دراسة: تدخين الماريجوانا قد يتسبب بتلف رئتي المدخنين

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصلت دراسة جديدة إلى أن تدخين الماريجوانا أثناء تدخين التبغ قد يتسبب بضرّر الجهاز التنفسي.

وقالت الدكتورة جيزيل ريفا، كبيرة مؤلفي الدراسة، والأستاذة المساعدة بقسم الأشعة في جامعة أوتاوا بأونتاريو، إنّ "هناك تصور عام بأن الماريجوانا أكثر أمانًا من التبغ، وهذه الدراسة تثير القلق لجهة أن هذا الأمر قد لا يكون صحيحًا".

وتابعت أنّ "جمعية الرئة الأمريكية تقول إن الأمر الوحيد الذي يجب أن يدخل إلى رئتيك هو الهواء النظيف، لذلك إذا كنت تستنشق أي شيء، فإنه من المحتمل أن يكون سامًا لرئتيك".

دراسة أولية صغيرة

وقارنت الدراسة الأولية، التي نُشرت في مجلة Radiology الصادرة عن جمعية Radiological Society of North America الثلاثاء، فحوصات الصدر بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) لـ56 شخصًا يدخنون الماريجوانا والتبغ مع فحص الرئة لـ33 شخصًا كانوا يفرطون بتدخين السجائر لأكثر من 25 سنة.

وأجريت فحوصات لـ57 شخصًا إضافيًا من غير المدخنين، لا يعانون من مرض رئوي سابق، أو لم يخضعوا لعلاج كيميائي، أو لديهم أي تاريخ آخر بتلف الرئة كعناصر تحكم.

وتبينّ أن حوالي 75٪ من الأشخاص المشاركين في الدراسة الذين يدخنون الماريجوانا والتبغ يعانون من انتفاخ بالرئة، وهو مرض يصيب الشعب الهوائية الصغيرة، ويسبب تلفًا في الأكياس الهوائية بالرئتين. وحوالي 67٪ من المدخنين الذين يستخدمون التبغ فقط يعانون من انتفاخ الرئة، بينما يعاني 5٪ فقط من غير المدخنين من المرض.

ولفتت ريفا إلى أنّ الفارق يعادل 8 نقاط مئوية بين مدخني الحشائش والتبغ، والمدخنين فقط. وقد لا يبدو هذا الفارق كبيرًا، لكنه كان كذلك بالفعل.

وأوضحت أنّ هذا الأمر "يشير إلى أنّ الماريجوانا لها تأثيرات إضافية على الرئتين أكثر من تدخين التبغ بشكل منفرد". وسألت: "هل مزيج الماريجوانا والتبغ يسبب المزيد من الثقوب في الرئتين والتهاب مجرى الهواء أم الماريجوانا نفسها"؟

وأسفرت نتائج الدراسة عن قلق آخر يتمثل بعمر مدخني الماريجوانا، إذ أن الكثير منهم تقل أعمارهم عن الـ50 عامًا.

ورأت ريفا أنه يفترض أنّ هؤلاء المرضى تعرّضوا لدخان أقل خلال حياتهم، إلا أنهم أكثر مرضًا من أولئك الذين يدخنون التبغ بشراهة ويفعلون ذلك لفترة أطول. وأضافت: "نحن لا نعرف إذا كان هذا يمثل تأثيرًا مشتركًا بين الماريجوانا والتبغ مقابل الماريجوانا وحدها".

ضرر لا عودة عنه

وقالت إن تلف مجرى الهواء الناجم عن التدخين يمكن أن يصبح دائمًا، بسرعة.

وأوضحت أنّ "التهاب مجرى الهواء في وقت مبكر يمكن علاجه"، شارحة أنه "عندما أرى مخاطًا وسماكة في الشعب الهوائية، يجب أن يتحسن ذلك إذا توقف المريض عن التعرض للدخان. لكن في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي ذلك إلى توسع الشعب الهوائية وعندما تتوسّع، فإن العودة إلى الحالة الطبيعية غير ممكنة".

وأشارت ريفا إلى أنّ ثمة قيود لهذه الدراسة. فهي صغيرة. وهناك قليل من المعلومات حول كمية الماريجوانا التي تم تدخينها أو كيفية استنشاقها.

ورغم ذلك، تُوجد العديد من الاختلافات في كيفية استهلاك الحشائش والتبغ التي يمكن أن توفر أدلة لمزيد من التحقيق، وفقًا لما ذكرته ريفا.

ولفتت إلى أنّ مدخني التبغ يزفرون بسرعة، في حين أن مدخني الماريجوانا غالبًا ما يستنشقون ويحبسون أنفاسهم لتحقيق أقصى قدر من الانتشاء.

وأضافت أنه عادة ما يحبس الناس نفسهم لوقت أطول وينفثون بشكل أكبر، لذا فهم يحتفظون بكمية أكبر من الدخان لفترة أطول من الوقت، مشيرة إلى أنّه "يمكن أن يؤدي ذلك إلى صدمة صغيرة جراء فترات حبس الهواء تلك. هذه كلها أسئلة للبحث مستقبلًا".

الأبحاث الناشئة

وهذه ليست أول دراسة تكتشف تلفًا في الرئة جراء استنشاق الماريجوانا. فقد وجدت دراسة أجريت في يونيو/ حزيران أن مستخدمي القنب كانوا أكثر عرضة لزيارة قسم الطوارئ أو الاستشفاء بنسبة 22٪ مقارنة بغير المستخدمين. وكان السبب الرئيسي هو الإصابة الجسدية، لكن مخاوف الجهاز التنفسي جاءت في المرتبة الثانية.

ووجدت دراسة أجريت عام 2021، أن المراهقين أكثر عرضة بمقدار الضعف للإبلاغ عن "الصفير أو الأزيز" في الصدر بعد تدخين الماريجوانا، مقارنة بتدخين السجائر أو استخدام السجائر الإلكترونية.