كيف تفيد الموسيقى مرضى الألزهايمر؟

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تقدم دراسة حديثة نظرة جديدة حول كيفية ارتباط الموسيقي المفضلة لدينا مع ذكرياتنا وشخصياتنا، وكيف يمكن أن تساعد هذه الروابط في جعل حياتنا أفضل.

إذ يمكن أن تذكرك أغنية مفضلة أو مألوفة بلحظة معينة من حياتك. ولا يعتبر ذلك مجرد شعور خيالي، بل ثمة علم وراء كيفية ربط عقولنا الموسيقى بالذاكرة.

ولطالما كان هناك ارتباط بنّاء بين الموسيقى ومرضى ألزهايمر أو الخرف.

واتضح أن الاستماع على نحو متكرر للموسيقى المفضلة للأشخاص يساعد على تحفيز المسارات العصبية في الدماغ، ما يساهم بالحفاظ على مستويات أعلى من الأداء، بحسب مايكل ثوت، كبير مؤلفي دراسة وضعها باحثون في جامعة تورنتو.

نشرت الدراسة في مجلة مرض الألزهايمر، خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويمكن أن تدعم النتائج إمكانية إدراج العلاج القائم على الموسيقى ضمن علاج المرضى الذي يعانون من ضعف الإدراك، مستقبلًا.

وكانت التغييرات الأكثر وضوحًا في قشرة فص الجبهة، والمعروفة باسم مركز التحكم في الدماغ، حيث يتم اتخاذ القرار، والاعتدال بالسلوك الاجتماعي، والتعبير عن الشخصية، والتخطيط للسلوك العقلي المعقد.

وبمجرد أن سمع المرضى موسيقى تعني لهم شخصيًا، اشتغلت شبكة عصبية موسيقية تربط مناطق مختلفة من الدماغ.

وتأتي هذه المعلومات عقب خضوع المرضى لفحص رنين مغناطيسي قبل وبعد الاستماع إلى الموسيقى.

واختلفت النتيجة طبعًا عندما سمع المرضى موسيقى جديدة غير مألوفة، ما أدّى فقط إلى تشغيل جزء معين من الدماغ، تمّ ضبطه على الاستماع.

وشارك 14 شخصًا فقط في الدراسة، بينهم 6 موسيقيين، استمعوا إلى قوائم التشغيل المنسّقة خصيصًا لهم لمدة ساعة يوميًا، خلال ثلاثة أسابيع.

وقال ثوت: "سواء كنت موسيقيًا طوال حياتك أو لم تعزف أبدًا على آلة موسيقية، فإن الموسيقى هي مفتاح الوصول إلى ذاكرتك، وتحديدًا إلى القشرة الجبهية".

وأضاف: "الأمر بسيط.. استمر بالاستماع إلى الموسيقى التي أحببتها طوال حياتك.. أغانيك المفضلة طوال الوقت، تلك المقطوعات التي تعني لك بشكل خاص.. اجعلها تمارين رياضية لعقلك".

أرضية مشتركة تجمع عشاق الموسيقى في العالم

ترتبط الموسيقى برغبتنا بالتواصل، ورواية القصص، ومشاركة القيم مع الآخرين، ولهذا الأمر جذور عميقة في الثقافات البشرية المبكرة.

لهذا السبب على الأرجح، ليس مستغربًا أننا كبشر، صغنا روابط مع أنواع معينة من الموسيقى أو أنماط موسيقية محددة كوسيلة للتعبير عن أنفسنا تعكس شخصياتنا.

وأظهرت دراسة حديثة شملت 6 قارات، شارك فيها أكثر من 350 ألف مشارك تنوع الشخصيات مرتبط بتفضيلات موسيقية معينة.

وخلال مرحلة إجراء الدراسة، أبلغ أشخاص من أكثر من 50 دولة بأنفسهم عن استمتاعهم بـ23 نوعًا مختلفًا من الموسيقى، وذلك خلال إكمالهم استبيانًا للشخصية.

وطلب التقييم الثاني من المشاركين الاستماع إلى مقاطع موسيقية قصيرة من 16 نوعًا موسيقيًا مختلفًا، وأنواعًا متفرعة من الموسيقى الغربية، وطلب منهم تصنيفها. ونشرت الدراسة في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Journal of Personality and Social Psychology) في فبراير/شباط الماضي.

كشفت النتائج عن روابط مباشرة بين المنفتحين اجتماعيًا والموسيقى الهادئة والمتطورة والمعاصرة.

وقال مؤلف الدراسة ديفيد غرينبيرغ، باحث مشارك فخري في جامعة كامبريدج، وباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة بار إيلان، في بيان: "لقد فوجئنا بمدى تكرار هذه الأنماط بين الموسيقى والشخصية في جميع أنحاء العالم".

ولفت: "قد ينقسم الناس بحسب الجغرافيا واللغة والثقافة، لكن إذا كان أحد الانطوائيين في جزء من العالم يحب الموسيقى عينها التي يفضلها انطوائي في مكان آخر من الكرة الأرضية، فهذا يشير إلى أن الموسيقى يمكن أن تشكل جسرًا قويًا للغاية. تساعد الموسيقى الناس على فهم بعضهم والعثور على أرضية مشتركة بينهم".