هل يتحول لقاح "كوفيد-19" إلى حقنة سنوية؟ هذا ما يقوله الخبراء

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعتقد بعض العلماء أنّ جرعة اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19" ستكون سنوية، إسوة بلقاح الإنفلونزا.

ولم تتّضح الصورة كثيرًا لدى خبراء الصحة العامة بشأن ما يحمله المستقبل للقاحات "كوفيد-19"، لكن بعضهم يقول إنّ الصورة ستكون أشبه بتلك الجرعات التي نحتاج إلى تلقيها سنويًا، على غرار جرعات الإنفلونزا التي يُوصى بتلقيها كل خريف.

وقالت الدكتورة أرشانا شاترجي، عميدة كلية الطب في جامعة روزاليند فرانكلن الأمريكية، الإثنين إنه "بهدف وضع الأمور تحت السيطرة، ربما سنكون بحاجة إلى نوع من التلقيح الدوري، سنويًا، أو كل سنتين، أو خمس سنوات. لم نعرف ذلك بعد، لكنّ هذا الأمر سيظهر كلّما جمّعنا معلومات أكثر".

وأضافت شاترجي وهي عضوة أيضَا في اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات الحيوية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء: "لكني أتوقع أنه سيكون مطلوبًا على نحو دوري حتى يخضع الفيروس للمراقبة"، موضحة أنّ رأيها لا يعكس آراء اللجنة أو هيئة الغذاء والدواء.

ويُرتقب عقد اجتماع اللجنة في 6 أبريل/نيسان لمناقشة الحاجة إلى جرعات لقاح "كوفيد-19" المعززة مستقبلًا، ضمنًا الفترة الزمنية الفاصلة بينها إذا كان ثمة حاجة لذلك.

وأشارت إدارة الغذاء والدواء الإثنين إلى أنّ ممثلين عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها ومن المعاهد الصحية الوطنية سيشاركون في الاجتماع.

ويرمي هذا اللقاء إلى مساعدة إدارة الغذاء والدواء على وضع "إطار عمل عام" هدفه الإبلاغ عن الحاجة لتلقي جرعات معززة من "كوفيد-19"، وما إذا كان الأمر يتطلب تحديث تركيبة اللقاحات، لاستهداف متحوّرات محدّدة من فيروس كورونا.

ولم يخطّط للتصويت رسميًا خلال هذا الاجتماع، ولن يكون هناك نقاش للسماح بالاستخدام أو الموافقة على أي منتج محدد.

وقال بيتر ماركس، مدير مركز الأبحاث والتقويم الحيوي في وكالة الغذاء والدواء، في بيان صحفي الاثنين: "فيما نتهيأ للتصدي لكوفيد-19 عند الحاجة مستقبلًا، تبقى الوقاية من خلال اللقاحات أفضل دفاع لنا لمكافحة المرض وأي تداعيات شديدة محتملة".

وأوضح ماركس أن "الآن هو الوقت الملائم لمناقشة الحاجة إلى جرعات معززة في المستقبل، طالما أننا نرغب بالانتقال إلى الحياة الطبيعية بأمان، ويجب أن نتعاطى مع كوفيد كفيروس مماثل للإنفلونزا، ونستعد للوقاية منه وعلاجه".

وأضاف أن "الجمع بين خبرائنا العلميين الخارجيين، وإجراء نقاش صريح وشفاف حول التلقيح المعزز، يُعتبر خطوة مهمة لنطلع على وجهة نظرهم ومعطياتهم ومشورتهم، بالتوازي مع البدء بصياغة أفضل استراتيجية رقابية للتعامل مع كوفيد-19 ومتحوراته مستقبلًا".

من المرجح أن يصبح لقاحًا سنويًا

وقبل إعلان إدارة الغذاء والدواء عن موعد الاجتماع، قال سكوت غوتليب مفوض إدارة الغذاء والدواء السابق، إنه يعتقد أن لقاحات "كوفيد-19"، قد تُصبح سنوية.

وقال غوتليب عضو مجلس إدارة "فايزر" لمحطة CBS الأحد: "أعتقد أنّ هذا اللقاح قد يُصبح سنويًا، أقلّه في المدى المنظور، حتى نفهم حقيقة وبائيات هذا المرض، وإذا كان هذا الفيروس التاجي بدأ بالانحسار على غرار السلالات الأربع المنتشرة لفيروس كورونا التي شهدناها".

ويعود اكتشاف فيروس كورونا الذي يصيب البشر للمرة الأولى إلى ستينيات القرن الماضي، وانبثقت عنه أربع سلالات منتشرة تسبب أعراض رشح متشابهة. أما الفيروسات التاجية البشرية الأخرى فهي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو MERS، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة أو السارس، و SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لـ"كوفيد-19".

وأشار غوتليب إلى أنه "عندما يتعلق الأمر بكوفيد-19، أعتقد أن هذا لقاح مدته ستة أشهر حقًا من حيث توفير حماية ذات مغزى حقًا ضد الأعراض المرضية والعدوى"، مضيفًا: "من المرجح أن يُصبح هذا لقاحًا سنويًا لغالبية الأمريكيين".

ومعلوم أنّ الفيروس التاجي الذي يتسبّب بـ"كوفيد-19" لن يختفي في أي وقت قريب. وقال بعض الباحثين إنهم يتوقعون انتقال الوباء إلى مرحلة متوطنة، أي أنه موجود دومًا لكنه لا يؤثر على عدد كبير بشكل مثير للقلق، كما هو الحال في الجائحة.

لذلك لا يزال بإمكان "SARS-CoV-2" الانتشار، ولكن نأمل أن يكون بمعدلات منخفضة بما يكفي حيث لا يشكل عبئًا على الأنظمة الصحية.

وقال الدكتور أبرار كاران، أستاذ زميل محاضر بالأمراض المعدية في جامعة ستانفورد الأمريكية: "فيما يتعلق بالفيروس نفسه، ما يمكن أن نتوقعه أنه لن يختفي، وأنه سيكون لدينا طفرات متكررة، وأن مناعتنا ستضعف بمرور الوقت".

الجرعة المعززة..ما هي؟

وقد يكون لجرعات "كوفيد-19" المعززة صيغًا مستقبلية مختلفة تمامًا عن اللقاحات التي تُقدم الآن.

وتعمل بعض الشركات، ضمنًا شركتي "فايزر" و"مودرنا" على تطوير لقاحات متنوعة تستهدف أي نوع من فيروس "SARS-CoV-2" يتم تداوله عند الحاجة إلى جرعات معززة.

وقالت شركتا "فايزر" و"مودرنا" إنهما تعملان على لقاح يحمي على وجه التحديد من متحوّر "أوميكرون"، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت هناك حاجة إليه.

وأوضح ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لـ"فايزر"، أن الشركة تأمل أيضًا بصنع لقاح يحمي من أوميكرون وجميع الأنواع الأخرى من "SARS-CoV-2".

وفي مقابلة مع CBC خلال شهر مارس/آذار، أشار بورلا إلى أنّ الهدف يتمثل بابتكار "لقاح يمكن أن يحمي مدة عام بالحد الأدنى".

وأضاف: "إذا استطعنا تحقيق ذلك، فأعتقد أنه من السهل جدًا المتابعة والتذكّر حتى نتمكن من العودة إلى الطريقة التي اعتدنا أن نحيا بها".

وتعمل كل من "مودرنا" و"نوفافاكس" للتكنولوجيا الحيوية أيضًا على لقاحات مركبة توفر الحماية ضد كل من الإنفلونزا و"كوفيد-19" في وقت واحد.

وقالت ستيفان بانسيل المديرة التنفيذية لـ"مودرنا" في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أقيم في يناير/ كانون الثاني: "هدفنا أن نتمكن من الحصول على جرعة معززة سنوية واحدة حتى لا نواجه مشاكل عدم إقبال جراء عدم رغبة بعض الأشخاص بالحصول على جرعتين أو ثلاث جرعات شتاء، فيحصلون على جرعة واحدة تتضمن جرعة معززة لكورونا وأخرى للإنفلونزا، وللفيروس المخلوي التنفسي RSV، للتأكد من حصول الناس على لقاحاتهم".

وذكرت شاترجي أنه قد يكون هناك فائدة من وجود مزيج من لقاح الإنفلونزا وفيروس "كوفيد-19". لافتة إلى أنها تشمل "الفوائد اللوجستية، بحيث يتم تقليل عدد الحقن، ومرافق التخزين المخصصة لها، ولا يتعين على إدارة هذه اللقاحات تخزين العديد من اللقاحات لأنها مشتركة".