دراسة: الأجنة المجمّدة قد ترتبط بمخاطر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة
دراسة: الأجنة المجمدة مرتبطة بمخاطر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يرتبط الحمل عبر الإخصاب في المختبر، واستخدام الأجنّة المجمّدة، بزيادة خطر حدوث مضاعفات مرتبطة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم، مقارنةً باستخدام الأجنّة "الطازجة" أو عند الحمل بشكل طبيعي، وذلك وفقًا لدراسة نُشرت، الإثنين، في الدورية العلمية "Hypertension" التابعة لجمعية القلب الأمريكية.

وتضمنت الدراسة بيانات عن أكثر من 4.5 مليون حالة حمل، على مدى ثلاثة عقود تقريبًا، عبر ثلاث دول أوروبية هي الدنمارك، والنرويج، والسويد.

وكان خطر حدوث مضاعفات الحمل المرتبطة بارتفاع ضغط الدم أعلى بعد نقل الأجنّة المجمّدة مقارنة بالحمل الطبيعي. وتُظهر البيانات أنّ المخاطر التي تعقب عمليات نقل الأجنة الطازجة، أي نقل البويضة المخصّبة مباشرة بعد الإخصاب في المختبر، كانت مماثلة لتلك التي تحدث في حالات الحمل الطبيعي.

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت النتائج المماثلة ستظهر في الولايات المتحدة.

وقام الباحثون - من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا ومؤسسات أخرى في أوروبا - بتحليل سجلّات المواليد الطبية من الدنمارك التي يرجع تاريخها إلى ما بين عامي 1994 و2014، ومن النرويج ما بين عامي 1984 إلى 2015، ومن السويد ما بين عامي 1985 إلى 2015.

وتضمنت السجلات حوالي 4.4 مليون حالة حمل طبيعية، و78،300 حالة حمل استخدمت نقل الأجنّة الطازجة، و18،037 حالة حمل من نقل الأجنّة المجمّدة.

وقارن الباحثون احتمالات الإصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل عبر المجموعات، ووجدوا أن الخطر غير المعدّل لمثل هذه الاضطرابات كان بنسبة 7.4% بعد نقل الأجنة المجمّدة، وبنسبة 5.9% بعد نقل الأجنة الطازجة، وبنسبة 4.3% بعد الحمل الطبيعي.

وأظهرت البيانات أيضًا أن حالات الحمل من نقل الأجنة المجمّدة والطازجة كانت في كثير من الأحيان تؤدي إلى الولادة المبكرة - بنسبة 6.6% من الأجنة المجمّدة وبنسبة 8.1% من الأجنة الطازجة، على التوالي - مقارنة مع حالات الحمل الطبيعية بنسبة 5%.

وأصبحت عمليات نقل الأجنّة المجمّدة شائعة الآن بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأ بعض الأطباء في تخطي نقل الأجنة الطازجة لتجميد جميع الأجنة بشكل روتيني في ممارساتهم السريرية، وفقًا لما قاله مؤلف الدراسة الرئيسي، الدكتور سيندر بيترسن، من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة تروندهايم بالنرويج، في بيان صحفي، الاثنين.

وقال بيترسن: "باختصار، رغم أنّ غالبية حالات الحمل بأطفال الأنابيب صحية وغير معقدة، وجد هذا التحليل أن خطر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل كان أعلى بشكل كبير بعد نقل الأجنّة المجمّدة مقارنة بالحمل من نقل الأجنة الطازجة أو الحمل الطبيعي".

وأضاف بيترسن: "تسلط نتائجنا الضوء على الحاجة إلى دراسة متأنية لجميع الفوائد والمخاطر المحتملة قبل تجميد جميع الأجنّة كإجراء روتيني في الممارسة السريرية".

وفي العام الماضي، وجدت دراسة كبيرة من فرنسا، عُرضت خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية للتكاثر البشري وعلم الأجنّة، أنّ هناك خطرًا أكبر للإصابة بمقدمات تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم في حالات الحمل الناتجة عن الأجنّة المُذابة بعد تجميدها - ووجدت أن الخطر يكون أكبر عندما يكون الرحم مهيّأً للزرع بعلاجات الهرمونات البديلة.

ومن جهتها، قالت الدكتورة يينغ تشيونغ، أستاذة الطب التناسلي بجامعة ساوثهامبتون، في بيان بشهر يوليو/ تموز الماضي، والتي لم تشارك في أي من الدراستين إنّ "الارتباط بين دورات الأجنة المجمدة ومرض ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل معروف منذ فترة، ولا يزال هناك نقاش نشط حاليًا حول إيجابيات وسلبيات تجميد البويضات بين أطباء الخصوبة".

وأشارت إلى أن نقطتين مهمتين يمكن استخلاصهما من الدراسة، الأولى أنه رغم تغيير تكنولوجيا نقل الأجنة المجمدة للطب الإنجابي، إلا أنه يجب إجراءها فقط عندما يكون ذلك مناسبًا سريريًا.

أما النقطة الثانية، فتتمثل في حاجة الأطباء والعلماء إلى البدء في ربط النقاط بين ما يحدث في مرحلة التطور المبكر وخلال الولادة وما بعدها، وهو مجال بحث لا يزال ضعيفًا ويحتاج الدعم، وفقًا لما قالته تشيونغ.

ولم تُقيِّم الدراسة الجديدة ما الذي يمكن أن يؤدي إلى هذا الارتباط بين عمليات نقل الأجنة المجمّدة ومخاطر ارتفاع ضغط الدم، لكن بعض أطباء التلقيح الاصطناعي يتساءلون عما إذا كانت الأجنة طازجة بالفعل أم مجمّدة.

وبدورها كتبت الدكتورة إيمي إيفازاده، اختصاصية الغدد الصماء الإنجابية في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، والتي لم تشارك بالدراسة الجديدة، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى CNN، يوم الاثنين: "هناك أمر غير واضح: هل يرتبط ذلك بالإجراء الفعلي لتجميد الجنين أم أنه يرتبط بالبروتوكول المستخدم؟

ويعتقد غالبية أطباء أطفال الأنابيب بالدراسات والأدلّة الحديثة أنّ الأمر في الواقع يرتبط ببروتوكول الدواء، وليس بإجراء التلقيح الاصطناعي.

ولفتت إيفازاده إلى أنّ "هناك طرق مختلفة لتحضير الرحم لنقل الأجنة".

ويتضمن أحد البروتوكولات كيس الجسم الأصفر، وهو عبارة عن كتلة مملوءة بالسوائل تتشكل في المبايض وتلعب دورًا مهمًا أثناء الحمل، حيث ينتج الجسم الأصفر هرمون البروجسترون اللازم أثناء الحمل.

وهناك بروتوكول آخر يعتمد على الأدوية لتقليد الإباضة.

وتابعت إيفازاده: "تشير الدراسات إلى أن نقص الجسم الأصفر هو الذي يزيد من المخاطر، وهذا هو السبب المحتمل بأن يكون نقل الأجنة المجمدة يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل".

وأضافت: "بشكل عام، الدراسة الجديدة تُعد مهمة جدًا بالنسبة إلى أي شخص يعتني بحوامل بعد التلقيح الاصطناعي، ويجب على كل شخص يعتني بحوامل بعد التلقيح الصناعي أن يولي اهتمامًا شديدًا لهذه الدراسة".

ولفتت إلى أنّ المزيد من الدراسات تُظهر ما يعرفه أطباء التلقيح الاصطناعي بالفعل، ومفاده أن التلقيح الاصطناعي بعد نقل الأجنة المجمدة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمقدمات تسمم الحمل.

نشر