كونها "معتدلة" لا يعني أنها ليست شديدة.. خبراء عن أعراض الإصابة بمتحور كورونا أوميكرون

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كُثر هم الأشخاص الذين قال لهم أطباؤهم إنّ مرضهم جراء الإصابة بكوفيد-19 "معتدل"، وسط تفشي موجة متحور "أوميكرون" السريع الانتشار، رغم ذلك، ما تشعر به من أعراض ليست معتدلة بما يكفي، كما يصفها البعض.

قد تختلف أعراض كوفيد-19 بشكل كبير بين شخص وآخر. وأظهرت الدراسات أن المرض الناتج عن متحوّر أوميكرون أكثر اعتدالًا بالمجمل من الذي تسبّب به متحوّر "دلتا"، حتى أن بعض الأشخاص قد لا يعانون من أعراض أو تقتصر على سيلان للأنف. رغم ذلك، فإن في وسعه التسبّب بالمرض الشديد، لا سيّما بين غير المحصّنين.

وبحسب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، هناك 126,410 شخصًا في المستشفى حاليًا مصابين بكوفيد-19، أي قرابة 89% من النسبة المسجلة في وقت الذروة العام الماضي.

لكن حتى المرض الذي يعتبر "معتدلًا" يمكن أن يكون مزعجًا، والتعافي منه طويل.

ويتضمن تعريف المعاهد الوطنية للصحة لكوفيد-19 "المعتدل" أعراضًا يعرفها الناس جميعًا هذه الأيام، مثل الحرارة والسعال والتهاب الحلق والإرهاق.

أوضحت الدكتورة شيرا دورون، اختصاصية علم الأوبئة وطبيبة الأمراض المعدية لدى مركز تافتس الطبي في بوسطن الأمريكية، أن استخدام كلمة "معتدل لا يقصد بها التقليل من تجربتك مع المرض".

وحتى الأشخاص الذين يعانون من مرض خفيف يمكن أن يصابوا بما يسمى كوفيد-19 طويل الأمد، مع استمرارهم الشعور بهذه الأعراض لمدة ستة أشهر أو أكثر.

وتعتقد دورون أن مصطلح "المعتدل" الذي يفضل استخدامه الخبراء قد يحتاج إلى إعادة تحديد.

وتشرح دورون أنه عندما يستخدم الأطباء أو مراكز مكافحة الأمراض أو المعاهد الوطنية للصحة مصطلح "معتدل"، ما يقصدونه في الواقع أن إصابتك لن تؤدي إلى مرض شديد الذي يستدعي دخولك إلى المستشفى، "لكن عندما تصاب بأعراض شبيهة بالإنفلونزا تجعلك طريح الفراش، فهذه لا تعتبر إصابة خفيفة بالنسبة إليك".

على سبيل المثال، صُدم ديف جوداي عندما أتت نتيجة فحصه الروتيني موجبة في 8 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي. ويحرص مدرب الإذاعة والصوت في ثانوية أريزونا على إجراء فحص كوفيد-19 أسبوعيًا، وارتداء الكمامة لأنه لا يريد إحضار المرض إلى زوجته المصابة بمرض الذئبة. وأشار جوداي إلى أنهم "قالوا لي إن أصبت بكوفيد، يعني أن أي أحد معرّض لذلك أنا شديد الحرص". 

ويرى جوداي أن اللقاحات والجرعات المعززة ناجحة، إذ لم يضطر إلى دخول المستشفى مطلقًا إثر إصابته بكوفيد-19، لكنه عانى من صداع طفيف تحول في ما بعد إلى ما بدا أنه أحد أسوأ حالات صداع الجيوب الأنفية التي عانى منها على الإطلاق.

وقال جوداي: "شعرت أنّ رأسي مثل كرة بولينغ تزن 7 كيلوغرامات، وشعرت كأن حاسّتي الشم والتذوق لدي تتلاشيان".

رغم ذلك، شعر جوداي أنه بخير بما يكفي ليزاول مهامه في التدريس افتراضيًا. 

وأشارت دورون إلى أنه عندما تشعر بهذه الأعراض، هذا يعني أن جسمك يقاوم الفيروس.

وتابعت أن هذا يعد أمرًا جيدًا، لكنك لا تشعر أنك بحال جيدة، مضيفة أن "الأعراض في حد ذاتها ليست خطيرة، ولا تحتاج إلى طلب رعاية طبية".

في حال كنت تعاني من مرض "معتدل" جراء كوفيد، لن تتوجه إلى الطوارئ، لاسيما في وقت أصبحت فيه موارد الرعاية الصحية شحيحة.

لكن وصف المرض بأنه "معتدل" قد يكون له أثر آخر، إذ قد يدفع بعض الأشخاص إلى عدم أخذ كوفيد-19 على محمل الجد بما فيه الكفاية.

وقال الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الأمراض المعدية لدى المركز الطبي في جامعة فاندربيلت: "كان هناك الكثير من الإجهاد جراء كوفيد-19، وهذا مرتبط برغبة العودة إلى الوضع الطبيعي، لدرجة أن الناس قد يقللون من أهمية أعراضهم ويختارون عدم إجراء فحص كوفيد-19 أو الإنفلونزا".

وأكد شافنر أنه حتى مع وجود أعراض خفيفة، يجب أن يخضع الأشخاص لفحص كوفيد-19، كي يتمكّنوا من مراقبة تفاقم الأعراض التي تحتاج إلى رعاية طبية.

وتابع أن نتيجة نتيجة فحص كوفيد-19 تخبر المريض كان بحاجة إلى عزل نفس لوقت أطول حتى لا ينقل العدوى للآخرين.

ورغم أن متحور أوميكرون يتسبب بالمرض "المعتدل" أكثر من المتحورات السابقة، يجب ألا يتذرّع الناس بذلك ويتخلون عن اللقاحات أو الجرعات المعززة.

وقال شافنر: "لا يزال الناس يدخلون المستشفى بسبب أوميكرون، والغالبية العظمى منهم ما برحوا غير ملقحين"، مضيفًا أن "المستشفى ليست فندقًا ترفيهيًا".

من جهتها، تشجّع الدكتورة كلوديا هوين، مديرة السيطرة على مرض الأطفال لدى مستشفى رينبو للرضع والأطفال في مدينة كليفلاند الأمريكية، كل من تعرفه على الحصول على اللقاح والجرعة المعززة.

ولفتت هوين أن المستشفيات تساعد الأشخاص المصابين بكوفيد-19، لكن الأعراض والمضاعفات قد تستمر لفترة طويلة بعد الاستشفاء.

وقالت هوين: "نرى بيانات تظهر في بعض الأحيان، أن قرابة 30% من المرضى الذين ينتهي بهم الأمر في وحدة العناية المركزة، لا يستعيدون حياتهم الطبيعية أبدًا".

وأضافت أنه قد يعتقد غير المحصّنين أن ثمة من سينقذهم وسيكون كل شيء على ما يرام، لكن الحقيقة أن معظم المرضى لا يعودون إلى حياتهم الطبيعية".