دراسة جديدة: "اضطراب ما بعد الصدمة" قد يضاعف من خطر الإصابة بالخرف

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعانون من حالة "اضطراب ما بعد الصدمة" هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة بمقدار الضعف، وهو اكتشاف له آثار مهمة على جائحة فيروس كورونا.

ويحدث "اضطراب ما بعد الصدمة" عندما تعطل أعراض الصدمة النفسية الأداء اليومي عند الفرد لمدة شهر على الأقل. ويعاني سكان العالم من تأثير فيروس كورونا المستجد القاتل منذ أكثر من سبعة أشهر.

ويعاني نحو ثلث الأمريكيين من أعراض سريرية للاكتئاب أو القلق العام، وفقاً لتقرير صادر عن صندوق الكومنولث.

وقدّرت مجموعة الصحة العامة الوطنية، "Well Being Trust"، أن ما يصل إلى 75 ألف أمريكي معرضين لخطر الوفاة بسبب تعاطي المخدرات، أو الكحول، أو الإقدام على الانتحار نتيجة لأزمة جائحة فيروس كورونا.

ويقول الخبراء إن خطر التعرض لصدمات مرتبطة بالجائحة، والتي يمكن أن تتحول إلى "اضطراب الكرب ما بعد الصدمة"، يزداد بالنسبة للأطباء، والممرضات، والعائلات الذين فقدوا أحبائهم، والمرضى خاصةً الذين يخضعون للتنفس الأنبوبي.

ومن المعروف أن التنبيب، أي إدخال أنبوب بلاستيكي إلى داخل القصبة الهوائية لإبقاء المجاري التنفسية مفتوحة، مرتبط ببعض من أعلى معدلات حالات "اضطراب ما بعد الصدمة".

وبحسب قسم الطب النفسي في ميشيغان، تعاني نسبة 35% من الناجين في وحدة العناية المركزة من أعراض "اضطراب ما بعد الصدمة" بعد عامين من خضوعهم للرعاية داخل وحدة العناية المركزة.

وبالإضافة إلى ذلك، يشعر خبراء دوليين في الصحة العقلية بالقلق من أن متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة التي تحدث لدى بعض مرضى "كوفيد-19" يمكن أن تصيب الدماغ أو تؤدي إلى استجابات مناعية تضر بوظائف الصحة العقلية لدى المرضى.

وأعربت مجموعة مكونة من 24 خبيراً دولياً في الصحة العقلية عن مخاوفها في ورقة بحثية نشرت في مجلة "لانسيت للطب النفسي" في أبريل/ نيسان الماضي.

وفي بيان، أوضح كبير مؤلفي الدراسة، فاسيليكي أورغيتا، وهو أستاذ في قسم الطب النفسي بكلية لندن الجامعية، أن "اضطراب ما بعد الصدمة"، الذي يبدو أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب "كوفيد-19"، لا يزال يعاني من قلة التشخيص، وقلة العلاج، وقلة البحث عنه كحالة صحية عقلية، ومع ذلك يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل.

وقال أورجيتا: "تقدم دراستنا دليلاً جديداً مهماً حول كيفية تأثير التجارب المؤلمة على صحة الدماغ، وكيف يمكن لآثار الصدمات طويلة المدى أن تزيد من التعرض للتدهور المعرفي والخرف".

وقال طبيب الأعصاب، الدكتور ريتشارد إيزاكسون، مؤسس عيادة الوقاية من مرض الزهايمر في مستشفى نيويورك-بريسبيتيريان في مدينة نيويورك، والذي لم يشارك في الدراسة إنه لا يستغرب على الإطلاق أن أشد مستويات التوتر، الناتجة عن حالة "اضطراب ما بعد الصدمة"، مرتبطة بالخرف.

وأوضح إيزاكسون أنه في العقد الماضي أو نحو ذلك، كان هناك كم هائل من الأدلة التي تشير إلى أن التوتر لا يقل أهمية عن عامل خطر للعديد من الحالات الطبية المزمنة، من مرض الزهايمر، إلى مرض السكري، وأمراض القلب.

وصفت الدراسة البحث بأنه "أول تحليل للأدلة العالمية على اضطراب ما بعد الصدمة ومخاطر الخرف"، ونظرت الدراسة في بيانات نحو 17 مليون شخص من 13 دراسة أجريت في أربع قارات.

وواجه الأشخاص الذين يعانون من "اضطراب ما بعد الصدمة" خطراً أعلى بنسبة 1% إلى 2% للإصابة بالخرف بعد 17 عاماً، وفقاً لبيانات مجمعة من 8 دراسات.

ولم يكن المحاربين القدامى في الجيش هم الفئة الأكثر عرضة للخطر.

وكان الأشخاص الذين لديهم إصابة بـ"اضطراب ما بعد الصدمة" في الدراسة، بسبب الاعتداءات الجسدية أو الجنسية، أو التهديدات بالموت، أو حوادث السيارات، أو الصدمات الأخرى، أكثر عرضة للإصابة بالخرف من البالغين الذين لم يتم تشخيصهم.

وكان قدامى المحاربين في الجيش، المصابين بـ"اضطراب ما بعد الصدمة" أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمعدل مرة ونصف بالمقارنة مع المحاربين القدامى الذين لا يعانون من تلك الحالة الصحية.

وسيواجه ما بين سبعة أو ثمانية أشخاص من كل 100 شخص حالة "اضطراب ما بعد الصدمة" في حياتهم، وفقاً للمركز الوطني لاضطراب الكرب ما بعد الصدمة، وهو برنامج تابع لوزارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة.

وتعد النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بـ"اضطراب ما بعد الصدمة".

وتشمل أعراض "اضطراب ما بعد الصدمة" إسترجاع ذكريات الماضي، حين يسترجع الشخص الحادث الصادم بطريقة ما، وتتضمن أعراضاً جسدية مثل تسارع ضربات القلب أو التعرق، وتعد رؤية الكوابيس المتكررة من علامات الإصابة بحالة "اضطراب ما بعد الصدمة".

وسيحاول الأشخاص الذين لديهم إصابة  بـ"اضطراب ما بعد الصدمة" أيضاً تجنب الأفكار أو المشاعر المتعلقة بالصدمة، ويمكنهم في كثير من الأحيان تغيير سلوكهم للابتعاد عن الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء التي تذكرهم بالتجربة الصادمة.

ويمكن أن يتغير الإدراك والسلوك العاطفي لدى المصابين بحالة "اضطراب ما بعد الصدمة"، مثل سيطرة الأفكار السلبية، وصعوبة التركيز أو التذكر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة، والشعور بالعزلة وعدم القدرة على الشعور بالسعادة، وجميعها أعراض شائعة لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة.

وتعد حالة الاستثارة الشديدة علامة رئيسية أخرى، وتشمل الأعراض الشعور بالدهشة بسهولة، والشعور بالحذر أو الانفعال، والتصرف بطرق متهورة، أو حدوث نوبات غضب والتصرف بعدوانية.

نشر