كيف تتصرف عندما لا يرتدي الأشخاص الكمامات حولك؟

علوم وصحة
نشر
8 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع عودة السفر خلال موسم العطلات إلى مستويات ما قبل الجائحة، تقدم خبيرة صحية إستر تشو نصائح لأولئك الذين يخططون لزيارة أحبائهم، بالنظر إلى ارتفاع إصابات كوفيد-19 في أجزاء كثيرة من العالم.

قالت الدكتورة إستر تشو، الأستاذة المساعدة في جامعة أوريغون للصحة والعلوم، إنه مع صعوبة العثور على الفحوصات المنزلية والطوابير الطويلة لإجراء الفحوص لدى مراكز الفحص على الصعيد الوطني في أمريكا، فإن تدابير السلامة الأخرى مثل ارتداء أقنعة N95 أو KN95 أثناء السفر لقضاء العطلات ستكون بالغة الأهمية.

وأوضحت تشو لـ CNN أن هناك مخاطر متزايدة للسفر الداخلي بسبب نقص متطلبات تلقي اللقاح وعدم التزام البعض بارتداء الكمامة.

وأكدت أنه "عليك التحدث عندما ترى من حولك لا يرتدون الكمامات. هذا ليس الوقت المناسب لتكون مهذبًا والسماح للناس بالقيام بما يشعرون به، إنه حقًا يتعلق بالحفاظ على سلامة الجميع".

ومن جانبه، قال الدكتور أنتوني فاوتشي مرارًا وتكرارًا هذا الشهر إنه يعتقد أنه يمكن للناس أن يشعروا بالراحة نسبيًا في السفر بالطائرة إذا تلقوا التطعيم، بما في ذلك الجرعة المعززة، وارتدوا الكمامات كما هو مطلوب في المطارات وعلى متن الطائرات.

وصرح فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية لشبكة CNBC الأسبوع الماضي بأنه إذا اُضطر إلى ذلك، فلن يواجه أي مشكلة في ركوب الطائرة، مضيفًا "لقد تلقيت التطعيم والجرعة المعززة وأعلم أنه يتعين علينا ارتداء الكمامة على متن طائرة."

وأثبتت اللقاحات والجرعات المعززة أنها أفضل طريقة للوقاية من المرض الشديد، ومع ذلك يحتاج الجهاز المناعي للفرد إلى وقت للاستجابة للجرعات المعطاة.

وبشكل كبير، يعد الأشخاص غير الملقحين عرضة لخطر الإصابة بمرض شديد من كوفيد-19.

ارتفعت حالات الإصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، حيث أصبح متحور أوميكرون شديد العدوى هو المسيطر. وبلغ متوسط ​​عدد حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 في البلاد أكثر من 182،600 حالة يوميًا خلال الأسبوع الماضي، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.

وهذا العدد أعلى بنسبة 48% عما كان عليه قبل أسبوع، ويتجاوز ذروة موجة متحور دلتا خلال الصيف الماضي.

توقعات بصعوبات في السفر 

وخضع ما لا يقل عن 2.08 مليون مسافر للفحص في المطارات الأمريكية يوم الأربعاء، وهو عدد يفوق يوم الأسبوع ذاته من عام 2019، وفقًا لإدارة أمن النقل.

وتتوقع الوكالة أن يسافر 20 مليون شخص ما بين 23 ديسمبر/ كانون الأول و3 يناير/ كانون الثاني، وهو ما ينافس أرقام عام 2019.

ومع ذلك، أعلنت العديد من شركات الطيران مؤخرًا عن إلغاء الرحلات الجوية وتغيير الجداول الزمنية بسبب تعرض أفراد الطاقم لمتحور "أوميكرون".

وألغت شركة الخطوط الجوية المتحدة أكثر من 175 رحلة عشية عيد الميلاد، أي نسبة 9% من إجمالي عدد رحلاتها، وفقًا لموقع تتبع الرحلات FlightAware صباح الجمعة.

وحسبما جاء في مذكرة من شركة الطيران حصلت عليها CNN أن "الارتفاع الكبير في حالات أوميكرون هذا الأسبوع كان له تأثير مباشر على أطقم رحلاتنا والأشخاص الذين يديرون عملياتنا".

وبالمثل، ألغت خطوط دلتا الجوية أكثر من 140 رحلة عشية عيد الميلاد، وفقًا لـ FlightAware، أي نحو 7% من إجمالي رحلاتها.

وأعلنت شركة الطيران في بيان أن "فرق دلتا استنفدت جميع الخيارات والموارد - بما في ذلك تغيير مسار واستبدال الطائرات والأطقم لتغطية الرحلات المجدولة".

كما أعلنت شركة خطوط آلاسكا الجوية أنها ألغت 17 رحلة الخميس بسبب متحور أوميكرون.

ولا يؤثر كوفيد-19 على رحلات الطيران فقط، إذ تم مؤخرًا حظر سفينة سياحية تابعة لشركة مجموعة رويال كاريبيان من الدخول إلى جزيرتي أروبا وكوراساو بعد أن ثبتت إصابة 55 شخص بكوفيد-19 من أفراد طاقم وركاب ملقحين بشكل كامل، والذي يمثلون نسبة تتجاوز 1% بقليل من العدد الإجمالي للركاب على متن السفينة.

الجرعات المعززة والكمامات فعالة

في ورقة بحثية جديدة نُشرت الخميس في مجلة Science، أوصى اثنان من خبراء الأمراض المعدية بتلقي المزيد من الجرعات المعززة والحفاظ على ارتداء الكمامات لحماية الناس.

وكتب الباحثون أن فعالية اللقاح تتضاءل مع مرور الوقت، لكن يمكن استعادتها بجرعة معززة للمساعدة في الحماية من العدوى الخارقة للقاح.

وكتب كل من رافيندرا جوبتا من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة والدكتور إريك توبول من معهد سكريبس للأبحاث المترجمة في كاليفورنيا: "يبدو أن الوقت هو المحرك الرئيسي لانخفاض الفعالية بعد التطعيم".

وجاء في الورقة البحثية التي كتبها جوبتا وتوبول أن "استمرار انتقال العدوى بين السكان الملقحين بشكل كبير يؤكد الحاجة إلى التوسع في التطعيم عبر الفئات العمرية مع الحفاظ على التدخلات غير الدوائية، مثل ارتداء الكمامات".

ولاحظ الباحثون، في وقت سابق من إطلاق اللقاحات، أن الدول التي تباعدت في إعطاء الجرعات الأولى والثانية من لقاحات الحمض النووي الريبي المرسل، أي لقاحي "فايزر" و"مودرنا"، شهدت متانة أطول أجلاً للمناعة المكتسبة من اللقاح، مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل حيث تم إعطاء جرعات اللقاح بفاصل ثلاثة إلى أربعة أسابيع.

وذكر الخبيران في الورقة البحثية أن إعطاء جرعتين من لقاح الحمض النووي الريبي المرسل، متباعدتين بمدة 3 إلى 4 أسابيع، ربما كان بمثابة تحصين أولي - حيث أدى إلى الحد الأقصى من تحفيز الأجسام المضادة المعادلة، لكنه يهدد المناعة الدائمة".

ويشير ذلك إلى أن جرعتين من اللقاح معًا قد تكون بمثابة تحصين أولي، بدلاً من الجرعة الأولى وحدها كما كان مخطط له من البداية.

وبينما بدأت إسرائيل في تقديم جرعة رابعة من لقاح كوفيد-19 لكبار السن، قال كبير المسؤولين الطبيين لدى شركة "مودرنا"، بول بيرتون، إن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت في الولايات المتحدة لتحديد ضعف المناعة.

وأوضح بيرتون لـCNN الخميس "سيتعين علينا الانتظار لمدة شهرين حتى نتمكن من رؤية كيفية تطور هذه البيانات لفهم متى يجب إعطاء جرعة التعزيز الإضافية - إذا لزم الأمر "، مضيفًا أنه لا يريد التقليل من أهمية الجرعات المعززة في الوقت الحالي.

وقال "أعتقد أننا يمكننا الوثوق في أن الحصول على جرعة معززة سيوفر الحماية طوال موسم الأعياد وطوال أشهر الشتاء".

أما فيما يتعلق بتطوير جرعة معززة مخصصة لمتحور أوميكرون من شركة مودرنا، أكد بيرتون أن الشركة ستبدأ تجارب إكلينيكية في أوائل عام 2022، ومع ذلك فإن استمرار وجود متحورين مختلفين قد يغير الخطط.