيدروكسي كلوروكوين يبدو وكأنه منقذ للحياة أكثر مما كان عليه في الواقع.

وقال روزنبرغ لـ CNN: "هناك القليل من اللامبالاة في كل هذا."

والجدير بالذكر أن كلاً من دراسة مدينة ديترويت ودراسة نيويورك هي مجرد دراسة بالملاحظة، أي تتمثل في النظر إلى كيفية استجابة المرضى عندما وصف الأطباء عقار هيدروكسي كلوروكين.

وفي حين أن الدراسات القائمة على الملاحظة مفيدة، إلا أنها ليست ذات قيمة مثل التجارب السريرية الخاضعة للرقابة. ونظراً للمعيار الذهبي في الطب، يتم تعيين المرضى في تجربة سريرية بشكل عشوائي لتناول الدواء أو الدواء الوهمي، وهو علاج لا يفعل شيئاً. ثم يتبع الأطباء المرضى لمعرفة استجابتهم للعلاج.

وتم إيقاف تجربتين سريريتين لعقار هيدروكسي كلوروكوين كعلاج لـكوفيد-19، واحدة في الولايات المتحدة والأخرى في المملكة المتحدة، لأن بياناتهما تشير إلى أن هيدروكسي كلوروكين لم يكن مفيداً.

وسجلت التجربة الأمريكية، التي تديرها المعاهد الوطنية للصحة، مشاركة أكثر من 470 مريضا، بينما سجلت التجربة في المملكة المتحدة، التي تديرها جامعة أكسفورد، مشاركة أكثر من 11 ألف مريض.

وخلص أطباء جامعة أكسفورد إلى أنه  "لا يوجد تأثير مفيد لعقار هيدروكسي كلوروكوين في المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب مرض كوفيد-19".

ولكن مسؤولاً بالبيت الأبيض أشاد بدراسة فريق هنري فورد.

ومن جانبه، قال بيتر نافارو، المستشار التجاري للبيت الأبيض، إن الدراسة تظهر فعالية هيدروكسي كلوروكوين إذا أعطي في وقت مبكر بما فيه الكفاية.

وقال نافارو لـCNN "هذه صفقة كبيرة وهذا الدواء يمكن أن ينقذ حرفياً عشرات الآلاف، وربما مئات الآلاف من الأرواح الأمريكية وربما الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم."