بأمريكا.. تزامن هذه العدوى الفيروسية يؤدي إلى تهديد ثلاثي بظل موسم الأعياد

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تواجه الولايات المتحدة تهديدًا ثلاثيًا مع تزامن العدوى الفيروسية الناجمة عن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، والإنفلونزا، وفيروس كورونا.

وتعاني العديد من مستشفيات الأطفال من الضغط الشديد بعد ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي، بينما وصل مرض الإنفلونزا لأعلى مستوى له منذ أكثر من عِقد في هذه المرحلة من العام.

وبعد فترة من ركود عدد الحالات، تتزايد الإصابات الجديدة الناجمة عن فيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد أيضًا.

ويحدث كل هذا مع بدء موسم العطلات، مع سفر المزيد من الأشخاص، وتجمعهم في المساحات الداخلية، ومن المحتمل تطبيق تدابير احترازية أقل مقارنةً بالعامين الماضيين.

وتُجيب المحلّلة الطبية في CNN، الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ، وأستاذة زائرة للسياسة الصحية والإدارة في كلية معهد "ميلكن" للصحة العامة بجامعة "جورج واشنطن"، عن بعض الأسئلة التي قد تخطر في بالك بشأن هذا الموقف.

لماذا يجب أن يشعر الأشخاص بالقلق من تزامن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، والإنفلونزا، وكورونا؟

لينا وين: هناك عدّة أسباب تدعو للقلق بشأن ما يُشار إليه بالوباء الثلاثي (tripledemic)، والأول هو أثره على المستوى المجتمعي.

وبالفعل، تمتلئ مستشفيات الأطفال في جميع أنحاء الولايات المتحدة بالأطفال المصابين بالفيروسات، بما في ذلك الفيروس التنفسي المخلوي، والإنفلونزا.

ويعتقد بعض الخبراء أن هذا يعود للفجوة المناعية نتيجة تدابير التخفيف المُتَّخذة على مدار العامين الماضيين.

والوضع سيء للغاية لدرجة أن قادة صحة الأطفال طلبوا الإعلان عن حالة طوارئ بشكلٍ رسمي من إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لمساعدة هذه المستشفيات بطريقةٍ أفضل.

وعندما تتجاوز المستشفيات طاقتها الاستيعابية، تتأثّر رعاية المرضى.

وينتهي المطاف بالأشخاص الذين يأتون إلى قسم الطوارئ بالانتظار لفترةٍ أطول لعدم وجود عدد كافٍ من الموظفين لرعايتهم.

وقد تكون هذه التأخيرات ضارة، بل مميتة.

من هم الأشخاص الذين يجب أن يكونوا أكثر حذرًا خلال هذه الفترة؟

لينا وين: الأفراد الذين يجب أن يكونوا أكثر حذرًا هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراضٍ خطيرة.

ويشمل ذلك الأشخاص الأكبر سنًا، وحديثي الولادة، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة متعددة.

وهؤلاء هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروسات، وما قد يُعتبر عدوى خفيفة لشخصٍ بالغ يتمتّع بصحة جيدة يمكن أن يؤدي إلى دخوله المستشفى.

والمجموعة الأخرى التي يجب أن تفكر في توخي الحذر هي من لديهم اتصال مباشر لأشخاص معرضين لخطرٍ كبير.

هل يمكن أن يصاب الأشخاص بالفيروسات الثلاثة؟

لينا وين: من الناحية النظرية، نعم.

وعلى مدار عام، يمكن لأي شخصٍ بالتأكيد أن يصاب بالفيروسات الثلاثة.

ولكن بشكلٍ عام، فهم لا يصابون بها جميعًا في الوقت ذاته.

وتُشير عبارة "الوباء الثلاثي" إلى جميع الفيروسات الثلاثة التي بدأت تتزايد بين السكان في وقتٍ واحد، وليس بالضرورة في الشخص نفسه، وفي وقتٍ واحد.

ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر، والحفاظ على سلامتنا؟

لينا وين: تتواجد لقاحات "كوفيد-19" والإنفلونزا لمنع المرض الشديد، والوفاة.

وينتقل فيروس كورونا عبر الهواء، وتساعد التهوية الجيدة على تقليل الانتشار، ولذلك سيكون التجمّع مع الآخرين في الهواء الطلق أكثر أمانًا من التجمع في الداخل.

ويمكن أن تكون المساحات الداخلية أقل خطورة إذا كانت هناك تهوية محسّنة، عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة على سبيل المثال، واستخدام مرشحات "HEPA".

وتنتشر الإنفلونزا والفيروس التنفسي المخلوي بشكلٍ أساسي من خلال الرذاذ.

ويجب على الأشخاص الابتعاد عن أولئك الذين يسعلون أو يعطسون، ويجب على الأفراد الذين يعانون من أعراض تجنّب الأماكن العامة.

ومن الضروري للجميع غسل أيديهم جيّدًا وبشكلٍ متكرر.

وهذا مهم بشكلٍ خاص للأطفال الصغار الذين غالبًا ما يضعون أيديهم في أفواههم.

هل يجب أن تعود تدابير مثل ارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي؟

لينا وين: وجهة نظري هي أن التدابير التنازلية من أي مستوى من الحكومة يجب أن تكون مُخصّصة للظروف الصعبة حقًا، التي لا تتوفّر فيها خيارات أخرى، وفي حال ظهور متغير جديد شديد العدوى، وأكثر خطورة، وأكثر مقاومة للقاحات الموجودة مثلاً.

وليس هذا هو الوضع في الوقت الحالي.

ومع ذلك، لا يعني عدم احتمالية تطبيق التدابير في جميع القطاعات أن الأشخاص لا ينبغي أن يهتموا بأنفسهم.