دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رفض مستشارو اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الجمعة توصية الوكالة بالموافقة على جرعات معززة لفيروس كورونا، لكل من تم تطعيمهم قبل ستة أشهر أو أكثر.
وأوصى المستشارون بإذن الاستخدام الطارئ للجرعة المعززة للأشخاص الذين تخطوا الـ65 عامًا من العمر أو أكبر، وأولئك الذين يتعرضون لخطر الإصابة الشديدة، بالإضافة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى في العمل، حتى لو لم يكونوا معرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بمرض شديد.
أما الأسباب الخمسة التي استند إليها أعضاء اللجنة الاستشارية المعنيّة باللقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة للتصويت ضد إمكانية حصول من يرغب على الجرعة المعزّزة، فتتمثل بالتالي:
لا داعي للعجلة
وقال البروفسور بطب الأطفال في مستشفى فيلادلفيا بول أوفيت أمام المجتمعين: " الهدف المعلن لهذا اللقاح هو الحماية من الأمراض الخطيرة"، مضيفًا أن البيانات تُظهر أن هذه اللقاحات تفعل ذلك بالضبط، ومؤكدًا أن هذا بالضبط ما نتوقعه.
ورغم إعلان شركة "فايزر" أنّ لقاحها يحمي من تداعيات الإصابة الخطيرة، ومن الاستشفاء، ومن خطر الموت، بنسبة 90%، إلا أنها أشارت إلى أن فعالية الجرعتين من اللقاح لن تدوم لوقت طويل.
ليس هناك أدلة كافية لتبرير الحقن المعززة للجميع
وقال دكتور مارك سوير، بروفسو طب الأطفال السريري في جامعة كاليفورنيا سان دييغو الأمريكية، إن "حاجة استخدام هذه الجرعة تشمل المتقدمين في السن، والعاملين في الخطوط الأمامية"، مشيرًا إلى توافقه مع الزملاء على ندرة بيانات السلامة المقدمة.
وخلُص أحد مسؤولي اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الدكتور ماريون غروبر في دراسة له نُشرت في المجلة العلمية "The Lancet"، إلى أنّه من المبكر إعطاء الجرعة المعززة من لقاح "فايزر" قريباً.
الحاجة إلى مزيد من الدراسات... ودقة في الاستنتاجات
وأوضح الدكتور مايكل كوريلا، أخصائي الأمراض المعدية في المركز الوطني لتطوير العلوم الانتقالية، أنه يشتبه في أن شركة "فايزر" قد ذهبت بعيدًا في استقراء البيانات الخاصة بكبار السن إلى فئة السكان الأصغر سنًا.
ورأى أنه من غير الواضح بالنسبة إليه، بعد اطلاعه على البيانات المقدمة من "فايزر"، أنها تنطبق على مجموع السكان، لافتًا إلى أنّ دراسات "فايزر" استندت إلى حجم المضادات الحيوية في الجسم من دون إعطاء أهمية للجوانب الأخرى المتعلقة بالإجابة المناعية.
وكان الخبراء في علم النظام المناعي قد أشاروا إلى أن الحماية طويلة الأمد تأتي من خلايا تدعى "بي" و"تي"، فيما قدمت "فايزر" دراسة حول المضادات الحيوية فقط.
من جهته، قال نائب مدير مكتب أبحاث اللقاحات ومراجعتها في إدارة الغذاء والدواء الأميركية الدكتور فيليب كراوس، إنّ جزءًا من عدم التوصية بالجرعة المعززة يعود إلى استناد "فايزر" على بيانات لم تتم مراجعتها من قبل الأخصائيين، ولا من قبل الوكالة.
وفي الإطار عينه، أوضح الدكتور هايلي غانز وهو بروفسور في طب الأطفال في مركز ستانفور الطبي الجامعي، أن "هناك نقصًا في البيانات يتعلق بجرعات اللقاحات التي أعطيت إلى الآن".
القلق من التهاب عضلة القلب والتهاب الشغاف
وفي السياق ذاته، قال أوفيت: "لقد طُلب منا الموافقة على هذا باعتباره لقاحًا من ثلاث جرعات للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا أو أكثر ، دون أي دليل واضح على أن الجرعة الثالثة لشخص أصغر سنًا، مقارنة بشخص مسن، ذات قيمة"، مضيفًأ: "إذا لم يكن الأمر يتمتع بقيمة، فإن المخاطر قد تفوق الفوائد. ونحن نعلم أن الطفل البالغ من العمر بين 16-29 عامًا يتعرض لخطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب بشكل أكبر".
أما الدكتور دوران فينك من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية فقد ذكر في الاجتماع أن الوكالة لم تكن متأكدة أيضًا، قائلًا: "ليس لدينا بالفعل بيانات كافية حتى الآن لنعرف ما هي مخاطر التهاب عضلة القلب أو التهاب التامور بعد جرعة معززة".
وأظهرت الدراسات أن البالغين الأصغر سنًا والمراهقين الأكبر سنًا، وخاصة الذكور، لديهم مخاطر أعلى للإصابة بهذا الالتهاب النادر في القلب بعد تلقي لقاحات mRNA، على الرغم من أن المشكلة تحل بسرعة من خلال العلاج الفوري.
وقال فينك إن التفاصيل حول هذا الخطر قد لا تظهر إلا بعد إعطاء جرعات معززة على نطاق أوسع، مضيفًا: "ناقشنا الحاجة إلى مثل هذه التحقيقات مع مصنعي اللقاحات".
قبل الحديث عن الجرعة الثالثة... هل تلقى الأمريكيون جرعتي اللقاح أولاً؟
وأشار الدكتور كودي ميسنر، أستاذ طب الأطفال في كلية الطب بجامعة تافتس، إلى أنه لا يعتقد أن المعززات ستسهم بشكل كبير في السيطرة على الوباء.
ومن جهة أخرى، قالت الدكتورة ميليندا وارتون، مديرة قسم خدمات التحصين في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه "أمر محبط عندما يكون لدينا في الولايات المتحدة إمدادات كافية من اللقاح، ومع ذلك لم نتمكن من تحقيق معدل التلقيح المتوقع بين السكان، والذي من شأنه أن يؤدي إلى سيطرة أفضل بكثير على الوباء مما لدينا".