اختبار فيروس كورونا أمر أساسي.. لكن الخبراء يقولون إن استراتيجية الاختبار فقط "فشل كامل"

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حتى إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا، كانت استراتيجية البيت الأبيض لإبقائه وآخرين في الإدارة بأمان هي إجراء اختبارات فقط.

نادراً ما شوهد الرئيس وهو يلتزم باثنين من أكثر تدابير الصحة العامة فعالية والتي تم الترويج لها على نطاق واسع، وهما التباعد الاجتماعي وارتداء القناع، وقد اتبع العديد من المحيطين به خطاه.

على سبيل المثال، خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة في كليفلاند، لم يسخر ترامب فقط من منافسه الديمقراطي جو بايدن لارتدائه قناعًا، بل أزالت زوجته وأطفاله أقنعتهم بعد جلوسهم في القاعة، في انتهاك لقواعد المناسبات.

ومع ذلك، كان الاختبار على ما يبدو استراتيجية يمكن أن يتخلف عنها ترامب، ولذلك تم فحصه هو وموظفيه كثيرًا - قيل إن الرئيس يخضع للاختبار مرة واحدة يوميًا، وربما أكثر، وفقًا للتقارير الأولية.

لكن ترامب نفسه اعترف في وقت سابق من هذا الصيف بأنه لم يتم فحصه يوميًا. ولم يعلن البيت الأبيض علنًا متى كانت آخر مرة جاءت فيها نتيجة اختبار الرئيس سلبية قبل ظهور الأعراض عليه وإصابته مساء الخميس.

استراتيجية الاختبار فقط "فشل كامل"

على عكس ارتداء القناع، فإن الاختبار لن "يرسل الرسالة الخاطئة" كما قال ترامب في الماضي، وهو ما عززه عندما خلع قناعه على شرفة البيت الأبيض بعد مغادرته مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني ليلة الاثنين.

في ضوء التطورات الأخيرة - إصابة الرئيس والسيدة الأولى ودائرة واسعة الاتساع من موظفي البيت الأبيض والمعاونين بفيروس كورونا - من العدل أن نقول إن استراتيجية الاختبار فقط لم تنجح بشكل جيد.

هذه النتيجة لا تفاجئ خبراء الصحة العامة.

قال الدكتور روب مورفي، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة نورث وسترن والمدير التنفيذي لمعهد الصحة العالمية: "إنه فشل كامل. لقد كانت مجرد مسألة وقت".

يوافقه الرأي الدكتور جاريد بايتين، نائب عميد كلية الصحة العامة بجامعة واشنطن وأستاذ الصحة العالمية والطب وعلم الأوبئة. قال بيتن إن اختبار الرئيس كل يوم "لا يجعله أكثر أمانًا"، لكنه سمح للأطباء ببدء العلاج بسرعة.

قال بيتن إن الغرض من الاختبار، رغم أهميته، ليس منع العدوى. الأمر يتعلق باحتواء العدوى، قبل أن تنتقل إلى أي شخص آخر.

من الناحية النظرية، كان من المفترض أن تسمح الاختبارات المتكررة بين الرئيس وموظفيه باكتشاف عدوى ترامب مبكرًا واحتوائها، قبل أن يتمكن من نقل العدوى للآخرين.

لكن مرة أخرى، فشلت استراتيجية الاختبار فقط.

ثلاث طرق يمكن أن تفشل فيها استراتيجية الاختبار فقط

حدد مورفي من نورث وسترن ثلاث طرق أساسية يمكن أن يفشل بها الاختبار.

وقال "رقم واحد، الاختبارات ليست مثالية. بعبارة أخرى، يمكن أن يكون لديك نتيجة سلبية خاطئة".

هناك نوعان من الاختبارات التشخيصية لفيروس كورونا: اختبار (PCR) ، الذي يبحث عن المادة الوراثية للفيروس، واختبار المستضد، الذي يبحث عن أجزاء من البروتين من الفيروس. (لا ينبغي الخلط بين الاختبارات التشخيصية، التي تبحث عن عدوى نشطة، وبين اختبارات الأجسام المضادة، والتي يمكن أن تخبرك إذا كنت قد أصبت بعدوى سابقة).

السبب الثاني لفشل استراتيجية الاختبار فقط هو أن الأشخاص لا يظهرون نتائج إيجابية على الفور بعد الإصابة - ولا حتى مع اختبار PCR القياسي الذهبي - لأن الفيروس يستغرق بعض الوقت حتى يتكاثر في جسم الشخص إلى مستويات عالية بما يكفي ليتم التقاطه عن طريق الاختبار. في الواقع، يوصي الأطباء بالانتظار لمدة خمسة أيام على الأقل بعد الاشتباه في الإصابة بالعدوى قبل إجراء الاختبار.

الطريقة الثالثة التي يمكن أن تفشل بها استراتيجية الاختبار فقط هي ما يسميه مورفي "فشل النظام".

تساءل مورفي، قائلاً: "لديهم الخطة، ولكن هل كل شخص يتم اختباره حقًا كل يوم؟ هل أجرى الرئيس اختبارًا كل يوم؟ لاحظ أنهم لا يقولون آخر مرة حصل فيها على نتيجة سلبية ".

يبدو أن هذا النوع من فشل النظام هو جوهر تفشي فيروس كورونا في البيت الأبيض.