دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال مسؤول كبير في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) لـCNN، الأربعاء، إن حالة شلل الأطفال التي تم تحديدها في نيويورك الشهر الماضي "مجرد قمة جبل جليدي"، ومؤشر على أن "وجود مئات الحالات المنتشرة في المجتمع".
وتمّ تشخيص الحالة في مقاطعة روكلاند، حيث تشير البيانات إلى أنّ معدل التطعيم ضد شلل الأطفال فيها منخفض جدًا.
وأوضح الدكتور خوسيه روميرو، مدير المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، أنّ غالبية المصابين بشلل الأطفال لا تظهر عليهم أعراض، وبالتالي يمكنهم نشر الفيروس من دون علمهم.
وتابع: "هناك عدد من أفراد المجتمع الذين أصيبوا بفيروس شلل الأطفال.. سيكون انتشاره احتمالًا قائمًا دومًا لأنّه سيكون صامتًا".
سافر فريق من محققي الوكالة إلى مقاطعة روكلاند من مقرّها الرئيسي في أتلانتا، الأسبوع الماضي. وأعرب الفريق عن قلقهم من انتشار شلل الأطفال بسرعة كبيرة، ذلك أنّ شلل الأطفال قد يتسبّب بالموت وشلل غير قابل للشفاء.
ويتمتع معظم الأشخاص في الولايات المتحدة بالحماية بفضل التطعيم. ومع ذلك، قد يكون آخرون عرضة للفيروس لأسباب عدّة.
ويعتبر الأشخاص غير المحصّنين وغير الملقّحين الأكثر عرضة للخطر، لا سيّما أنّ معدلات التطعيم ضد شلل الأطفال في مقاطعتَي روكلاند وأورانج المجاورة، شمال مدينة نيويورك، تبلغ نسبة 60٪ مقارنة مع نسبة 93٪ على الصعيد الوطني.
ويمكن أن تكون مناعة بعض الأشخاص ضعيفة رغم تطعيمهم بالكامل.
"القاتل الصامت"
وتعتبر حالة شلل الأطفال في مقاطعة روكلاند الأولى المشخّصة في الولايات المتحدة منذ حوالي عقد من الزمن.
وقد اكتشف الفيروس في مياه الصرف الصحي بمقاطعة روكلاند ومقاطعة أورانج المجاورة. ورُبطت العينات الإيجابية وراثيًا بالحالة الفردية.
لكن، لم يبلّغ عن أي حالات أخرى في الولايات المتحدة.
وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، لا تظهر الأعراض على حوالي 3 من كل 4 أشخاص مصابين بشلل الأطفال. غير أنّ في وسعهم نقل الفيروس للآخرين.
وبالنسبة إلى باقي الأشخاص، يعاني معظمهم من أعراض مثل التهاب الحلق، أو الصداع، اللذين يمكن التغاضي عنهما بسهولة أو الخلط بينهما وبين أعراض أمراض أخرى.
يصاب عدد صغير نسبيًا بالشلل، أي حوالي 1 من كل 200 شخص، فيما يفارق الحياة عدد قليل من المصابين بالشلل لعدم تمكّنهم من التنفس.
في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، أدى تفشي شلل الأطفال إلى إعاقة معدل 35 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة. وبدأت حملة التطعيم عام 1955، وسرعان ما تراجع عدد الحالات المسجّلة على أثرها.
اليوم، أصبح هناك جولة كاملة من اللقاحات ضد شلل الأطفال، أي 4 جرعات تتراوح بين شهرين و6 سنوات، وتعد فعالة بنسبة 99٪ على الأقل، وفق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
لكن، هناك بعض المجموعات الصغيرة التي تخلّفت عن تلقيح أطفالها ضد الفيروس خلال العقود الأخيرة.