يضاعف حالات دخول المستشفى..دراسة تكشف خطورة متحور دلتا من كورونا

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تضيف دراسة جديدة إلى الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن متحور دلتا من فيروس كورونا ليس قابلاً للانتقال بدرجة كبيرة فحسب، بل إنه أكثر خطورة أيضًا.

وبحسب الدراسة التي نُشرت يوم الجمعة في مجلة Lancet Infectious Diseases، يضاعف متحور دلتا إمكانية دخول مرضى "كوفيد 19" إلى المستشفيات مقارنة بـ"ألفا"، أحد متحورات الفيروس أيضًا.

وكتب باحثون من الصحة العامة في إنجلترا وجامعة كامبريدج في دراستهم الجديدة: "تشير النتائج إلى أن خطر دخول المستشفى تضاعف لدى المرضى الذين يعانون من متحور دلتا مقارنة بالمرضى الذين يعانون من المتحور ألفا".

وأضاف الباحثون: "كانت الحاجة للرعاية في حالات الطوارئ مقترنة بدخول المستشفى أعلى أيضًا بالنسبة للمرضى الذين يعانون من متحور دلتا، مما يُظهر زيادة استخدام خدمات الرعاية الطارئة بالإضافة إلى الاستشفاء الداخلي".

"التطعيم الكامل أمر بالغ الأهمية"

وتضمنت الدراسة بيانات عن 8،682 مريضًا بكوفيد-19 في إنجلترا أصيبوا بمتحور دلتا و 34،656 مصابًا بمتحور ألفا. وفي كلا المجموعتين، كان معظم المرضى، أي نسبة 74%، غير مُلقحين.

وخضع المرضى لفحص كوفيد-19 بين 29 مارس/ آذار و 23 مايو/ أيار من هذا العام، وفحص الباحثون عدد الذين نقلوا إلى المستشفى منهم.

وبشكل عام، تم إدخال نسبة 2.3% من مرضى متحور دلتا و2.2% من مرضى متحور ألفا إلى المستشفى في غضون أسبوعين من إجراء فحص كوفيد-19.

ولكن بمجرد أن وضع الباحثون في الاعتبار عوامل معينة يمكن أن تزيد من خطر دخول المريض إلى المستشفى، مثل العمر أو حالة التطعيم، وجدوا أن متحور دلتا مرتبط بزيادة خطر الإستشفاء بمقدار 2.26 ضعفًا مقارنة مع ألفا و 1.45 ضعفًا لخطر طلب رعاية طارئة أو دخول المستشفى.

وأشار الباحثون إلى أن نتائج دراستهم مشابهة لبحث منفصل أُجري سابقًا في اسكتلندا ووجد أيضًا ارتفاعًا في مخاطر دخول المستشفى في غضون 14 يومًا للمرضى المصابين بمتحور دلتا مقارنة بمتحور ألفا.

وقالت الدكتورة آن بريسانيس، إحدى مؤلفي الدراسة الرئيسيين وخبيرة الإحصاء في جامعة كامبريدج، في بيان صحفي الجمعة: "يسلط تحليلنا الضوء على أنه في حالة عدم وجود لقاح، فإن أي تفشي لمتحور دلتا سيفرض عبئًا على الرعاية الصحية أكبر من عبء متحور ألفا".

وأكدت بريسانيس أن "الحصول على التطعيم الكامل أمر بالغ الأهمية لتقليل مخاطر إصابة الفرد بأعراض مرض متحور دلتا في المقام الأول، والأهم من ذلك، تقليل خطر إصابة مريض دلتا بمرض خطير ودخول المستشفى".

"هذ ليست مفاجأة"

وقال بعض الأطباء والعلماء غير المشاركين في الدراسة الجديدة إن النتائج تؤكد ما كان يعتقد بالفعل، أن متحور دلتا من المرجح أن يسبب مرضًا خطيرًا.

وقال الدكتور ديفيد سترين، كبير المحاضرين الإكلينيكيين في جامعة إكستر والذي لم يشارك في الدراسة، في بيان مكتوب: "تؤكد هذه البيانات ما نراه في الممارسة السريرية، أي أنه بالإضافة إلى أن متحور دلتا أكثر عدوى من المتحورات الأصلية أو متحور ألفا، فإنه يسبب أيضًا مرضًا أكثر خطورة، لدى الفئات التي كانت تعاني في السابق من عدوى خفيفة فقط".

وأشار سترين إلى أن هذه البيانات "تسلط الضوء على الحاجة إلى برنامج لقاح شامل لدى البالغين الأصغر سنًا، وتظهر بوضوح أن التصور المسبق بأن تلك الفئة لا تصاب بكوفيد-19 حاد لم يعد صحيحًا".

وأضاف:"هذه ليست مفاجأة، لأن العاملين اللذين يجعلان متحور دلتا أكثر عدوى سيكون لهما أيضًا دور في شدة المرض".

ولاحظ الباحثون أيضًا في دراستهم أن الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في إنجلترا سببها بشكل متزايد متحور دلتا.

وعلى الرغم من أن نسبة الحالات في الدراسة الناتجة عن متحور دلتا كانت 20% بشكل عام، كتب الباحثون أن هذه النسبة زادت إلى 74% من الحالات المتسلسلة الجديدة في الأسبوع الذي بدأ في 31 مايو/ أيار 2021.

وخلال هذا الصيف في الولايات المتحدة، تفوق متحور دلتا على متحور ألفا، الذي اكتشف لأول مرة في المملكة المتحدة، باعتباره سلالة فيروس كورونا المهيمنة المنتشرة.

وقالت الدكتورة زانيا ستاماتاكي، اختصاصية المناعة الفيروسية بجامعة برمنغهام، والتي لم تشارك في الدراسة الجديدة، في بيان منفصل: "كان متحور دلتا مسؤولاً عن الزيادة الطفيفة في حالات كوفيد-19 هذا الصيف في المملكة المتحدة، وقد سمع الكثير منا حتى عن إصابة أشخاص تلقوا التطعيم بالعدوى".

وأوضحت ستاماتاكي أن الدراسة الجديدة "تقيس دخول المستشفى كعلامة لمرض خطير، والنتائج واضحة: يزيد متحور دلتا دخول المستشفى مقارنة بمتحور ألفا الذي كان منتشرًا سابقًا في المملكة المتحدة.

وأضافت: "بالاقتران مع الدراسات السابقة التي تظهر أن متحور دلتا معد بنسبة 50% أكثر من متحور ألفا، يتزايد الدليل على أننا نتعامل مع متحور خطير للغاية، وكلتا جرعتي اللقاح ضرورية لتوفير أقصى قدر من الحماية".