شبح الإغلاق التام يهدد مدينة غوانزو بالصين..والسبب "كوفيد-19"

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة
شبح الإغلاق التام يلوح في أفق مدينة غوانزو الصنينة.. والسبب "كوفيد-19"
Credit: STR/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حجرت مدينة غوانزو جنوب الصين أكثر من 5 ملايين شخص، بحجة أن السلطات تتخذ تدابير سريعة هادفة للقضاء على فيروس "كوفيد-19" الآخذ بالانتشار، وتجنب تفعيل قرار الإغلاق التام على مستوى المدينة، الذي دمر شنغهاي في وقت سابق من هذا العام.

وسجلت غوانزو 3007 إصابة محلية الأربعاء، أي ما يفوق ثلث الحالات الجديدة المبلّغ عنها في أنحاء الصين، وهي تشهد أعلى مستوى تفشي خلال ستة أشهر، لجهة الإصابات على مستوى البلاد.

وأصبحت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة بؤرة لتفشي فيروس كورونا الأخير في الصين، حيث سُجلت أكثر من 1000 حالة جديدة لمدة خمسة أيام متتالية، وهو رقم مرتفع نسبيًا وفقًا لمعايير سياسة "صفر كوفيد" المتبعة في البلاد.

ومع تخطي العالم للجائحة، لا زالت الصين مصرّة على اعتماد الإغلاق المفاجئ، وإجراء فحوصات فيروس كورونا الجماعية، وتتبع المخالطين، وفرض الحجر الصحي للقضاء على العدوى.

وواجهت مقاربة "صفر تسامح" تحديًا متزايدًا جرّاء متحوّر "أوميكرون" السريع الانتشار، الذي كان له تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة، ما أثار ردود فعل شعبية متزايدة.

وهذا التفشي المستمر، يعتبر الأسوأ منذ بداية الجائحة التي ضربت غوانزو، عاصمة مقاطعة قوانغدونغ، التي تعد مركزًا اقتصاديًا رئيسيًا للصين، ومركزًا صناعيًا عالميًا.

وتركزت معظم الإصابات في منطقة هايتشو السكنية حيث يعيش 1.8 مليون شخص على الضفة الجنوبية لنهر اللؤلؤ. وتخضع هذه المنطقة للإقفال التام منذ السبت الماضي، حيث طُلب من السكان عدم مغادرة منازلهم إلا في حال الضرورة، وأوقفت جميع وسائل النقل العام، من الحافلات إلى قطار الأنفاق. وكان يفترض أن يستمر الإغلاق لثلاثة أيام فقط، لكنّه مُدّد حتى يوم الجمعة.

وتم إغلاق منطقتين جديدتين أيضًا، يقطنهما 3.8 مليون نسمة الأربعاء، مع اتساع رقعة تفشي المرض.

واستيقظ سكان منطقة ليوان القديمة الواقعة غرب المدينة، على أمر البقاء في منازلهم ما لم تكن ثمة ضرورة قصوى للخروج. وطُلب من الكليات والجامعات في المنطقة إغلاق حرمها الجامعي. وتمّ حظر تناول الطعام في المطاعم، وصدرت أوامر بإغلاق الشركات، باستثناء تلك التي توفر الإمدادات الأساسية.

وبعد ظهر الأربعاء، طال الإغلاق منطقة بانيو، المقرّر استمراره حتى الأحد. وحظر استخدام المركبات الخاصة والدراجات أيضًا، في هذه المنطقة.

واعتبارًا من الخميس، تعطي المدارس الابتدائية والمتوسطة في ثماني مناطق حضرية في المدينة الفصول الدراسية عبر الإنترنت، مع إغلاق رياض الأطفال. وقال مسؤولو التعليم بالمدينة خلال مؤتمر صحفي عقد الأربعاء، إنّ فصول التدريس، ومؤسسات التدريب، ومراكز الرعاية النهارية ستعلّق الخدمات أيضًا.

كما نفذت اختبارات جماعية في تسع مناطق بأنحاء المدينة، وأغلقت أكثر من 40 محطة قطار أنفاق. وتم نقل المخالطين الذين اُعتبروا  أنهم على اتصال وثيق بالأشخاص المصابين، على نحو جماعي إلى مرافق الحجر الصحي المركزية. 

وتسبّب تفشي المرض أيضًا بإلغاء رحلات مطار غوانزو بايون الدولي، أحد أكثر المطارات ازدحامًا في البلاد. واعتبارًا من صباح الخميس، ألغيت 85٪ من نحو 1000 رحلة طيران قادمة ومغادرة من غوانزو، وفقًا لبيانات شركة تتبع الرحلات Variflight.

وقال تشانغ يي، نائب مدير لجنة الصحة في بلدية غوانزو، بمؤتمر صحفي عقد الثلاثاء، إنّه "في الوقت الحالي، لا يزال هناك خطر انتشار الفيروس في المناطق غير المصنفة خطرة، ولا يزال التفشي قويًا ومعقدًا".

وحتى الآن، يبدو أن الإغلاق يستهدف مناطق محددة، وأقل قسوة من الإغلاقات التي شهدتها العديد من المدن الأخرى. وفي حين لا يمكن للسكان الذين يعيشون في الأحياء المصنفة عالية الخطورة مغادرة منازلهم، في وسع من يعيشون في المناطق منخفضة الخطورة داخل المناطق المغلقة الخروج لشراء البقالة وغيرها من الضروريات اليومية.

لكنّ يخشى الكثيرون أن يكون الإغلاق الشامل على مستوى المدينة وشيكًا إذا استمر تفشي المرض.

ومع توقع الأسوأ، سارع العديد من سكان غوانزو إلى تخزين المواد الغذائية والإمدادات الأخرى. وقال أحد المقيمين في منطقة هيتشو التي صنفتها السلطات بمنخفضة الخطورة: "لقد كنت أشتري (البقالة والوجبات الخفيفة) على نحو غير منطقي عبر الإنترنت. ويحتمل أن ينتهي بي الأمر بتناول بقايا الطعام لمدة شهر".

ولجأ مقيمون آخرون، يشعرون بالغضب من القيود وفرض إجراء الفحوصات، إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتنفيس عن إحباطهم. وراجت على منصة Weibo الصينية الشبيهة بـ"تويتر"، كتابات باللغة العامية والشتائم باللهجة الكانتونية المحلية لانتقاد إجراءات صفر كوفيد.

وقال أحد مستخدمي Weibo: "أتعلم الشتائم الكانتونية يوميًا".

وتتعرض السلطات المحلية في أنحاء البلاد لضغوط جراء تكثيف إجراءات مكافحة فيروس كوفيد رغم الإحباط العام المتزايد.