نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وثيقة تاريخية يجهل الكثير من المسيحيين أنها موجودة، وهي إنجيل يهوذا الأسخريوطي، الذي تشير الأناجيل الرسمية إلى أنه المسؤول عن خيانة المسيح وتسليمه إلى السلطات لصلبه، لكن باحثين يعملون على تحليل الوثيقة تشير إلى أن الحقيقة قد تكون مغايرة كليا، وأن يهوذا في الواقع كان التلميذ المفضل للمسيح الذي طلب منه شخصيا الوشاية به.
ديفيد غيبسون، المشارك في تأليف وثائقي "البحث عن المسيح" الذي يعرض على CNN يوضح محتوى الإنجيل بالقول: "يهوذا كان يقوم بما أراد منه المسيح فعله. الله أرسل المسيح ليموت تكفيرا عن خطايا البشر، وبالتالي كان يجب أن يكون هناك من يخونه ويقوم بهذه المهمة."
أما تاجرة الآثار فريدا تاخوس، فتقول "إنجيل يهوذا يشير إلى أن المسيح طلب من يهوذا خيانته وقد سأله يهوذا: لماذا أنا؟ فرد المسيح بالقول: لأنك أنت الأقرب إلي، أتمنى منك أن تقوم بذلك." أما كانديدا موس، الباحثة من جامعة نوتردام فتقول إن محتوى الإنجيل يدل على أن يهوذا "كان يدرك ما يحصل، وكان يساعد المسيح وكان يعلم أنه بسبب ذلك سيكره الناس للأبد."
من جانبه، يشرح بايرن ماكين، رئيس دائرة الشؤون الدينية بجامعة وفورد، الظروف المرافقة للعثور على الإنجيل والهدف من دراسته بالقول: "إنجيل يهوذا ظهر قبل سنوات قليلة في سوق للقطع الأثرية، أي أنه لم يظهر ضمن بعثة تنقيب عادية، وهذه المشكلة هي أولى المشاكل التي تعترض الباحثين حوله، كما أنه بحالة سيئة إذ لم يكن موضع عناية من ملاكه."
ويضيف ماكين: "هناك أجزاء تستحيل قراءتها وهناك خلاف بين العلماء حول حقيقة ما يرد فيها، ولكن الأرجح أنها تشير إلى أن يهوذا كان يقوم بما طلبه منه المسيح ولم يكن بالتالي شخصا سيئا.. بالنسبة لي على المستوى الأكاديمي، فإنني أرجح ألا يكون الإنجيل مزورا، ولكن معناه الحقيقي معقد للغاية."
وعن سبب دراسة هذا الإنجيل يقول ماكين: "الهدف هو دفع الناس إلى التفكير وإعادة النظر في المسلمات، طبعا الإنجيل الذي نتحدث عنه كُتب بعد 300 سنة على ولادة المسيح، فهل يمكن الوثوق بنص يتحدث عن وقائع تسبقه بثلاثة قرون؟ ربما تكون الإجابة نعم وربما تكون لا."