دماغ الأم..إليكِ الأسباب التي توضح لكِ لماذا لست بأمٍّ فاشلة

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة
إليك الأسباب التي تشرح لك لماذا لست بأمٍّ فاشلة
Credit: MARTIN BUREAU/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "دماغ الأم: كيف يعيد علم الأعصاب كتابة قصة الأمومة والأبوة؟".. في كتابها الجديد تنظر تشيلسي كونابوي في النتائج الجديدة المتّصلة بالإنجاب والأمومة والأبوة المبكرة، التي تقدم صورة أكثر تعقيدًا حول هذه التجربة. وتحدثت CNN إلى كونابوي حول العديد من التخيّلات المرافقة لفكرة غريزة الأمومة، وما يحتاج إليه الأطفال وما لا يحتاجونه من والديهم، وكيف أن فهم تعقيد الدماغ الأبوي يجعل منّا والدين أفضل.

CNN: أخبرينا عن قصة الأمومة التي قاموا بروايتها لك عندما أصبحت أمًّا؟

تشيلسي كونابوي: القصة التي سمعتها حول معنى أن أصبح أمًّا لم تكن، في بعض جوانبها، بقصة. شعرت أنها لم تُسرد بطريقة أستطيع أن أفكر فيها بماهية هذا التغيير الذي سيطرأ على حياتي الداخلية وشعوري بذاتي. سارت الأمور بالتوازي مع افتراضاتي حول غريزة الأم، أو هذه الفكرة القائمة على أنني سأؤدي هذا الدور، وأعرف تحديدًا ما عليّ فعله وكيف أتصرّف، لأنّ العناية بالآخر أمر فطري، وتلقائي، ومتشابك لدى النساء.

ولم تقتصر هذه الأفكار حول غريزة الأمومة، التي كتب عنها أشخاص استثمروا في نموذج أخلاقي معين للأمومة ضمن إطار نظري علمي، على كيف يُفترض أن أتصرف، ولكن أيضًا كيف يُفترض أن أشعر. لا يكفي أن تحمل طفلًا، أو تهدئه، كان منتظرًا مني أن أكون متفانية بالكامل، وأتخلى عن أنانيتي، وأن أكون قادرة على التغلب على أي مخاوف تنتابني من خلال فعل عملية الرعاية.

CNN: ما هي الآلية التي قمت باتباعها لاكتشاف أنّ هذا الأمر بعيد عن الصحة، بالنسبة للعديد من الأهل؟

كونابوي: أولى اكتشافاتي بدأت مع معاناتي الشخصية كأم جديدة. لقد اجتاحني القلق حينها، ولذا بدأت البحث عن إجابات لوصف ما كنت أعاني منه. بدأت البحث عن قلق الأمومة واكتشفت مدى التغيّر الذي يطرأ على الدماغ من خلال الأمومة والأبوة. وهذا الواقع يسري على الجميع، وليس فقط على من يعانون من اضطرابات المزاج، أو القلق بعد الولادة.

,لم أُزوّد بهذه المعلومات في أي تمرين خضعت له قبل الولادة، أو كتب تناولت مرحلة الأبوة والأمومة، والتي كانت ستحدث الكثير من الفرق بالنسبة لي ربما. في الواقع، لقد أحدثت فرقًا كبيرًا بالنسبة لي عندما أدركت هذا الأمر أخيرًا. إذ أعدت صياغة تجربتي بأكملها. ما زلت أشعر بالقلق بشأن رفاهية ابني، لكنني توقفت عن القلق جراء القلق والتفكير بأن ثمة خطب بي، لأنني كنت أعرف أن هذه المشاعر تشكّل جزءًا من عملية مثمرة كانت تحدث في ذهني وتساعدني على التكيف مع هذا الدور.

CNN: ما هي النتائج التي توصّلت إليها ورأيتِ أنها أكثر إقناعًا بين أبحاث الدماغ التي أجريت على الأهل؟

كونابوي: الأول، هذا الاهتمام الضروري الذي يحتاج إليه أطفالنا كي نقدمه لهم، والتغيرات التي تطرأ على أدمغتنا تجبرنا حقًا على منحهم اهتمامنا. أخبرونا هذه القصة بأنه عند وضع الطفل على صدرك، سوف تفرزين الأوكسيتوسين بغزارة، وسيتكوّن رابط أبدي بينك وبين الطفل. لكن يمكنك أن تكون منتبهاً لطفلك وتنتابك مشاعر مختلفة. مثل القلق، أو الحنان، أو الشعور بالتعب حقًا، والاهتمام بطفلك رغم ذلك.

بالتوازي، تعلّمنا عن الرابط، وغالبًا ما تكون المعادلة بسيطة للغاية. ينشأ هذا الرابط مع الطفل من خلال التمتّع بحمل صحي، والولادة الطبيعية، والرضاعة الطبيعية، ثم قضاء الكثير من الوقت مع الطفل. لكن عندما تنظر إلى العلم، ترى أن تقديم الرعاية يمكن أن يتم بطرق عديدة ومختلفة. على سبيل المثال، إذا كنت لا ترضعين طفلك، فليس الأمر كما لو أنك ستفوتين عليك فرصة توثيق هذا الرابط معه. هناك العديد من الفرص الأخرى للتواصل مع طفلك.

وهناك أمر آخر. لطالما نتحدث عن "دماغ الأم" وأنه يُصاب بالتنكسية. لكن أشار بحث جديد في علم الأعصاب إلى أننا كنا ننظر إلى الأمر بطريقة خاطئة. الأمومة قد يكون لها تأثير الحماية على خلايا الدماغ العصبية، وتبطئ من آثار الشيخوخة. يمكن لتحديات الأمومة والأبوة أن تجعل الدماغ يبدو أصغر سنًا.

CNN: بالإضافة إلى البحث الحالي، بحثتِ في تاريخنا التطوري كنوع، وكيف أنّ المثل الأعلى المعاصر للأم شاذ.

كونابوي: لدينا الكثير لنتعلمه من التاريخ. لقد قبلنا فكرة أن الأسرة النووية هي أساس المجتمع، لكن هذا الأمر لم يكن دومًا على هذا النحو. لطالما ساعدنا أشخاص في تربية أطفالنا، وهؤلاء الأشخاص ليسوا دومًا الوالدين. لعبت الجدات دورًا مهمًا أيضًا.

وهذه الأمومة والأبوة التي مارسها أشخاص غير الأهل البيولوجيين، شكلتنا كبشر، ما جعلنا اجتماعيين أكثر.

CNN: هل يخبرنا علم الأمومة والأبوة الجديد عن الآباء؟

كونابوي: نعلم أنّ أمرين يشكلان دماغ الوالدين: التحوّل الكبير في الهرمونات. من الواضح أن الأمور مختلفة انطلاقًا من إذا كنت أنت أحد الوالدين البيولوجيين أم لا، ولكن الأمر لا يختلف كثيرًا عن الأمور الأخرى.

وتطرأ تغييرات هرمونية أيضًا لدى الرجال كلما اقتربوا من اختبار مرحلة الأبوة عندما تكون شريكتهم حاملاً، وبعد ولادة الطفل، يكون لديهم أيضًا طفرات في هرمون الأوكسيتوسين لدى تفاعلهم مع أطفالهم.

وبالمجمل، يُظهر البحث أنّ أدمغة الآباء تتغير في التركيبة والوظيفة تمامًا مثل أدمغة الأمهات، وكلما زاد الوقت الذي يقضونه في الرعاية المباشرة للطفل، كلما كانت هذه التغييرات جذرية أكثر.

CNN: كيف ساعدتك كتابة هذا الكتاب كأم؟

كونابوي: ساعدتني على التحلي بالصبر تجاه نفسي. فمجل الكتب التي تتناول موضوع الأمومة والأبوة تخبرنا بأن نثق بأنفسنا، ولكن في بعض الأحيان يكون هذا أمرًا صعبًا ومربكًا لأنه عندما يُطلب منك الوثوق بنفسك، فإن ذلك يفترض أنك تعرف ما يجب عليك فعله.

وهذا الاختبار علّمني الوثوق بالآلية، ومعرفة أنّ ارتكاب الأخطاء بمثابة جزء منها، لأننا كأهل نتعلم منها. وهذا ليس مجرد قول مبتذل، ولكن كما تعلمت، هو جزء من العملية البيولوجية لتعلم القراءة والاستجابة لاحتياجات أطفالنا، لذلك في المرة المقبلة سنبلي بلاءً أفضل.