دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال محققون يوم الأربعاء إن فرصة اكتشاف منشأ فيروس كورونا المستجد تختفي بالفعل مع تلاشي الاستجابات المناعية للناس وتلاشي أي دليل في أجساد الحيوانات.
وأوضح فريق الخبراء المُكلّف من منظمة الصحة العالمية، أنه لا يزال من الممكن إطلاق مرحلة جديدة من التحقيق، لكن يجب أن يحدث ذلك بسرعة.
"فرصة إجراء هذا التحقيق المهم تُغلق سريعًا: أي تأخير سيجعل بعض الدراسات مستحيلة بيولوجيًا"، هذا ما قالته ماريون كوبمانز، رئيسة قسم علم الفيروسات في مركز إيراسموس الطبي في هولندا، ورئيس منظمة EcoHealth Alliance، بيتر داسزاك وزملائهما في تعليق عبر مجلة Nature.
"فهم أصول جائحة مدمرة هو أولوية عالمية، ترتكز على العلم".
وأفاد الفريق في مارس/ آذار الماضي أنهم اكتشفوا 4 احتمالات لأصل منشأ فيروس كورونا المستجد.
وحسب قول الفريق، من المرجح أنه كان انتقالًا طبيعيًا من الحيوانات إلى البشر، بينما هناك احتمال ضئيل أن الفيروس انتشر جراء تسرب معملي.
وأثار التقرير انتقادات على الفور، لكن الفريق قال إن صلاحياتهم ومواردهم محدودة.
وتلقى الرئيس الأمريكي جو بايدن تقريرًا استخباراتيًا يبحث بجدية في إمكانية نشأة الفيروس من المعمل، لكنه أيضًا غير حاسم.
وكتب المحققون: "احتمال وجود أصل مختبري لإصابة السكان المحليين بالفيروس - ما أصبح يسمى بفرضية تسرب المختبر - لم يكن جزءًا من الاختصاصات الأصلية لمنظمة الصحة العالمية للفريق. وجدنا أن فرضية المنشأ من المختبر مهمة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها، لذلك تم إدخالها في المناقشات مع نظرائنا الصينيين، وقمنا بتضمينها كواحدة من الفرضيات الخاصة بأصل فيروس كورونا في تقريرنا".
وأضافوا: "كان ولا يزال الفريق الصيني مترددًا في مشاركة البيانات الأولية (حول 174 حالة تم تحديدها في ديسمبر/ كانون الأول 2019 على سبيل المثال)، مشيرًا إلى مخاوف تتعلق بخصوصية المرضى".
وتابعوا: "لا يمكن معالجة العوائق القانونية والمحتملة الأخرى في الإطار الزمني القصير لزيارتنا".
وكان من الواضح أن الـ174 حالة لم يكن من المحتمل أن تكون الأقدم، لذلك اعتبرناها أقل أهمية لفهم الأصول. ولذلك تم الاتفاق على أن المرحلة الثانية من الدراسات ستعالج هذه المخاوف وتستعرض هذه البيانات، وفقا للخبراء.
وقال الخبراء إنهم استمروا في الاجتماع إسبوعيًا، وكانوا يرغبون في الحفاظ على زخم الحركة للمرحلة الثانية من التحقيق.
وكتبوا: "لقد طرح كل من الفريق الدولي والفريق الصيني الآن أولويات منظمة الصحة العالمية لدراسات المرحلة الثانية، والتي تم تطويرها من التوصيات الواردة في التقرير المشترك".
ويشمل ذلك دراسات التتبع، والبحث عن حالات العدوى المبكرة، واستطلاعات الأجسام المضادة لمعرفة ما إذا كان الأشخاص قد أصيبوا قبل ديسمبر/ كانون الأول 2019، ومسوح لمزارع الحياة البرية التي قد تكون مصدرًا للفيروس.
وقالوا: "يجب إجراء هذه العمليات في مواقع مزارع الحياة البرية التي زودت الأسواق بالحيوانات، في ووهان، خلال الأشهر التي سبقت اكتشاف حالات إصابة بشرية (داخل الصين وخارجها، اعتمادًا على تحليل سلسلة التوريد)".
وأضافوا أن هناك حاجة أيضًا إلى إجراء تقييمات للخفافيش والحيوانات الأخرى في الصين والدول المجاورة التي يمكن أن تشكل مصدرًا للفيروس.
ولكن الأمر سيزداد صعوبة.
وقال الخبراء إن "مزارع الحياة البرية الصينية توظف ملايين الأشخاص (14 مليونًا، وفقًا لتعداد عام 2016) وتوفر ثدييات حية لمدن في جميع أنحاء الصين، بما في ذلك ووهان".
"استجابةً لوباء كورونا، تم إغلاق العديد من هذه المزارع الآن وتم إعدام الحيوانات، ما يجعل العثور على أي دليل على انتشار الفيروس التاجي المبكر أمرًا صعبًا بشكل متزايد".