لماذا يصطدم الأطفال بجدار جائحة فيروس كورونا..وكيف يمكن للأهل المساعدة؟

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة
لماذا يصطدم الأطفال بجدار جائحة فيروس كورونا..وكيف يمكن للأهل المساعدة؟
Credit: IVAN PISARENKO

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن الشباب في عدة مناطق، وضمن فئات عمرية مختلفة، وخطوط اجتماعية واقتصادية متباينة، قد وصلوا إلى نقطة الانهيار التي يُطلق عليها علماء النفس التنموي "جدار الجائحة".

ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للوباء وما يرتبط بها من تدابير التباعد الاجتماعي، يشعر الأطفال والآباء على حد سواء بالحزن على نهاية ما كانت عليه حياتنا. ويقول الخبراء إن حياة الأطفال تغيرت بشكل كبير وحقيقة أن الاضطراب قد أصبح أمرًا طبيعيًا أمر مؤلم بدرجة كافية.

وقامت ليزلي فورد، مؤسسة "Mom's Hierarchy of Needs"، وهي مؤسسة فكرية في بوسطن تبحث في كيفية قدرة الأمهات على تقليل التوتر وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية، بمسح أو مقابلة أكثر من 1600 أسرة حول آثار الوباء على الأطفال في سن المدرسة منذ بداية فيروس كورونا.

وقالت فورد: "لقد سئمت أدمغتنا منه". وأضافت: "هناك قدر معين من الانفصال بين ما حدث عندما أخرجنا الأطفال فجأة من المدرسة واعتقدنا أنه مؤقت وما نحن فيه اليوم. لا أعتقد أن أي شخص قد تعافى من هذا الانفصال أو نجح في التوفيق معه. أعتقد أن الأمر كان أصعب على أطفالنا".

ما الذي يحدث حقًا لأطفالنا؟

وقال جليل عبد العادل، أستاذ علم النفس الإكلينيكي في الطب النفسي بجامعة إلينوي في شيكاغو، إن الأطفال ليس لديهم سوى إطار عمل أساسي لمعالجة خيبة الأمل. ومع استمرار خيبات الأمل المرتبطة بالوباء، يكافح الأطفال لمواصلة تنظيم أنفسهم.

مظاهر الحزن

وبالنظر إلى الإحباطات التي يعاني منها الأطفال من حيث الخسارة، فإن فكرة اصطدام الأطفال بالحائط أصبحت مظهرًا من مظاهر عملية الحزن، وفقًا لجنيفر كيلمان، الأخصائية الاجتماعية السريرية.

ونقلاً عن مراحل الحزن الخمس التي وصفتها في عام 1969 الطبيبة النفسية المولودة في سويسرا إليزابيث كوبلر روس، أي الإنكار، والغضب، والمساومة، والاكتئاب، والقبول، فقد اقترحت كيلمان أن الأطفال اليوم قد يكونون عالقين في مراحل الغضب أو الاكتئاب.

وأوضحت كيلمان: "يبدو الأمر كما لو أن الأمل والذهول الذي يدور حوله الأطفال بشكل طبيعي قد تضاءل، لأن (الوباء) لم ينته بعد بالنسبة لهم"، موضحة أن "إحساسهم بالوقت مختلف عن إحساسنا بالوقت كأشخاص بالغين، إنهم يعيشون حياتهم في سلسلة من الأحداث ومنها التدرب، أو الرقص، أو حضور حفلة لشخص ما. ولم يحدث أي من هذه الأشياء بشكل طبيعي خلال عام".

كيف يمكن للكبار المساعدة؟

وهناك عدة طرق يمكن للبالغين من خلالها تسهيل الموقف على الأطفال. أولاً ، اعترف بالموقف دون تحليته، ثم امنح الأطفال فرصة للرد.

وأشارت كيلمان إلى أنه من الجيد للآباء مشاركة خيبة أملهم، لكنها أشارت إلى أنه من المهم تشجيع الأطفال على التعبير عن خيبة أملهم أيضًا، ثم توفير مساحة لهم للقيام بذلك.

وقد يرغب الآباء أيضًا في تشجيع الأطفال على تذكر الحياة قبل جائحة فيروس كورونا حتى يتمكنوا من تذكر أشياء معينة، يفتقدونها ويتطلعون إليها مرة أخرى.

مصادر إضافية

وفي هذه المرحلة من الوباء، يوصي علماء النفس وخبراء آخرون أيضًا بالموارد التكميلية للأطفال للنهوض أو تخطي جدار الوباء.