دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تخيل مستقبلًا غير بعيد يمكنك فيه حجز تلك الرحلة الصيفية إلى إيطاليا أو التقاط صورة ذاتية بدون الحاجة لتذكر خلع كمامتك أولاً.
وبعد مرور 25 شهر، قد يبدو نسيان الجائحة لبعض الوقت وكأنه خيال.
لكن خبراء الأمراض المعدية يقولون إنه قد تكون هناك نهاية تلوح في الأفق.
ويقول الدكتور توم فريدن، الذي كان مديرًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وهو الآن الرئيس التنفيذي ورئيس "العزم لإنقاذ الأرواح": "أعتقد أننا إذا فعلنا ذلك بشكل صحيح، سيكون لدينا 2022 حيث لا يسيطر كوفيد-19 على حياتنا كثيرًا".
وقضى خبراء في الوكالات الفيدرالية فترة للتوصل إلى كيف سيبدو الجزء التالي من الجائحة، وكان هناك إجماع عام بين الخبراء حول ما سيحدث، وقالت إيفون مالدونادو، عالمة الأوبئة وأخصائية الأمراض المعدية في ستانفورد ميديسن: "نحن في الحقيقة لا نعرف بالضبط".
هناك نماذج للأمراض ودروس مستفادة من الأوبئة في الماضي، ولكن الطريقة التي ظهر بها متحور أوميكرون شديد العدوى يعني أنه يصعب على العلماء توقع ما سيحدث بعد ذلك.
وتسبب أوميكرون في الكثير من الضرر، إذ سجلت الولايات أكثر من ربع إجمالي إصابات "كوفيد-19" في الشهر الماضي وسط انتشار أوميكرون، وفقًا لبيانات من جامعة جونز هوبكنز.
ويبدو أن الموجة قد بلغت ذروتها في بعض المناطق التي ظهر فيها متحور أوميكرون لأول مرة في الولايات المتحدة، مثل مدينتي بوسطن ونيويورك. لكنها ما زالت تخرج عن نطاق السيطرة في أجزاء أخرى من البلاد.
لكن خبراء الأمراض المعدية يرون الأمل فيما حدث في جنوب أفريقيا.
واكتشف علماء جنوب أفريقيا هذا المتحور لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبلغت الإصابات هناك ذروتها ثم انخفضت بسرعة، وهذا ما يعتقد الخبراء أنه سيحدث في كل مكان.
ومن جانبه، يقول الدكتور جون شوارتزبيرج، خبير في الأمراض المعدية وعلم اللقاحات وأستاذ فخري في جامعة كاليفورنيا، كلية بيركلي للصحة العامة. "سيتطلب الأمر حتى حوالي منتصف شهر فبراير قبل أن نبدأ في رؤية تحسّن الوضع بالفعل".
ويعتقد العديد من الخبراء أنه إذا ارتفعت أعداد الإصابات بسرعة مفاجئة، فقد تكون هناك "فترة هدوء".
ويرى شوارتزبيرج أن الفترة الممتدة من مارس/آذار حتى الربيع أو الصيف ستكون مثل العام الماضي، مع استمرار الانخفاض في عدد الحالات، مضيفًا: "سيكون هناك شعور بالتفاؤل، وبعد ذلك ستكون لدينا القدرة على القيام بالمزيد في حياتنا".
وينبع جزء من تفاؤله من حقيقة أنه سيكون هناك عدد أكبر من السكان المحصنين، بين العدد المتزايد من الأشخاص الملقحين ومتلقي الجرعة المعززة، وأولئك الذين أصيبوا بـ"كوفيد-19" في خضم انتشار "أوميكرون".
ويُوضح أنه "بشكل عام، سيكون مستوى المناعة لدى سكاننا أعلى بكثير مما كان عليه وسط جائحة أوميكرون، وهذا سيساعدنا ليس فقط خلال مواجهة أوميكرون أو دلتا، بل خلال مواجهة أي متحورات جديدة"، لافتًا إلى أن مستوى المناعة يعتمد على توافر الأدوية للتدخل، وذلك لأن فيروس كورونا لن يختفي تمامًا على الأرجح.
ومن جانب آخر، تتوقع مالدونادو "عودة نسخة أخرى من الفيروس"، مضيفة أن "هذه هي السيناريوهات التي تجلب عدم اليقين حقًا لما سيأتي بعد ذلك".
المتحور التالي
ويمكن أن يكون المتحور التالي قابلاً للانتقال بشكل متساوٍ أو حتى أكثر من "أوميكرون"، ويمكن أن يسبب أعراضًا أكثر خطورة للناس - أو لا يسبب أي أعراض على الإطلاق.
ويقول الدكتور جورج راذرفورد، عالم الأوبئة بجامعة كاليفورنيا، في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية: "ليس من الواضح على الإطلاق ما الذي سيحدث بعد ذلك".
ويشير إلى أن الفيروس يمكن أن يتحور تدريجيًا، مثل ما حدث مع متحورات "ألفا" و"بيتا"، أو يمكن أن يحدث قفزة كبيرة حقًا، كما هو الحال مع "دلتا" و"أوميكرون".
وعلى سبيل المثال، كان فيروس إنفلونزا "H1N1" فيروسًا جديدًا عندما بدأ أحد أسوأ الأوبئة في التاريخ في عام 1918، فقد أصاب ثلث سكان العالم وقتل 50 مليونًا منهم.
وانتهى هذا الوباء في النهاية، لكن الفيروس لا يزال موجود حتى اليوم.
وتقول مالدونادو: "كان هذا بداية جميع فيروسات H1N1 التي نراها كل عام، ظهرت منه العديد من الطفرات منذ ذلك الحين، لذا من المحتمل أن هذا الفيروس سيفعل شيئًا مشابهًا".
ولا تزال الولايات المتحدة تسجل ما معدله 35 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب الإنفلونزا، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويقول شوارتزبيرج: "نحن نواصل حياتنا، لا أعتقد أنه سيعود إلى ما كان عليه، بالضبط".
وتُوضح مالدونادو أنه مع هذا السيناريو الشبيه بالإنفلونزا، يحتاج العالم إلى التركيز على حماية المعرضين للإصابة بمرض خطير، والتأكد من حصولهم على اللقاح والحصول على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة ومضادات الفيروسات.