مسؤولون في إدارة الغذاء والدواء: جرعات سنوية مضادة لكورونا قد تكون ضرورية مستقبلًا

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تحتاج الولايات المتحدة إلى تحديث لقاحات "كوفيد-19" سنويًا، وفق ما صرّح به ثلاثة من كبار مسؤولي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وقد يتضمّن "الوضع الطبيعي الجديد" لقاحًا سنويًا مضادًا لـ"كوفيد-19"، بالتوازي مع لقاح الإنفلونزا الموسمية.

وأفادت ورقة بحثية كتبها كل من الدكتور بيتر ماركس - مدير مركز إدارة الغذاء والدواء لتقييم وأبحاث البيولوجيا، والدكتورة جانيت وودكوك - النائب الرئيسي للمفوض، والدكتور روبرت كاليف - المفوض الجديد لإدارة الأغذية والعقاقير، نُشرت في المجلة الطبية "JAMA"، الاثنين، "أنّ انتشار اللقاح والمناعة الناجمة عن العدوى، بالتوازي مع توافر العلاجات الفعّالة، قد يحد من أثر تفشي المرض مستقبلًا. ورغم ذلك، حان الوقت لقبول وجود فيروس SARS-CoV-2، الذي يتسبّب بكوفيد-19، على أنه الواقع الطبيعي الجديد. ويرجّح أن يتفشى عالميًا في المدى المنظور، ويحجز مكانًا له إلى جانب فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى مثل الإنفلونزا. وهذا الأمر قد يستوجب إجراء دراسة سنوية مماثلة لتحديث تركيب اللقاح".

وتابع الأطباء أنّه "خلال آلية وضع مخطط، واختيار اللقاح المضاد لكوفيد-19 لعام 2022-2023، من المهم إدراك أن موسم الخريف سيوفر فرصة كبيرة من أجل تحسين تغطية التطعيم المضاد لكوفيد-19، بهدف الحد من الاضطرابات المجتمعية المستقبلية، وإنقاذ الأرواح".

وأضافوا أنه "من خلال وضع خطة تنفيذ لآلية اختيار اللقاح لهذا العام، يتجه المجتمع نحو وضع طبيعي جديد قد يشمل التطعيم السنوي لكوفيد-19، إسوة بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية".

ويُرجح أن يكون يونيو/ حزيران، الشهر الذي يتّخذ خلاله مسؤولو إدارة الغذاء والدواء قرارًا بشأن تركيبة لقاحات "كوفيد-19" لفصلي الخريف والشتاء، وماهيّة مخططات التلقيح.

وورد على لسان المسؤولين في الوكالة ماركس، ووودكوك، وكاليف، أنه بحلول هذا الصيف، "يجب أن تُتّخذ القرارات" بشأن تحديد المؤهلين للحصول على جرعات إضافية من "كوفيد-19" في الخريف، وضرورة تحديد تركيبة اللقاحات بحلول يونيو/ حزيران.

وكانت إدارة الغذاء والدواء قد أعلنت الأسبوع الماضي، عن عقد اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة اجتماعًا في 28 يونيو/ حزيران، لمناقشة إذا ما كان ينبغي تعديل تركيبة لقاحات "كوفيد-19" الحالية، وفي حال كان الأمر كذلك، فما هي التحديثات التي يفترض اختيارها للخريف.

ولفت الباحثون إلى أنه "في ما يتعلّق بالاعتبارات العملية، خلص الاجتماع الأخير للجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة إلى اتفاق موحّد نسبيًا، مفاده أنّه يُحبّذ اعتماد تركيبة لقاح واحدة من قبل جميع الشركات المصنّعة، وأنّ البيانات ستكون ضرورية للإطلاع عليها وتوجيه عملية اختيار اللقاح المضاد لكوفيد-19 أحادي أو ثنائي أو ثلاثي التكافؤ".

وأضاف الباحثون أنّه "كان هناك اتفاق عام أيضًا، على أن التوصية بتركيبة لقاح جديدة يُفترض أن تكون مستندة إلى مجمل الأدلة السريرية والوبائية المتوافرة، وقد يكون استخدامها الأمثل كتطعيم أولي وكجرعة معززة".

وكان قد التقى أعضاء اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة في أبريل/ نيسان لمناقشة كيف يمكن لتركيبة لقاحات "كوفيد-19" أن تتغيّر لاستهداف أي متحوّرات جديدة وناشئة من فيروس كورونا. واتفقت اللجنة على أن ثمة حاجة لوضع إطار عمل لكيفية إجراء هذه التعديلات وتوقيت ذلك. ويخطّط المستشارون لمواصلة نقاشهم في الأشهر المقبلة.

وأوضح المسؤولون في إدارة الغذاء والدواء أنّه "بحلول الصيف، ستؤخذ قرارات لموسم 2022-2023 بشأن المؤهلين لتلقي اللقاح مع معززات إضافية، وتركيبة اللقاح. وإعطاء جرعات إضافية من لقاح كوفيد-19 للأفراد المؤهلين هذا الخريف، في مسافة زمنية قريبة من حملة لقاح الإنفلونزا المعتادة، وقد يؤدي إلى حماية الأفراد المعرضين للإصابة من الاستشفاء والوفاة، وبالتالي يتعين على إدارة الغذاء والدواء دراسة هذا الأمر".

ويتمتع بعض الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة، والذين يبلغون عمر الـ 50 عامًا وما فوق، بالأهلية للحصول على جرعات معززة إضافية من اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19" في الولايات المتحدة. ولفت مسؤولو الوكالة إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين لم يتم تطعيمهم أو تعزيزهم بعد، فإن الحصول على جرعة لقاح الآن لن يترتّب عليه آثار سلبية تمنع الحصول على جرعة إضافية في فصل الخريف.

ويمكن تحديث تركيبة اللقاحات الحالية لاستهداف متحوّرات الفيروس المنتشرة. وأشار مؤلفو الورقة البحثية إلى أنه في الخريف والشتاء المقبلين، قد تتضافر ثلاثة عوامل وتعرّض البلاد لخطر إضافي من الإصابة بالمرض الذي يسبّبه "كوفيد-19" وهي: ضعف المناعة، والموجات الموسمية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، وتطور الفيروس التاجي المستمر الذي يؤدي إلى نشوء متحورات جديدة.