باستخدام تقنية علاجية قديمة.. هل تنجح بلازما النقاهة في القضاء على كورونا؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وقعت شركة "Plasma Technologies LLC" عقداً بقيمة 750 ألف دولار لتطوير تقنية "بلازما النقاهة" العلاجية لكوفيد-19، وفقاً لإعلان نشر على موقع وزارة الدفاع الأمريكية يوم الاثنين.

وبالتالي، يعتبر هذا تطوراً حديثاً في ظل الجهود المبذولة لاستخدام علاج القرن الـ19 لمساعدة مرضى القرن الـ21.

ويهدف العقد إلى تطوير عملية "بلازما النقاهة" التي تصنع مزيداً من المنتجات المشتقة من الأمصال، وبشكل أسرع. 

وشجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة الصحة الأمريكيون الأشخاص الذين نجوا من كوفيد-19 على التبرع بالبلازما لمساعدة المرضى.

وقبل أسبوعين، ناشد ترامب الناس للتطوع والتبرع بالبلازما "في أسرع وقت ممكن"، مضيفاً: "لدينا الكثير من الأشخاص الذين سيتعافون ويتحسنون. بأسرع وقت ممكن، من فضلكم".

وتعد "بلازما النقاهة" علاجاً يتم إنشاؤه من دم الأشخاص الذين تعافوا من عدوى مثل كوفيد-19.

ويذكر أن البلازما هي الجزء السائل من الدم، الذي يحتوي على الخلايا المناعية والأجسام المضادة، وهي بروتينات يصنعها الجسم لمكافحة العدوى. 

وبالتالي، يمكن ضخ البلازما في الشخص المريض لمساعدته على الشفاء.

حل فيكتوري لمشكلة عصرية؟

ومنذ العصر الفيكتوري، استخدم الأطباء هذ العلاج لمحاربة حالات الإنفلونزا الشديدة، كما أظهر نجاحاً مع اثنين من فيروسات كورونا المميتة الأخرى، مثل ميرس وسارس. 

ولكن سيتطلب إجراء دراسات مختلفة لإثبات فعالية العلاج لكوفيد-19. 

أطباء يجربون العلاج القديم

عند تفشي فيروس كورونا المستجد بشدة في مدينة نيويورك، خلال شهر مارس/ آذار، لم يكن الأطباء متأكدين مما قد يساعد المرضى. ولكن، أظهرت بلازما الأشخاص المتعافين من كوفيد-19 بعض النتائج المبشرة.

وتقول الطبيبة نيكول بوفييه، وهي أخصائية الأمراض المعدية: "كان الأمر أشبه بتعلم قيادة الطائرة عندما كنا في الجو"، مضيفة: "هناك أشياء أساسية تعرفها عن الفسيولوجيا البشرية، لكنك لا تعرف بالضرورة كيف سيتصرف هذا الفيروس وما هي أفضل العلاجات".

وبذلك، أجرت بوفييه وفريقها تحليلاً حول البيانات التي جمعت من 39 مريضاً. ورغم صغر المجموعة، إلا أنها لاحظت تحسناً في صحة المرضى الذين عولجوا ببلازما النقاهة أكثر من غيرهم.

وتقول بوفييه: "ليست لدينا إجابات محددة حتى الآن، لكننا في طريقنا للحصول على إجابات نهائية، ويمكنني القول إن الأدلة واعدة رغم نقصها".

وأوضحت الدكتورة جانيت وودكوك، مديرة مركز بحوث وتقييم الأدوية في إدارة الغذاء والدواء، أن اللقاحات تبقى "الأمل الدائم"، لكنها ليست الطريقة الوحيدة التي ستخلص هذا البلد من وباء كوفيد-19.

وأضافت أن بلازما النقاهة هي خيار "يمكن تنفيذه بسرعة إلى حد ما".

نتائج مبكرة في الصين

وفي وقت مبكر، بدت نتائج بعض الدراسات الصغيرة في الصين واعدة.

أظهرت دراسة صغيرة، نُشرت بمجلة "JAMA"، في مارس/ آذار، أن أربعة من خمسة مرضى عولجوا ببلازما النقاهة. كما نشرت مجلة "PNAS"، في مايو/ أيار، دراسة أخرى صغيرة، أجريت على  10 مرضى صينيين، وأظهرت تحسن المرضى الذين عولجوا بالطريقة ذاتها، دون وقوع أي مشاكل تتعلق بالسلامة.

تجربة العلاج في الولايات المتحدة

لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعد على استخدام هذا العلاج لكوفيد-19. ولكنها سمحت بتجربته مع المرضى ودراسة تأثيره في نهاية مارس/ آذار.

وفي يونيو/ حزيران، أظهرت دراسة أكبر شملت 5 آلاف مريض في المستشفى، ونشرت في مجلة التحقيقات السريرية أن العلاج كان آمناً.

وقال الدكتور أرتورو كاساديفال، وهو أحد الباحثين، إن بلازما النقاهة هي "أخبار سارة" عن الوباء.

ولكن، يرغب كاساديفال بإجراء مزيد من البحث لإثبات نجاح العلاج. وقال: "إذا أردت أن تكون متأكداً، يجب إكمال التجارب السريرية العشوائية". 

وأضاف: "الشيء الجيد هو وجود عدد من التقارير المشجعة، بما في ذلك التجارب السريرية التي أجريت بووهان، ولكن كان يجب إيقافها قبل أوانها".

ويذكر أن تلك التجربة قد توقفت بسبب عدم وجود عدد كافٍ من المرضى لاختبار العلاج.

وعند الخضوع للعلاج، يحصل المرضى على جميع الأجسام المضادة في البلازما، وليس فقط تلك الخاصة بمحاربة الفيروس. وبالتالي، تختلف بلازما كل متبرع، بحيث يحتوي بعضها على أجسام مضادة أكثر من غيرها.

وقال الدكتور أنتوني فاوتشي مؤخراً: "بلازما النقاهة.. أعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من الحذر بشأن العلاج.. يجب أن تتأكد من فعل ذلك بشكل صحيح".