التحدث على الهاتف لهذه المدة قد يخفف من شعور الوحدة لديك

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أن التحدث إلى شخص ما على الهاتف لمدة 10 دقائق لعدة مرات في الأسبوع، وذلك إذا كنت تتحكم في المحادثة، يمكن أن يقلل من الشعور بالوحدة.

واختير نصف المشاركين البالغ عددهم 240 مشاركاً في الدراسة لتلقي مكالمات هاتفية قصيرة من متطوعين على مدار شهر، وأفادوا بأنهم شعروا بنسبة 20% أقل بالوحدة في المتوسط، وفقًا للدراسة التي نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة "JAMA Psychiatry".

وتلقى المتطوعون تدريباً لفترة وجيزة على مهارات الاتصال التعاطفي، والتي تضمنت الاستماع النشط، وطرح الأسئلة حول ما يدور من حديث مع المشاركين، وفقاً لما ذكرته مؤلفة الدراسة الرئيسية مانيندر "ميني" كاهلون، الأستاذ المساعد لصحة السكان والمدير التنفيذي لعامل الصحة في كلية ديل الطبية بجامعة تكساس في أوستن.

وقاد المشاركون في الدراسة تلك المحادثات، مما سمح لهم بتحديد موضوع النقاش في المكالمات.

وأوضحت كاهلون إنه قد لا يكون لدى المشاركين سيطرة على جوانب أخرى من حياتهم، ولكن يمكنهم التحكم في هذه المحادثة.

وفي الأسبوع الأول، دعا المتطوعون المشاركين خمسة أيام خلال الأسبوع في الأوقات التي حددها المشاركين على أنها الأفضل بالنسبة لهم.

وفي الأسابيع اللاحقة، اختار المشاركون ما إذا كانوا سيستقبلون مكالمتين في الأسبوع أو ما يصل إلى خمسة مكالمات.

وأشارت كاهلون إلى أن المحادثات كانت تزيد قليلاً عن 10 دقائق في الأسبوع الأول، ولكنها استغرقت 10 دقائق خلال بقية الدراسة التي استمرت لمدة شهر.

وتحدث المشاركون عن مجموعة متنوعة من الموضوعات بما في ذلك حياتهم اليومية، وسألوا عن حياة المتطوعين.

وتم قياس كل من المشاركين الذين تلقوا مكالمات هاتفية والمجموعة الضابطة التي لم تكن تعاني من الوحدة، والقلق، والاكتئاب على مقاييس علمية في بداية ونهاية الشهر.

ولفتت كاهلون إلى أن الباحثين قاموا بقياس القلق والاكتئاب لدى الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، لأن هذه الاضطرابات يمكن أن تتأثر أيضاً بالمكالمات.

وفي مقياس الوحدة المكون من ثلاثة أسئلة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والذي يتراوح من 3 إلى 9، حصل متوسط ​​عدد المشاركين في المكالمات الهاتفية على 6.5 في البداية و5.2 في النهاية.

وقالت كاهلون إنه لا توجد طريقة موحدة لتفسير مقدار التحول بالمغزى السريري، ولكن معدلات المشاركين انخفضت بشكل كبير "وهذا يعني أننا حقاً أحدثنا تأثيراً يحمل مغزى بالنسبة إليهم".

وشهدت معدلات القلق والاكتئاب تدنياً أكبر، مع انخفاض أكثر من 30% على مقياس  "GAD-7"، الذي يقيس شدة القلق، وانخفاض بنسبة 24% تقريباً على مقياس "PHQ-8"، لاكتئاب استبيان صحة المريض المكون من ثمانية عناصر.

وأكدت كاهلون أن هذه النتائج كانت "أكثر إثارة للإعجاب من تأثير الشعور بالوحدة لأننا لم نتوقع بالضرورة هذه الدرجة من النتائج".

ومن جانبها، قالت جوليان هولت لونستاد، أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة بريغهام يونغ في بروفو بولاية يوتا، والتي لم تشارك في الدراسة، إنها دراسة واعدة، ويمكن أن تساعد في توجيه كيفية ترجمة الناس للأدلة إلى ممارسة.

وأشارت هولت لونستاد إلى أنها شاهدت الكثير من الأساليب المجتمعية لتقليل الشعور بالوحدة، ولكن من النادر العثور على نهج تم اختباره سريرياً.

وتتمنى هولت لونستاد أن يتم قياس المستويات العاطفية للمتطوعين بالإضافة إلى المكالمة الهاتفية والمشاركين في المجموعة الضابطة، لأنهم ربما شاهدوا تحولات عاطفية إيجابية أيضاً.

وأضافت هولت لونستاد: "أحاول بالتأكيد العمل على اتصالي مع أمي" ، وهي تعمل على إعطاء الأولوية للاستماع إلى أحبائها والسماح لهم بإجراء المحادثات.

وإذا كنت تعاني من الوحدة، توصي كاهلون بالتواصل مع أحد أفراد عائلتك وأصدقائك الذين تثق بهم للتحدث معهم.

وقد يكون الأمر صعباً لأن "الحقيقة هي أن هذا لا يمكن أن يحدث، إلا إذا كان هناك شخص آخر يهتم بك".

نشر